“السماعيل” لرعاية الشباب: أعيدوا “ثقافة الأندية”

 

لم يستبعد مدير عام الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون عبدالعزيز السماعيل إعادة قنوات الاتصال مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب بعد تعيين الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز رئيسا عاما لرعاية الشباب، متوقفا عند تصريح الأمير عبدالله حول الشبان السعوديين الذين فجروا أنفسهم في عمليات انتحارية أخيرا بلبنان. وقال لـ”الوطن” الأمير عبدالله كشف في تصريحاته الأولى أن مرحلة الأشهر الثلاثة المقبلة ستكون لدراسة كافة الملفات الخاصة بـ«رعاية الشباب»، ومؤكدا أنه يعي تماما أن الأمر لا يقتصر على صعيد الرياضة فقط، بل كل ما يريده الشباب السعودي، الذي لا يمكن أن نحصر اهتماماته في الشق الرياضي فحسب، إذ لا بد من فتح ملف النشاط الثقافي بالأندية الرياضية. واستعاد السماعيل كيف كانت الأندية الرياضية تضج بالنشاط الثقافي والفني منذ الخمسينيات الميلادية حتى نهايات السبعينيات تقريبا، مشيرا إلى المسابقات الثقافية التي كانت تنظمها رعاية الشباب للشبان بين الأندية الرياضية على مستوى المملكة، وعروض السينما، والمهرجانات المسرحية والفنية، مبديا تطلعه إلى أن تستعيد الرئاسة العامة لرعاية الشباب تفعيل هذه الأدوار، بالتنسيق مع وزارة الثقافة والإعلام، وكل المؤسسات الثقافية في المملكة، مشددا على أن الرئاسة العامة لا بد أن تعي جيدا، أنه ليس كل الشباب معنيين بكرة القدم فقط.
وكان مسرح نادي الوحدة الرياضي قد استضاف عام 2007 عروض المهرجان المسرحي الذي نظمه نادي مكة المكرمة الأدبي، مما فتح واسعا ملف النشاط الثقافي في الأندية الرياضية، الذي صدر بشأنه قرار من وزارة الثقافة والإعلام عام 2005، جرى تعميمه على كل الأندية الأدبية والرياضية يخول الأندية الأدبية بالإشراف على النشاطات الثقافية في الأندية الرياضية، ولكنه ظل قرارا مع وقف التنفيذ، إذ لم تبادر الأندية الأدبية لتفعيله، ولم تكترث الأندية الرياضية به. عدا نادي مكة الذي نفذ ثلاثة نشاطات توجها بالمهرجان المسرحي لفرق منطقة مكة المكرمة المسرحية، في خطوة عدها المسرحيون والمراقبون حينها جريئة ومهمة جدا لاستمرار الحيوية في المشهد الثقافي/المسرحي، وجاء المهرجان ليلقي حجرا كبيرا وجميلا في بحيرة الركود، وفي الوقت الذي حقق فيه أدبي مكة سبق الريادة في تفعيل قرار ممارسة النشاط الثقافي في الأندية الرياضية تحت إشراف الأندية الأدبية.
تنظيم نادي الوحدة لمهرجان العروض المسرحية، فتح ملف ممارسة الأندية الأدبية لبعض النشاطات الفنية، حيث تميزت أندية أخرى بتقديم نشاط سينمائي كنادي حائل الذي خصص وقتا لتقديم أفلام سينمائية بصفة دورية. وهنا يتذكر عبدالعزيز السماعيل هذا الدور الذي كان يلعبه نادي هجر في الأحساء خلال حقبة السبعينيات الميلادية، ومعظم الأندية الرياضية على حد قوله موضحا: الفنون حاجة ملحة وأساسية في تكوين الشباب، وصقل مواهبهم، وحمايتهم من كل أفكار التطرف، وأحادية الرأي، وهذه مسألة لا بد أن تدركها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، لتصوغ وتتبنى استراتيجية عميقة وقوية تتمكن من خلالها من تقديم شيء للشباب في هذا الإطار، لتأخذ بأيديهم بعيدا نحو كل ما هو جيد وخلاق على مستوى النشاطات والبرامج غير الرياضية، وهذا حلم جميل أتطلع إليه أنا وسواي من منسوبي جمعية الثقافة والفنون، وأتصور بل كل الفنانين والمثقفين، يأملون أن تستعيد الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ماضيها الجميل في دعم الفن والثقافة الذي ظلت تعمل به منذ نشأتها، واستمرت فيها إلى منتصف الثمانينيات تقريبا، ثم توقف نهائيا عقب تأسيس وزارة الثقافة والإعلام سنة 2003.
حيث ألغيت الإدارة العامة للنشاطات الثقافية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب التي كانت تشرف على النشاطات والبرامج الثقافية بالأندية الرياضية وبيوت الشباب بشكل مباشر، مما ألقى بمصير النشاطات الثقافية في الأندية الرياضية في مهب الريح، رغم أن الواجهة الأمامية للأندية الرياضية لم تخل من عبارة ناد رياضي (ثقافي، اجتماعي)!
وكان النشاط الثقافي في الأندية الرياضية وبيوت الشباب يمثل هامشا بسيطا من اهتمامات الأندية ويعتمد في آليات عمله على ما كانت تنفذه الرئاسة العامة لرعاية الشباب من مسابقات دورية بين الشباب تتم بشكل تقليدي تعرض لانتقادات كثيرة من قبل المعنيين بالشأن الثقافي. بينما تعتمد بعض الأندية على اجتهادات فردية من بعض المثقفين المتطوعين المتعاونين مع الأندية الرياضية. واشتهر قديما في اهتمامه بالنشاط الثقافي نادي الوحدة في مكة المكرمة وعدد من أندية المنطقة الشرقية والأحساء والتي برز اهتمامها في فنون المسرح. إضافة إلى اهتمامات نادي الشباب في العقد الأخير. وفيما عدا ذلك انصب اهتمام بقية الأندية على الشأن الرياضي الذي تراه همها الأول، إذ ظل النشاط الثقافي فيها حبرا على ورق، وغالبا ما تزيحه إدارات الأندية إلى آخر اهتماماتها مما حدا بعدد من المثقفين الذين حاولوا تفعيل هذا النشاط في الأندية الرياضية إلى الابتعاد.
أيضا سعى نادي أبها الأدبي في عهد إدارة أنور خليل لمد الجسور مع الأندية الرياضية في منطقة عسير وفتح بوابة للتعاون الثقافي في محاولة لتفعيل وتطوير النشاط الثقافي في الأندية الرياضية واكتشاف مواهب إبداعية جديدة ودعم هذا النشاط ماديا ومعنويا من قبل نادي أبها الأدبي، وعقد في هذا السياق عدة اجتماعات عام 2010 مع أندية ضمك والسروات والزيتون والمصيف الرياضية، غير أن الأمر لم يتعد أن يكون مجرد اجتماعات ووعود للاستهلاك الإعلامي!

 

 

http://www.alwatan.com.sa/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *