مسرح الطفل في اتحاد الأدباء والكتاب

 

ضيف ملتقى الخميس الإبداعي في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين وضمن منهاجه الأسبوعي الدكتورة فاتن الجراح للحديث عن تجربتها في التأليف والإخراج بمجال مسرح الطفل.. وأوضحت مقدمة الجلسة القاصة صبيحة شبر ان الطفولة العراقية تعاني من حرمان كامل لجميع حقوقها التربوية والتعليمية والغذائية والصحية وغيرها، اضافة الى فقدانها للأمان والمأوى ووسائل اللهو والمرح. واضافت: بدأت الدكتورة فاتن الجراح تجربتها عام 1980 أثناء وجودها خارج العراق من خلال اخراجها لأعمال مسرحية خاصة بالطفل وبمقاييس عالمية، وعملت مساعد مخرج في مسلسل “افتح يا سمسم”.. عادت للبلاد في بداية التغيير وقامت بتأليف واخراج عدة مسرحيات للأطفال، والآن اترك لها المجال للحديث بما تراه مناسباً.
وعبرت الدكتورة الجراج عن سعادتها بهذا اللقاء، مبينة انها ليست بصدد الحديث عن تجربتها الشخصية في مسرح الطفل لكونها نقطة في جدول مهدد بالجفاف على مستوى العراق، لأنه في حقيقية الأمر عندما نعود للتاريخ نجد اننا ضعيفو التوثيق. وأوضحت: ان التوثيق مهم لمعرفة التقييم، فأي عمل لا يقيم وتكتشف مواطن ضعفه لا يمكن ان نؤسس عليه ونرتقي، اشكالاتنا ليست قليلة فهناك نواقص كثيرة على مستوى التأليف والاخراج وغيرها.. والقضية بحاجة لإدراك 16 مليون طفل مهمش من دون اهتمام. وقالت: اذا كان التعليم يعد مهماً، فهو عراقياً في تراجع وانكسار، وكذلك الحال في قضية الأيتام وغيرها. وأكدت: ان نقطة البداية تكمن في الجهاز المركزي للإحصاء، عليه معرفة التوزيع السكاني لشريحة الأطفال ومواقع تحركها. لأنه آن الأوان لإنشاء مراكز ثقافية يصلها الطفل من كل حدب وصوب. ولفت: لكن ثمة أمور، ماهو عدد المثقفين القائمين على انجاح هذه المهمة؟، سنجد بالنتيجة ان الدولة غير قادرة على انجاز المشروع برغم انها دولة بترولية، وحتى منظمات المجتمع المدني لا تستطيع إيجاد وسائل اتصال مع الطفل، وسيظل مسرح الطفل متأرجحا بين الجهد المؤسساتي الضعيف والجهد الفردي المتواضع. وتابعت: هناك مهتمون من الفنانين والأدباء يحاولون بجهود شخصية نشر ثقافة حقيقية للطفل وفي أماكن متفرقة من محافظات العراق، ولكن هذا مهما بلغ فهو لا يكفي ولا يفي بالغرض ولا بد من التأسيس لثقافة طفل على مستوى دولة. فمؤسسات ثقافية للطفل غائبة في العراق. منوهة الى ان ثقافة الطفل في بلدان العالم قطعت اشواطاً متقدمة بلغت حد تعليم الطفل مهارات مهنية عن طريق اللعب. ولم يقتصر الأمر على الأطفال الأصحاء وإنما حتى ذوو الاحتياجات الخاصة يمكنهم الاستفادة وتحقيق المتعة والسعادة في تطوير مواهبهم حتى لفاقدي البصر منهم. وأوضحت: ان هذه المفاهيم جاءت عن قضية المسرح الملحمي لتنمية قدرات الطفل ضمن منهج المسرح في التعليم والمسرح التفاعلي. وقالت: تجربتي في المسرح التفاعلي أخذت اتجاهين ، الجيكي والبريطاني الذي يقوم على ايفاق العرض المسرحي عند الوصول الى العقدة او المشكلة، ودعوة جمهور الأطفال للإسهام في حلها، وفي الاتجاه الجيكي يتم تقليص عدد الجمهور الى ثلاثين او اربعين طفلا كأقصى حد، ومن دون ان يجلس الطفل على كرسي، يدخل القاعة الى المسرح مباشرة ويطلب منه بحسب حكاية المسرحية ان يقوم باعمال تسهم في تطوير الحدث وحل اشكالاته، كأن مثلاً يدور حدث المسرحية حول أميرة تفقد جوهرتها، يجعلون الطفل يفكر اين يمكن ان يجد هذه الجوهرة. مبينة ان هذا ما نسميه بالارتجال المحسوب، وهو عبارة عن فراغات ترك في النص يسهم الطفل في ملئها.

 

 

http://www.almadapaper.net/


شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *