الهيئة العربية للمسرح لم تظلم المسرح العراقي

 

اسماعيل عبدالله يؤكد انه لم يصله اي مشروع عمل مسرحي من العراق لتبنيه ودعمه، ويدعو الى التواصل والتفاعل مع الهيئة.

 

تعد “الهيئة العربية للمسرح” أهم مؤسسة عربية تُعنى بتنشيط الحركة المسرحية في بُلدان العالم العربي وهي هيئة غير حكومية وغير ربحية تهتم بقضايا المسرح العربي وتواكب مستجداته من خلال إنفتاحها على مُجمل المسرحيين العرب وتبني نتاجاتهم ودعمها، أُنشئت في 2007 حيث تتخذ من الشارقة حالياً مقراً لها.

ووَضَعَتْ من ضمن الأهداف الرئيسية التي تسعى إلى إنجازها النهوض بالعمل المسرحي العربي، وترسيخ الثقافة المسرحية وتبني الأعمال المسرحية الشابة ودعمها وتبادل الخبرات والانفتاح على مختلف التجارب المسرحية ومنها العراقية.

لكن الهيئة بحسب عدد من المسرحيين العراقيين تكاد تكون غائبة عن المشهد المسرحي العراقي رُغم الإعلان قبل سنوات عن وجود مندوب لها في العراق مهمته التنسيق بينها وبين المسرحيين العراقيين.

وعن هذا الموضوع وآلية عمل الهيئة ومشاريعها، حاورت صحيفة “ميدل ايست اونلاين” أمينها العام اسماعيل عبدالله:

وفيما يلي ابرز المحاور التي تم التطرق اليها في المقابلة.

احلام الهيئة تكبر

واعتبر الامين العام انه بتوجيهات من الشيخ سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى لاتحاد دولة الامارات العربية المتحدة حاكم الشارقة تم تأسيس الهيئة في 9/9/2007 في القاهرة وبعدها بفترة تحضيرات وتجهيزات تم افتتاح مقر الأمانة للهيئة في مدينة الشارقة بتاريخ 2008 وبدأت الاحلام تكبر والمسؤوليات تزداد لتبدأ بعدها مسيرة تأسيس مكاتب قطرية للهيئة وتعيين مندوبين لها داخل البلدان العربية ومنها العراق ومن ثم أعلنت الهيئة عن إطلاق مهرجانها المسرحي الخاص بها “مهرجان المسرح” الذي نُظمت ستة دورات في القاهرة وبيروت وعمان وتونس والدوحة والشارقة.

وتتنافس الاعمال المسرحية العربية المشاركة على جائزة الشيخ د.سلطان القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي، كما أصدرت الهيئة مجلتها المسرحية “المسرح العربي” وأكثر من 70 كتاباً مسرحياً توزعت ما بين النصوص المسرحية والدراسات والتوثيق والترجمات الحديثة التي أصدرتها الهيئة، بالاضافة الى دعم عدد من المهرجانات المسرحية العربية، فضلاً عن إطلاق مسابقات في التأليف المسرحي للكبار والصغار.

ألغينا جميع مكاتب الهيئة

وقال اسماعيل عبدالله “نحن نتعامل مع كل مسرحي عربي بوصفه عضواً في الهيئة، ونحن من واجبنا ان نصل اليه سواء موجود داخل العالم العربي او خارجه، وقد اسسنا قاعدة معلومات لجميع المسرحيين العرب فنحن متواصلين مع جميع المسرحيين العرب في كل مكان ونحاول ان نصل في قابل الايام بلا اية جواجز وبلا اية وساطات”.

واضاف “قد قُمنا بإلغاء جميع المكاتب التي تُمثل الهيئة في البلدان العربية ولم نعد نحتاج اليها لاننا نُعامل كل المسرحيين العرب بوصفهم أعضاء في الهيئة وبامكانهم جميعاً تقديم مشاريعهم بشكل مباشر الينا ونحن لدينا معايير كثيرة في كيفية دعم هذه المشاريع وكيفية توجيهها ايضا ونتداخل مع صاحب المشروع نفسه في كيفية تطويره وتحويله من مشروع شخصي الى مشروع ذا فائدة كبيرة تعم الجميع”.

‘صندوق القاسمي’

وقال الامين العام للهيئة “عملنا في بداية تاسيس الهيئة كان منصبا على التعريف بهذا الكيان المسرحي العربي الجديد وكيف باستطاعتنا استقطاب الطاقات المسرحية العربية ومن ثم تجذير وجود الهيئة في خارطة المسرح العربي مع التأكيد على كسب ثقة الجميع لان الكثير من المشاريع المسرحية العربية قد فشلت سابقا ولم تحقق لنا شيئا ولم نستطع ان نعبر من خلالها الى افاق اوسع كاتحاد المسرحيين العرب واتحاد الفنانين العرب وغيرها من المشاريع التي فشلت بسببنا نحنُ كمسرحيين عرب وبسبب ظروف مختلفة”.

واضاف “أما مشروع الهيئة العربية للمسرح فهو مختلف تماماً عن غيرة لأننا وضعنا له منذ البداية قواعد وجذور أساسية بحيث أنتظرنا طويلاً حتى يؤمن المسرحيون العرب بهذا الكيان الجديد ويصبح حقيقة على أرض الواقع بعدها بدأنا العمل”.

وقال اسماعيل عبدالله “وضعنا خارطة طريق لكي تكون المشاريع على أرض الواقع”.

ومع تسليمنا بوجود تراكمات كثيرة عطلت مسيرة المسرح العربي لذا وضعنا الاستراتيجية العربية لتنمية المسرح العربي والتي تجسدت في اقامة ستة ملتقيات مسرحية وتبني لمهرجانات مسرحية عربية وبحثية واصدارات كما اشركنا الجانب الحكومي في البلدان العربية لاننا بحاجة الى دعم السلطات الحكومية لدعم المسرح العربي.

وهذه الإستراتيجية ستظل خاضعة للتقييم الدوري وللمشاريع الاخرى المهمة جداً ووفقاً لها تم تأسيس (صندوق القاسمي للتمويل المسرحي) إذ يتم تقديم المشاريع المسرحية للهيئة وهناك لجنة لتقييم تلك المشاريع ومن ثم تنفيذها فيما بعد.

مشاريعنا مستقلة

واضاف الامين العام للهيئة “بالتأكيد فنحن نريد من آمن بماهية الهيئة أن يروج لمشاريعها لإنها خالية من أية أجندات أو مصالح، والهيئة بكُليتها مشروع مقدم من قبل رجل مسرحي آمن بأن المسرح رسالة حياتية نبيلة”.

فمثلاً في موريتانيا صممنا مشروع قائم على أستنبات المسرح في هذا البلد من خلال التعاون مع عدد من المسرحيين الموريتانيين الذي تخرجوا من جامعات تونس والجزائر ومن ثم أطلقنا مشروع مهرجان المسرح المدرسي في موريتانيا ومولنا بشكل مُباشر ثلاث دورات منه والرابعة ستمولها وزارة الثقافة الموريتانية، وهدف الهيئة زرع المسرح في أي بقعة من البقاع العربية.

لا يوجد من يمثلنا في العراق

وقال طُرحَ عليَّ في أكثر من مرة من قبل عدد من المسرحيين العراقيين هذا السؤال (أين الهيئة في العراق؟ ولماذا الهيئة غائبة عن المسرح العراقي؟)، انا استغرب من هذا السؤال من ان الهيئة غائبة عن المسرح العراقي!!!، فالمسرح العراقي حاضر بكل مبدعيه وعروضه في جميع مشاريع الهيئة ومهرجاناتها.

والهيئة تحضر حينما يُقدم لها أي مشروع مسرحي يقدم، ولم يقدم لها أي مشروع مسرحي عراقي حتى تتبناهُ.

أن كان ثمة مشاكل بين المسرحيين سواء في العراق أو غيره من البلدان، فالهيئة غير معنية بهذا الأمر وليس لها الحق في التدخل وهي ليست مؤسسة بديلة لأي مؤسسة مسرحية رسمية محلية أو غيرها وليس من واجبها أن تحل أي مشاكل لأن وجودها قائم على أساس تنفيذ مشاريع الهدف منها تطوير المسرح وتقديم الدعم اللازم له في هذا البلد العربي أو ذاك ومنها العراق.

لقد كان لدينا مندوبين ومكاتب في الدول العربية ومنها العراق فوجدنا أن هذا المكاتب والمندوبين زادت المشاكل بين الهيئة من جهة والمسرحيين العرب من جهة ثانية لذا لا وجود لمندوب أو مكتب للهيئة في العراق، لان الهيئة وبعد توسعها وتوسع مشاريعها لا يمكن حصرها في مندوبين يُمكن أن يكونوا قامعين لمشاريع أقرانهم المسرحيين كما حصل في أكثر من بلد عربي.

والمسرحيون العراقيون حاضرون وبقوة داخل عمل الهيئة، لذا أدعوا ومن خلالكم جميع المسرحيين العراقيين أن يتواصلوا مع الهيئة وأن يقدموا أنفسهم لها عبر موقعها الالكتروني أو عناوينها البريدية والالكترونية والتفاعل مع مشاريعها المستمرة على مدى العام وتقديم مشاريعهم. وأوكد لكَ أننا في الهيئة لحد هذه اللحظة لم يصلنا مشروع عمل مسرحي من العراق حتى نقوم بتبنيه ودعمه ونحن بانتظار وصول هذا المشاريع لنا من قبل المسرحين العراقيين في مختلف المدن العراقية.

والهيئة ليس لها الحق في التدخل في المشاكل التي تحصل بين المسرحيين، وأود التأكيد على إننا ندين بالفضل الكبير للمسرح العراقي.

وقال اسماعيل عبدالله “قد إتكأنا كثيراً على المسرح العراقي في تطوير مسرحنا وللمسرحيين العراقيين دور كبير في نهضة المسرح الاماراتي كابراهيم جلال الذي تتلمذنا على يديه وكذلك الراحل قاسم محمد، فتجربة المسرح العراقي إتكأ عليها المسرحيين العرب وتعلموا منها، ونتمنى أن يتعافي مجدداً المسرح العراقي وأن يعود كسابق عهده”.

متفائلون بمستقبل المسرح الاماراتي

واضاف الامين العام للهيئة “أنا متفائل بقوة بمستقبل المسرح في الامارات، فهناك نهضة مسرحية اماراتية واضحة المعالم وهناك وجود لاسماء مسرحية اماراتية حاضرة في جميع مشاريعنا المسرحية في ايام “الشارقة المسرحية المهرجان المسرحي”.

ولدينا ستة مهرجانات مسرحية سنوية وهي كبيرة وهي دولية وعربية ومحلية وخليجية ك”مهرجان الشباب المسرحي” و”مهرجان الامارات لمسرح الطفل” و”مهرجان المسرح الجامعي” و”مهرجان المونودراما في الفجيرة” بالإضافة الى الموسم المسرحي الهام اذ تقدم عدة عروض تجوب امارات الدولة.

وكُل هذا تحقق بفعل وجود الدعم الكبير من قبل الشيخ سلطان القاسمي للمسرح سواء في الامارات أو باقي البلدان العربية.

 

الشارقة – من بشار عليوي

 

http://www.middle-east-online.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *