الفرجـة والمجال العـام

الندوة الدوليةطنجة المشهديةفي دورتها التاسعة

طنجة/ تطوان، المغرب، أيام 1، 2، 3  يونيو 2013

يهدف المؤتمر إلى إعادة صياغة النقاش حول ‘المجال العام’، ومساءلة التمفصلات الفرجوية للنقد السياسي في حضيرته. إنه استمرار للنقاشات التي أجريناها في المؤتمر السابق تحت عنوان “فرجة التحولات/تحولات الفرجة” (2012).

 

 

ف’المجال العام’ – استنادا إلى النموذج المعياري للفيلسوف الألماني المعاصر يورغن هابرماس-  هو مساحة من الحياة الاجتماعية حيث يتجمع الناس معا لمناقشة القضايا المجتمعية بما فيها السياسات الحكومية؛ وفي رحاب هذه المساحة الحرة تتبلور اتجاهات الرأي العام. لقد طور هابرماس مفهوم ‘المجال العام’ عن إيمانويل كانت ليصف البنى الخطابية التي أفرزها عصر التنوير في بعض المجتمعات الأوربية مند منتصف القرن الثامن عشر مع ظهور الصالونات والصحف والمقاهي والنوادي. وظهر ‘المجال العام’ بموازاة مع التحولات البنيوية في المجتمعات البرجوازية الأوربية ليصبح شكلا من أشكال التجمع في ‘الأماكن العامة’ بهدف التداول الحر في قضايا الشأن العام. ومع ذلك، فالمجال العام هو أيضا حلبة تتصارع فيها العديد من التجمعات الجماهيرية       المتنافسة، وسرعان ما يتحول إلى ميدان قتال، كما أكدت ذلك شانتال موفي ذات مرة.

يستعمل ثلة من الفنانين الثائرين ‘المجال العام’ للفت الانتباه إلى وجهات نظرهم السياسية، مثلهم في ذلك مثل المتمردين الذين يتفننون في أساليب الاحتجاج. فمن خلال الجسد الفرجوي يبرزون مواقفهم السياسية علانية ودون مناقشة أو تداول حر مع الأطراف الأخرى التي تخالفهم الرأي. وفي هذا السياق، تتشكل فرجة الاحتجاج من حيث هي نموذج للفعل السياسي الذي يقع خارج نطاق توافق الآراء السياسية الحزبية، كما أنه لا يخضع مؤسسيا للأحزاب أو النقابات أو المنظمات الأخرى.

أكيد أن الفرجة، بصفة عامة، والفرجة المسرحية بخاصة، لها وظيفة بارزة في مجال عام مضطرب وشديد التوتر. نمثل لهذه الوظيفة بفرجة الدمى العملاقة بمدينة سياتل أثناء مسيرة الاحتجاج ضد منظمة التجارة العالمية سنة 1999، وحركات ‘احتلوا’Occupy  المناهضة لكل أشكال الليبرالية المتوحشة، واحتجاجات ‘الربيع العربي’، ومنتديات مسرح المجتمع، وظواهر فرجوية أخرى بما فيها ظاهرة الاحتراق بالنار في الأماكن العمومية. ولعل القاسم المشترك بين كل هذه الفرجات هو تقمص الأدوار  داخل ‘المجال العام’، كسلوك سياسي مفعم بالباروديا والغروتيسك والكرنفالية. والحال أن الفضاء الذي تشغله الفرجة يتميز ببعده الرمزي؛ فهو لا يقيم القطيعة بين عوالم العام والخاص عبر فصل الممثلين عن الجمهور. بل أكثر من هذا، تستدرج أغلب فرجات ‘المجال العام’ جمهورها للمشاركة في صناعة الفرجة عوض الاكتفاء بالتلقي السلبي وهذا يعني أن جمهور الفرجة سرعان ما يتحول إلى صانعها. لا يوجد حد فاصل بين الوهم والحقيقة. وهذا ما يجعلها تراوح بين القدسي والدنيوي، العام والخاص . إنها ببساطة، تتموضع في فضاءات المابينية Liminal Spaces. ف’المجال العام’ بدوره يعبر المجال الخاص ومجال السلطة العمومية من خلال آلية الرأي العام الذي ينبه الدولة لحاجيات المجتمع.

هل يمكن الحديث عن مجال عام عربي؟ ما مدى تطابقه مع نموذج هابرماس؟ هل هو مختلف عن بنية المجال العام في دول ‘الشمال’، أم أنه امتداد لما تسميه المفكرة الهندية سبيفاك ب “الشمال الإقطاعي-في-الجنوب” the Feudal North –in-the South؟ هل لا تزال مساحة ‘المجال العام العربي’ محدودة  وتحت رقابة النظم الشمولية أو غيرها؟

من المؤكد أنه مع شبكة الإنترنت واحتجاجات الربيع العربي اتسعت دوائر ‘المجال العام’ من خلال تطور نوع جديد من الديمقراطية التشاركية الواسعة النطاق. فالربيع العربي أبان أن بزوغ التدوين السياسي في الفضاء المعلوماتي قد أنشأ مجالا عاما يضاف إلى المجال العام التقليدي والذي كان يتسم بالمحدودية. ومع ذلك، برزت في دول الربيع العربي -مع صعود المد الإسلامي- نقاشات في المجال العام حول الحريات بما فيها حرية الإبداع، ومكانة الفنون ووظيفتها وأخلاقياتها. اليوم، أصبح الكثير منا ينظر إلى الحداثة –في صيغها العربية المتعددة والمتفاوتة- حصنا منيعا يجب الدفاع عنه ضد التطرف بشتى تلويناته. ومع ذلك، نتساءل رفقة هابرماس: ألا يجب أن ننظر إلى مأزق مماثل في الجانب الآخر أيضا؟ هل عملية تعلم قبول الآخر ضرورية فقط بالنسبة للاتجاهات المحافظة دون طرفها النقيض؟

في ضوء هذه النقاشات والتأملات النظرية، نود دعوة باحثين وخبراء من مختلف أنحاء العالم للانضمام إلى طاولة النقاش وعرض أفكارهم وتأملاتهم حول مجموعة من الإشكاليات المختلفة التي تتعلق بالمحاور المقترحة التالية:

  • الدراسات المسرحية/دراسات الفرجة ونظريات ‘المجال العام’
  • فرجة الاحتجاج  و’المجال العام’
  • المواطن المسرحي وصناعة المجال العام
  • صناعة المجال العام بين المجال الميديائي/الوسائطي والمجال المسرحي
  • الفنون و’المجال العام’ العربي لما بعد الثورات: حرية الإبداع وأخلاقيات ‘المجال العام’
  • الفرجة بين المجال الروحاني والمجال العام

لغات البحث: عربية، إنجليزية، فرنسية/ مع الترجمة الفورية في كل الجلسات.

كيفية المشاركة:

المرجو من الباحثين الأكاديميين  الراغبين في المشاركة في الندوة الدولية أن يبعثوا بملخص للبحث  (250 كلمة) الذي يعتزمون تقديمه مرفوقا بموجز عن سيرتهم الذاتية (250 كلمة) عبر البريد الإلكتروني باسم منسق الندوة الأستاذ خالد أمين: khamine55@gmail.com، وذلك قبل متم شهر يناير 2013. كما نلتمس من الزملاء الذين ستحظى ملخصاتهم بالقبول من لدن اللجنة العلمية أن يبعثوا الورقة الكاملة قبل متم شهر مارس 2013، حتى نتمكن من ترجمتها إلى الإنجليزية. سيتم الرد على كل المراسلات خلال الأسبوعين الأولين من فبراير سواء بالقبول أو الرفض؛ كما سيتم إشعار كل من أرسل ورقته الكاملة في الأسبوع الأول من أبريل. وتعتبر الملخصات دون الأوراق الكاملة لاغية بعد شهر مارس. ونظرا لمحدودية مواردنا المالية، لا تتحمل إدارة الندوة مصاريف السفر إلى طنجة؛ ولكنها توفر الإقامة والتغذية  والترجمة الفورية خلال الجلسات العلمية للضيوف المشاركين في الملتقى أيام 1-2-3 يونيو. للمزيد من المعلومات زوروا الموقع الإلكتروني للمركز الدولي لدراسات الفرجة: www.icpsmorocco.org

البرنامج الأولي:

تتميز هذه الدورة بتقديم: عروض وأوراق رئيسة يقدمها باحثون وخبراء وممارسين بارزين // موائد مستديرة ولقاءات مع متحدثين وضيوف ينتمون إلى الميدان المسرحي والأكاديمي // أداءات وعروض فنية // ورشات عمل لفائدة الفنانين والباحثين الشباب … إلخ. وقد تم اختيار موضوع المؤتمر، مع توقع أن يكون شاملا بما فيه الكفاية، للحصول على مساهمات فكرية جادة ومتنوعة من طرف خبراء بارزين وزملاء من أنحاء متفرقة من العالم ومجالات عديدة من البحث. إلى جانب الدراسات الأكاديمية، سيتميز برنامج الندوة بجدولة غنية لأعمال فنية تقدم للعموم بموازاة مع أوراش العمل والمعارض، وتوقيع آخر الإصدارات في المجال المسرحي …. وعروض فنية أخرى جد متنوعة، بالإضافة إلى حفلات الاستقبال على شرف الشخصيتين المكرمتين، وحفلات العشاء الخاصة التي سيتم الإعلان عنها قبيل موعد الافتتاح.

عروض ‘الفرجة والمجال العام’ بكل من طنجة وتطوان:

1-     ‘اشكون انت؟’ (نص محمد الأشعري/إخراج عبد المجيد الهواس)

2-     ‘أكلة اللحوم البشرية’ (نص ممدوح عدوان/ إخراج هشام شكيب)

3-     ‘بسيكوز’ لأسماء الهوري

4-     ‘الفرجة والمجال العام’ للمركز الدولي للفرجة

من نحن؟

المركز الدولي لدراسات الفرجة هو قبل كل شيء جمعية مواطنة أخدت على عاتقها مجموعة من المهام لأجل النهوض بالفرجة.  إنه فضاء علمي أكاديمي مستقل، استطاع في ظرف قياسي أن يحقق تراكما فكريا وازنا منفتحا على آفاق معرفية جديدة تتفاعل بحيوية مع مختلف الانشغالات المعرفية الراهنة لعالمنا المعاصر. كما تشيد جسورا قوية للحوار الجاد بين مختلف الثقافات ناهيك عن كونه أسس لتقاليد علمية جديدة في المشهد الثقافي والعلمي  الأكاديمي المغربي،  تقاليد تقوم على العمل المنظم والهادف والمبني على استراتيجية محكمة وواضحة المعالم. سواء على مستوى المشاريع الفكرية أو على مستوى المنشورات. وذلك برؤية تشاركية حيوية وفعالة وجادة تنعكس بشكل إيجابي على حضور المركز في الفضاء العلمي والثقافي المغربي والمتوسطي والدولي. يعتمد المركز الدولي لدراسات الفرجة نهجا ثقافيا حيويا، فهو يؤسس قاعدة بحث علمي رصين ومتعدد الاختصاص في كل ميادين دراسات الفرجة. إنه فضاء غني بمختلف أنواع البحث الذي يسعى إلى إظهار التنوع الثقافي وفنون الفرجة كوسائل مساعدة من أجل تحقيق أهداف الألفية لأجل تنمية مستدامة وشاملة. ولعل أبرز أهدافه تكمن في الآتي:

1. تأسيس فضاء للبحث المتعدد الاختصاص في دراسات الفرجة، والإبداع المسرحي والفنون المجاورة.

2. تنمية وتطوير التعاون القائم بين الاختصاصات المسرحية وفنون الفرجة والجهات المعنية بالبحث العلمي في مجال الفرجة والشأن الثقافي والفني وطنيا وعربيا ودوليا، واستقطاب الباحثين والفاعلين في مجال تخصصات أخرى.

3. ا لمساهمة في تثمين أهداف المركز عبر البحث العلمي والنتاج الفني.

4. تكوين لجن متخصصة في مجال البحث والإبداع المسرحي وفنون الفرجة لإنجاز بحوث ودراسات ميدانية.

5. السهر على التوثيق للأنشطة المسرحية ونشر المعلومات والمستجدات المرتبطة بالميدان المسرحي والفنون المرتبطة به، والحوار وتبادل الرأي مع كل الذين يهتمون بالمسرح خارج رحاب الجامعة دون التقيد بمقتضيات التخصص أو التوجه الأكاديمي الصرف.

6. نشر دراسات ومطبوعات وكتب حول فن المسرح والفنون المجاورة بمختلف اللغات ومن مختلف الزوايا ضمن سلسلة منشورات المركز الدولي لدراسات الفرجة، ونشر أبحاث أعضاء المركز المكتوبة بالعربية أو بلغات أخرى وترويجها على المستوى الوطني والدولي.

7. تنظيم مهرجانات، ندوات، وتظاهرات فنية وثقافية وإقامة تداريب متنوعة في مجال المسرح بمختلف اختصاصاته.

8. تبادل الزيارات والوفود المشاركة في التظاهرات التي ينظمها المركز وسائر المنظمات والجهات المعنية بالشأن المسرحي وطنيا،عربيا، ودوليا.

9.  احتضان وتنظيم “المنتدى الدولي: طنجة المشهدية” بتعاون مع شركاء آخرين من داخل المغرب وخارجه.

الفرجة فعل مشترك: هو جماعي من أجل الإنسان وحضوره. حالة في التواصل تمتد من الإنسان إلى الإنسان. اختيارنا لكلمة “فرجة” عوض “أداء” له أكثر من دلالة، ذلك أن “الأداء” يوحي بأحادية الإنجاز، وكأن العرض المسرحي ينجز فقط من لدن مؤدين لصالح جمهور سلبي. فالفرجة، بالنسبة إلينا، هي أشمل من الأداء ومن المسرح، لكونها قد تشمل الشعائر، والاحتفالات، والألعاب الرياضية…. لقد اكتسبت كلمة “فرجة”، بالتدريج، في اللسان العربي، المعنى الذي تشير إليه كلمة spectacle، والمتفرج spectateur. كما تتضمن، في خلفيتها، معنى إحداث تأثير في النفس والآخرين (انكشاف الغم، ومشاهدة ما يتسلى به)… إنها، باختصار، تنطوي على قوة الفعل.

ولعله بسبب ذلك وضع المركز الدولي لدراسات الفرجة – من حيث هو جمعية متواضعة من حيث الإمكانيات المادية، ذات أهداف غير نفعية- فعل التواصل في صلب اهتماماته. لا يتعلق الأمر بأشكال التواصل ضمن الفرجة وحسب، بل وبالأساس ضمن تصورات المركز للعمل الثقافي، من خلال بنياته المنظمة المتواضعة، ومن خلال العلاقة القائمة بين أعضائه وبين المتعاملين معه والمهتمين بخاصة. لذلك، لم تعترض مشكلة التواصل، أبدا، طريق المركز الدولي لدراسات الفرجة. فإصداراتنا الدورية التي تُعَرّف بأنشطتنا ومنشوراتنا ضمن سلاسل كتب، والموقع الرئيسي على الانترنيت والمراسلات التي نبعثها إلى كل عناوين من نتوسم فيهم جانبا من الاهتمام بالمجال الثقافي تجعلنا شبه واثقين من اتساع مجال تواصلنا وجدوى انخراطنا في هذا الاتجاه، اقترابا من مجال عملنا وهو دراسات الفرجة؛ وإنصاتا لعدد التصورات والاقتراحات في شأنه.. وإذا كان هذا الجانب هو مصدر رضا ذاتي محدود لاعتماده على جهد بشري ومؤسساتي مقيد بإمكانيات مادية ولوجيستيكية فقيرة وخصاص مالي لا يخفى، فإنه في الوقت ذاته مصدر قلق ومشاكل تواصلية مع بعض الإخوة والمهتمين رغم الجهد المبذول والمشار إليه أعلاه.

لقد حرص المركز الدولي لدراسات الفرجة، منذ إنشائه، على تقديم مبادرات علمية وفنية مختلفة من أجل الثقافة المغربية. ومساهمته في هذا المجال لا تخفى على كل متتبع للعمل الثقافي في بلدنا.. اختار المركز الدولي لدراسات الفرجة المزيد من التورط والمغامرة لأجل البحث عن أنجع السبل للمصالحة مع إنسانية الإنسان. مدفوعا بإيمان أعضائه بقيم رأَوْها مؤسسةً للوعي الحديث ولخدمة الإنسان وتفانيا في المحبة والجميل على هذه الأرض. وليكون عمل المركز إجرائيا في مبادراته، شفافا أمام متتبعيه، حرص أعضاؤه على وضع آليات عمل بسيطة ومعلنة: سواء تعلق الأمر بأنشطة فرجة وإشعاع ثقافي مفتوحة على عموم المهتمين ومحبي الثقافة والفن بالمجان، أو اختص بنشاط علمي أو أكاديمي (نشر كتاب أو ندوة) يؤمه المهتمون والباحثون. لا نرى ضررا في التأكيد، ها هنا، (بالتكرار لمن لم يفهم)، على أن هذه الآلية تعتمد الإعلان المسبق (سنة في بعض الحالات) عن كل المبادرات التي يقوم بها المركز وفتح الباب أمام جميع المهتمين (من المغرب وخارجه) للمشاركة عن طريق استمارة توضع على الموقع الرسمي للمركز الدولي لدراسات الفرجة وتنشرها مشكورة بعض المواقع والمنابر الصحفية المتعاونة.. وحرصا على تنظيم علمي فعال، يوكل للجنة من الباحثين فحص الاستمارات قصد اختيار المشاركين ضمن معايير الجدة والإضافة بخاصة.

بهذه الطريقة، وبها فقط، أمكن لأنشطة المركز الدولي لدراسات الفرجة أن تنال اعترافها الدولي وتحتّل مكانتها وتقديرها بين المهتمين داخل الوطن وخارجه. ولهذا السبب، يحرص أعضاؤه على استمرار تقاليده العلمية. لن نتزحزح عنها تقربا من أحد، ولن نرهن شغفنا العلمي وتطلعنا الثقافي إرضاءً لمن لا يختار الوضوح في علاقته بالمعرفة وبالآخر. فلعل تعبئة استمارة أكثر دلالة على نبل المقصد ورفعة الشخص من ألف مكالمة هاتفية وتوسط بين الناس… أو عتاب مجاني … فوفاء للقيم التي اخترناها؛ وتقديرا للعاملين في الخفاء وبتفان، وإجلالا للمساهمين بأموالهم ووقتهم لكي ينعم غيرهم بوردة تنمو في حب هذا المغرب.. نستمر بدأب ونكران ذات من أجل الأبقى: الإنسان في قيمه ولغته، وفي فعله واجتماعه. منهم وبهم إذن، نغرِف التفاؤل، لنواصل التداول في اتجاه تثمين المزيد من المشاريع المبتكرة، الآنية والمستقبلية، وذلك في بعدها الثقافي الذي لا يني يحفر أثره في مسار التاريخ المعاصر، ويعمل على مضاعفة الانخراط في قيم الحداثة والتحديث بالمغرب الجديد.

منذ تأسيس  المركز الدولي لدراسات الفرجة، وضمن استراتيجية واضحة المعالم  واقتناعا منا بأن أي مجهود فكري مهما كانت درجة جديته واحترافيته يبقى مهددا بالمحو ما لم يوثق بشكل يقرب مضامينه وطروحاته للقارئ والباحث معا، خاصة وأن ما يطرح على مائدة الندوات التي ينظمها المركز يتسم بحداثته من جهة وفي الوقت نفسه بعمقه الفكري إذ أن المداخلات التي تلقى في الندوة غالبا ما تكون خلاصة بحث فكري وعصارة اشتغال طويل للمحاضر. سيما وأن جل المشاركين هم علامات فارقة في ميادين اشتغالهم ويكفي أن نؤشر على بعضهم كالباحثة إيريكا فيشر مديرة المعهد  الدولي لدراسات الفرجة بألمانيا، والمفكر المغربي حسن أوريد، وبراين سينكلتون الرئيس السابق الفيدرالية الدولية للبحث المسرحي وعميد كلية الفنون بجامعة ترينيتي بدبلن، ونيكولا سافاريس مؤسس المعهد الدولي لأنثروبولوجيا المسرح رفقة أوجينيو باربا، وحسن المنيعي قيدوم النقد المسرحي بالمغرب، وجاك ليزرا وكابشن دبراه ورجينا وانريك من جامعة نيو يورك، وأندرو هاسي عميد جامعة لندن بباريس….. وغيرهم  من الأسماء البارزة كثير. لذا كان لزاما علينا أن نوثقها حتى تصبح مرجعا لكل مهتم بالشأن المسرحي عامة ودراسات الفرجة خاصة. إضافة إلى ترجمة ونشر بعض الإبداعات المغربية وكل الأبحاث الجادة والمتميزة على المستوى الوطني المرتبطة بميدان اشتغالنا، وهكذا أخذنا على عاتقنا النشر في مستويات أربع:

  1. نشر أشغال كل ندوة على حدة، بجلساتها ومحاضراتها الافتتاحية وبلغاتها الأصلية: الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية، والعربية. منذ الدورة الأولى 2004 وحتى الآن. وهكذا نشرنا أشغال ندوات: أصوات طنجة 2005، كتابة طنجة 2006، طنجة المشهدية 2007، أشغال الندوة الرابعة: أداء المدينة، إعادة قراءة حضور البيتز في طنجة، الاستشرافات المستقبلية 2008 (في كتابين هما:Bowles :Beats/Tangier و كتاب: Tangier at the Crossroads)، والندوة الخامسة 2010 والندوة السادسة  تناسج ثقافات الفرجة والفرجة الخاصة بالموقع… إضافة إلى ندوة الفرجة والتنوع الثقافي:  مقاربات متعددة الاختصاصات، ندوة تكريمية لرائد دراسات الفرجة بالمغرب الدكتور حسن المنـيعي2008، والتي نظمت برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان بشراكة مع فرقة البحث في المسرح ودراسات الفرجة التابعة لنفس الكلية.
  2. الترجمات: سعيا منا إلى تقريب القارئ الغربي من الإبداعات المغربية وخاصة تلك التي اتخذت من طنجة فضاء وموضوعا لها، فقد عمدنا إلى ترجمة ونشر ثلاث مسرحيات  للكاتب المسرحي الطنجي الزبير بن بوشتى وهي على التوالي: (للا جميلة) 2007، (النار الحمرا) 2008، و(زنقة شكسبير) 2009.
  3. سلسلة دراسات الفرجة وهي عبارة عن دراسات ونصوص مسرحية لمبدعين مغاربة مهتمين بدراسات الفرجة. وهكذا تم نشر كتابين  لخالد أمين هما: (ما بعد بريشت) 2007، (الفن المسرحي وأسطورة الأصل: مساحات الصمت) 2009، وأربع كتب لعميد النقد المسرحي المغربي حسن المنيعي: (ويبقى الإبداع) 2008، (المسرح الحديث: إشراقات واتجاهات) 2009، (الجسد في المسرح) 2010،  (النقد المسرحي العربي) 2011؛  (الرينك) 2009،  و (سيدنا قدر) 2011، و(بوغابة) 2012 للمؤلف المسرحي محمد قاوتي، والمصنف الجماعي حول تجربة محمد قاوتي تحت عنوان (سلسبيل تامغرابيت) 2012.
  4. سلسلة  المسرح & وأشياء أخرى والتي يسعى المركز من ورائها تعميم الثقافة المسرحية وتعميق التفكير في مختلف العلاقات الكائنة والممكنة بين المسرح والحياة. إذ أن كل كتاب يبحث في بعض التقاطعات والمسارات الملتبسة أحيانا بين المسرح وكل شيء آخر في الحياة والعالم الأكبر الذي نحيى فيه، متسائلا عن قدرة المسرح على إضاءة الحياة، وقدرة الحياة على إضاءة المسرح… ويبقى الهدف الأسمى لهذه الكتب هو قابلية قراءتها في مكان واحد، ومن طرف أي قارئ شغوف ومهتم بموضوع الكتيب. فسلسلة “المسرح & وأشياء أخرى” نهدف أساسا إلى إبراز العلاقات المعقدة بين المسرح والحياة بصفة عامة. وقد صدر ضمن هذه السلسة كتاب (المسرح والدولة) لعز الدين بونيت 2010، و(المسرح ودراسات الفرجة) 2011 لخالد أمين، و(المسرح ورهاناته) لحسن المنيعي وخالد أمين 2012، و (المسرح والفرجات) لحسن يوسفي 2012…  على أن تليهما إصدارات أخرى منها على الخصوص: (المسرح والأسطورة) ليونس الوليدي، (المسرح والتربية) لسالم كويندي…

المركز الدولي لدراسات الفرجة:  شهادات

“ماذا يمكن القول عن المركز الدولي لدراسات الفرجة؟ من الصعب تقديم إجابة نهائية، لأن ذلك يفرض علينا تقديم بحث مطول عن أهدافه العلمية وثراء إنجازاته على مدى سبع سنوات. المهم هوأنه منبر ثقافي مغاير لا يجتر ما هو سائد في بعض الممارسات الثقافية ببلدنا، والتي غالبا ما تنغلق في إطار الارتجال واللامردودية .فمنذ تأسيسه، سعى هذا المركز إلى أن يكون”عملاتيا” من خلال ندواته الحيوية والمتجددة التي استحضرت ذاكرة مدينة “طنجة” ومراتعها الإبداعية المحلية والعالمية، كما استحضرت على الخصوص قضايا فكرية وفنية هامة حول “الفرجة” وذلك من منظور أكاديمي دولي يعمل على ترسيخ أرضية جديدة لقراءة الفعل المسرحي ومساءلة عوالم تشكلاته واشتغالاته. في هذا الصدد،كانت الندوة السادسة مثلا<2010>فرصة سانحة لمناقشة “الفرجة الخاصة بالموقع في سياقات عربية إسلامية”. وهو موضوع ينفتح على مفاهيم وفرضيات حول الفرجة عموما وعلاقتها بالمكان،كما يشيد أقانيم معرفية وفنية جديدة لمناقشة مواضيع أخرى مثل”مسرح ما بعد الدراما”. باختصار، إن ندوات المركز ومواده الفنية والعلمية، وإصداراته الجماعية والفردية هي دليل قاطع على أنه محفل يتحرك في العصر الحالي بكل ما يتطلبه من حوار ثقافي  وحضاري عالمي، ومن تغييرات جذرية في منهج العمل الجامعي الحر، دون شعور مؤطريه بالدونية تجاه المؤسسة الثقافية الرسمية. وهو في رأيي اختيار هام وجريء يساهم في إحداث نقلة نوعية كبيرة في الممارسة الثقافية المغربية.”

د. حسن المنيعي

“لقد استطاع المركز الدولي لدراسات الفرجة أن يؤكد مسيرا ثقافيا مغربيا حقق به مشروعا ثقافيا حضاريا في سياق ثقافي دولي أخرج الدراسات والمواضيع المسكوت عنها في المؤسسات الرسمية إلى عالم الاشتغال الأكاديمي الحقيقي، ووسع من دائرة حوار الثقافات، وأسس أحيازا علمية جعل  الحوار فيها  إضافة نوعية  وازنة  عرفت أولا بالمدينة، وعرفت بأعلام الثقافة الوطنية، وجعلت الخطاب الثقافي الرصين يهتم بالفرجة، ويدرسها، ويحلل مكوناتها، ويبني حقيقتها، وهذه استراتيجية ذكية تحدت عوامل الكسل الفكري الذي تنشره حالات الإهمال المقصود الذي لا يعطي قيمة معرفية  لحوار الثقافات.  ما حققه المركز الدولي لدراسات الفرجة في المغرب في مدينة طنجة يعتبر إضافة نوعية للعمل الثقافي المسؤول سواء تعلق الأمر بالندوات، أو تعلق بالنشر، أوتعلق بالاحتفاء بأعلام الفعل الثقافي الوطني المغربي، والتعريف بالكتاب وترويجه، إضافة إلى ما حققه من تواصل مع المشتغلين بالمسرح في العالم، والدرس النقدي، والاهتمام بالفرجة ومدارتها وعوالمها، وهذا دليل على الحيوية المنتجة التي يراهن بها هذا المركز على البقاء، والاستمرار على الرغم من عوامل الاحباط التي يوزع مفعوله من لا يؤمن بفاعلية هذا المركز.”

د. عبد الرحمن بن زيدان

“المركز الدولي لدراسات الفرجة، الذي يترأسه الدكتور خالد أمين بمدينة طنجة المغربية فضاء علمي أكاديمي، استطاع في ظرف قياسي أن يخلق تراكما فكريا وازنا مفتوحا على آفاق معرفية جديدة تتفاعل، بحيوية منقطعة النظير، مع مختلف الانشغالات المعرفية الراهنة لعالمنا المعاصر، كما تشيد جسورا قوية للحوار الجاد بين مختلف الثقافات ،ناهيك عن كونه أسس لتقاليد علمية جديدة في المجال المغربي، تقوم على العمل المنظم والهادف والقائم على استراتيجية محكمة وواضحة المعالم، سواء على مستوى المشاريع الفكرية، أو على مستوى المنشورات، وذلك برؤية تشاركية حيوية وفعالة وجادة تنعكس بشكل إيجابي على حضور “المركز الدولي لدراسات الفرجة “في الفضاء العلمي والثقافي المغربي و المتوسطي والدولي.”

د. حسن يوسفي

استمارة المشاركة

الاسم الكامل:…………………………………………………………………………

الجنسية:…………………………………………………………………………………..

التخصص:………………………………….الوظيفة:………………………………………….

جامعة……………………………………………………………………………………

عنوان المراسلة بالبريد :…………………………………………………………..

تليفون العمل:………………………………….

النقال …………………………فاكس………………………………………….

بريد الكتروني:……………………………………………………………………………………

المحور الرئيسي الذي ينتمي إليه البحث: ………………………………………………

وسائل العرض المطلوبة للإلقاء:…………………………………………………………………………..

عنوان البحث:…………………………………………………………………………………………

ملخص البحث (بين 250 و 350 كلمة بأحد اللغات المعتمدة في الندوة: العربية، الأمازيغية، الإنجليزية، الإسبانية، والفرنسية)

هام جدا:

المرجو من الباحثين الراغبين في المشاركة أن يبعثوا بملخص للبحث  (250 كلمة) الذي يعتزمون تقديمه مرفوقا بموجز عن سيرتهم الذاتية (250 كلمة) عبر البريد الإلكتروني باسم منسق الندوة الأستاذ خالد أمين: khamine55@gmail.com، وذلك قبل متم شهر يناير 2013. كما نلتمس من الزملاء الذين ستحظى ملخصاتهم بالقبول من لدن اللجنة العلمية أن يبعثوا الورقة الكاملة قبل متم شهر مارس 2013، حتى نتمكن من ترجمتها إلى الإنجليزية. سيتم الرد على كل المراسلات خلال الأسبوعين الأولين من فبراير. ونظرا لمحدودية مواردنا المالية، لا تتحمل إدارة الندوة مصاريف السفر إلى طنجة؛ ولكنها توفر الإقامة والتغذية  والترجمة الفورية خلال الجلسات العلمية للضيوف المشاركين في الملتقى أيام 1-2-3 يونيو. للمزيد من المعلومات زوروا الموقع الإلكتروني للمركز الدولي لدراسات الفرجة: www.icpsmorocco.org المراسلات البريدية:  د. خالد أمين، شارع بئر أنزران، الرقم 11، إقامة الأندلس، طنجة  90010، المغرب

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *