شباب المسرح يصرخون:عاشقين ترابك!

 

 

 

عندما شاهدت فى العام الماضى الموسم الأول لعرض عاشقين ترابك استبشرت كثيرا بالمخرج الواعد محمد الشرقاوى ومجموعة الشباب المبدعين الذين مثلوا فى العرض وساهموا فى تأليفه ضمن ورشة ابداع جماعى.

ولكن الجزء الثانى الذى يقدم حاليا على قاعة الشاعر صلاح جاهين يأتى مخيبا للأمال الكبيرة وغير متناسب بالمرة مع قدرات المخرج وماينبغى أن يكون عليه حماس الشباب عندما يمثلون المسرح وحدهم فى بطولة جماعية ـ ولعلنا نلتمس بعض العذر مما يعانيه هؤلاء الشباب من ظروف عامة محبطة مثل قلة المكافآت المادية التى ربما لاتكفى المواصلات والمصاريف الشخصية فضلا عن عدم تثبيت معظمهم فى الوظيفة والأهم من ذلك التجاهل وعدم التقدير عندما تألقوا فى عرضهم الأول ثم تقرر عدم مد العرض الناجح وحرمانه من فرصة السفر لتمثيل مصر لأسباب عارضة تدفعهم بالتأكيد الى سوء الظن. يتناول «عاشقين ترابك» مشكلات شرائح مختلفة من المجتمع المصرى تقدم فى صورة لوحات كاريكاتورية مكثفة الفها هذه المرة ياسر علام واستعان المخرج مع النص بأشعار رشا كمال وموسيقى محمد زكى واستعراضات محمد عاطف، كما استخدم ديكورا رمزيا يجوز تغيير ملامحه فى لحظات ليناسب تلاحق المشاهد السريعة للعرض صممه محمود صبرى، ولكن الاستعانة بكل هذه الأدوات الفنية قللت من حجم الابهار الناتج عن تعدد الأفكار والرؤى فى عروض الابداع الجماعى. كما وضح ضعف استخدام الاضاءة فى مشهد «السيلويت» وتكرار مشاهد نمطية فى الكوميديا مثل برامج التليفزيون والمتاجرة الطبية بآلام المرضى ـ وهناك مشهد جنود رفح الذين تم اغتيالهم فجأة وتشير اصابع الاتهام الى تورط جماعة الاخوان الارهابية بمعاونة ذراعها العسكرى فى حماس بتنفيذ تلك الجريمة ـ كان استحضار المشهد على خشبة المسرح دون ربطه بسائر المشاهد نقطة ضعف فى المسرحية . فمثل هذا المشهد المؤلم غير المناسب فى مسرحية يغلب عليها الطابع الكوميدى والاشارة الى تورط الجماعة الارهابية فيه ليست فكرة جديدة. ولعل الافضل أن يعيد المخرج النظر لبعض المشاهد التى ربما يؤدى حذفها الى المزيد من التكثيف والوضوح. ولعل أفضل مافى الجزء الثانى من «عاشقين ترابك» تألق بعض الممثلين يأتى فى مقدمتهم محمد طعيمة الذى يمتاز بخفة ظل وحضور مسرحى طاغ يؤهله للمشاركة فى أدوار أكبر واحتلال مكانة مرموقة بين نجوم الكوميديا الشباب ـ كما أظهر محمد زكى القدرة على التنويع بين الأداء الكوميدى والتجسيد الجاد للشخصيات التاريخية مثل سيد قطب، كما تميزت دوللى فى التمثيل والاستعراض معا برشاقة وحضور كبير وجسدت نوال العدل شخصية الفتاة البلطجية التى تتحدث كسائقى الميكروباص بطريقة فنية تدل على الذكاء والموهبة ونجحت ايضا رانيا منصف فى اثبات حضورها رغم حبسها فى عدة شخصيات نمطية مثل مذيعة التليفزيون المتحذلقة والمرأة الغجرية. وفى النهاية يجب تحية كل من الفنان عصام الشويخ والفنان ياسر صادق على احتضانهما تجارب الشباب ومواصلة دعمهم وتشجيعهم فى حدود الامكانيات القليلة والحرص على العمل بروح الفريق الواحد.

 

كتب:محمد بهجت

http://www.ahram.org.eg/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *