رؤية حكيم المسرح الدكتور القاسمي.. خليجنا.. مسرح للتاريخ والتراث

 

ونحن على مشارف انطلاق مهرجان الشارقة الأول للمسرح الخليجي المزمع إقامته في سبتمبر هذا العام 2014، بات من الضرورة استذكار طموح وحلم الدكتور الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة وسلطان المسرح والثقافة في وطننا العربي، أثناء لقائه بأهل الفن في المسرح الخليجي والعربي، طموحه وحلمه في أن ينهل المسرحيون من معين تاريخهم العربي وموروثهم الفكري والشعبي الغزير والغني، والبحث من خلاله عن هويتهم العربية والقومية والإنسانية النبيلة، وقراءتها برؤية فاحصة واعية مستنيرة، وإعادة إنتاجها وفق معطيات العصر الراهن وتحولاته العصفية النووية، والوقوف عليها بوصفها ركيزة أساسية لتجذير وتفعيل دور المسرح في المجتمع، وإكسابه روحا تعبر بأصالة عن طبيعة وأهمية هذه الهوية الضرورة التي ترسم بدقة متناهية ملامح شخصية مجتمعاتنا الخليجية وخصوصيتها.

فمن واقع متابعتي لأغلب العروض المسرحية التي تنتجها فرقنا المسرحية الخليجية ، نلحظ أنها قد هجرت موروثها وتاريخها وهويتها، كما نلحظ الخلط الفكري الذي يعتريها، بجانب التخبط الواضح في تحديد ملامح شخصيتها، كما نلحظ الاستعجال الواضح أيضا في عملية إنتاجها وإنجازها، هذا إضافة إلى هوسها بالشكل فحسب دون حتى أدنى إدراك لمضمون هذا الشكل أو وعي بالمضمون نفسه الذي يقترحه هذا الشكل أو يقترحه هذا المضمون على هذا الشكل، والنتيجة في نهاية المطاف، مسرح لا هوية له ولا ملامح، وكما لو أننا نعيش في مجتمعات ليست منا ولسنا فيها، لا تاريخ لها ولا موروث، نضبت فيها كل الحكايات وتصحر فيها الوعي والفكر والمخيال.
وانطلاقا من طموح وحلم حكيم المسرح حاكم الشارقة الدكتور الشيخ سلطان القاسمي، في ضرورة أن يلتفت وينتبه المسرحيون لتاريخهم وتراثهم أثناء تصديهم لإنتاج عروضهم المسرحية، أتمنى على اللجنة الشارقية المنظمة لهذا المهرجان الخليجي القادم، أن يكون شعارهم الأساسي والمحوري «خليجنا.. مسرح للتاريخ والتراث»، فلعل في هذا الشعار ما يحفز الجمهور العام على مشاهدة ومتابعة المسرح الذي ينبغي أن ينتمي إليهم وينتمون إليه، لا إلى المسرحيين فقط الذين كما اعتدناهم في مهرجاناتنا المسرحية، والذين أصبحوا هم المسرح والجمهور!!
ولعلنا عبر هذا الشعار، ندرك أن المسرح وإن استقطب واستضاف نصوصا عربية أو عالمية، قادر على أن يمنحها رؤيته عبر استلهامه لتاريخه وتراثه.
إن طموح وحلم حكيم المسرح الدكتور القاسمي، متى تم استيعابهما وإدراكهما وتأملهما جيدا، سيكونان بلا شك منطلقا أساسيا لإنتاج عروض مسرحية تنتمي لتاريخها وتراثها وواقعها ومجتمعها، منطلق ممتد ومؤسس وفاعل سيضعه كل منتج لعرض مسرحي في عين الاعتبار قبل أن يشرع في كتابة أو إخراج أو إنتاج عرضه المسرحي.

يوسف الحمدان

http://www.alayam.com/


شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *