«مطب إعلاني».. يفتتح عروض مهرجان المسرح الجامعي

 

أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، أن وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ملتزمة تماماً، بإعداد وتنفيذ، كل خطط العمل، التي تشجع وتحفز على وجود حركة مسرحية ناجحة في الدولة، تنطلق في هذا، من قناعة كاملة، بأن مسيرة الخير والعطاء في بلادنا، بقيادة صاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وإن هذه المسيرة الناجحة تؤكد أهمية التنمية الثقافية في المجتمع، باعتبارها جزءاً حيوياً، من التنمية الشاملة والمتكاملة بالدولة، لافتاً إلى أن وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، حريصة على تحقيق التميز في الآداب والفنون، وتشجيع الإبداع والتفوق وتكريم المتميزين والمتفوقين والمبدعين، باعتبار أن ذلك بالأساس جانب مهم من جوانب التنمية المجتمعية الناجحة، للتأكيد من خلالها على اعتزاز الوزارة بمسيرة الوطن وبإنجازات أبنائه وبناته، كما التزمت الوزارة أيضاً بإيجاد مناخٍ وطني متطورٍ ومُتجدد يحث على الإبداع، ويشجع على العملِ الجاد، وبصورة مستمرة.

تفاعل الجمهور

أعرب مؤلف العمل الطالب محمد رحيمي، عن سعادته بإقبال الجمهور على متابعة المسرحية، ونجاح فريق العمل في انتزاع الضحكات عبر السياق الكوميدي الذي قدمه العمل في معالجته لقضية اجتياح الإعلانات للبيت العربي ومدى تأثيرها السلبي فيه، مضيفاً أن ظهور العمل بهذه الصورة يشجع على إمكانية تكراره في مرحلة مقبلة، منوهاً بدور زملائه من طلاب الجامعة في نجاح العمل وتعاونهم جميعاً ليخرج بصورة أرضت أغلب متابعيه.

جاء ذلك، خلال افتتاح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، مساء أمس الاحد الموافق 27 من أبريل الجاري، فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان الإمارات للمسرح الجامعي، الذي تنظمه وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بمشاركة سبع فرق جامعية و10 عروض مسرحية وبالتعاون مع جمعية المسرحيين، وذلك على خشبة مسرح جامعة الشارقة، والذي يستمر حتى الجمعة الموافق الثاني من من مايو المقبل.

بدأ الحفل بعرض فيلم وثائقي عن الدورة السابقة للمهرجان، ثم كرم الشيخ نهيان بن مبارك، سالم يوسف القصير نائب مديرالجامعة الأميركية في الشارقة للشؤون العامة، وذلك عن دوره الريادي في إثراء الحركة المسرحية بالدولة، ثم كرم بعد ذلك أعضاء لجنة تحكيم المهرجان، ثم تبع ذلك عرض مسرحية (مطب إعلاني).

وقال الشيخ نهيان إن «مهرجان الإمارات للمسرح الجامعي، الذي تحرص وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع على تنظيمه بشكلٍ دورِي، إنما يجسد عدداً من المعاني المهمة، لعل في مقدمتِها، التأكيد على دورِ الجامعات والكليات، باعتبارِها ساحات علمية ومعرفية، تزدهر فيها الأنشطة الثقافية، ويجِد فيها الموهوبون من الطلبة، فرصاً سانحة، ومجالات متاحة، للإبداع وإظهارِ المواهب، مشيراً إلى أن هذا المهرجان، يكتسب أهميته وصداه الواسع، من احتفائه بفن المسرح، باعتباره (أبوالفنون) جميعها، كما يدعم هذا المهرجان أيضاً المناخ الثقافي بصورة شاملة ومبتكرة، حيث يفجر الطاقاتِ والإمكانات الفنية لدى الممثلين والمخرجين والكتاب، كما يمثل نموذجاً رائعاً للعملِ الجماعي والحرصِ على التميز، بل والتسابقِ إلى التفاعلِ الإيجابي والملتزِم، مع قضايا المجتمع، ومشكلات العصر».

افتتحت مسرحية (مطب إعلاني) التي قدمها طلاب جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا فعاليات المهرجان، ويعد «مطب إعلاني» هو العمل الأول لكل عناصر العرض من تأليف وإخراج وتمثيل، وحاول الطلاب الاقتراب من الفضاء المسرحي بنص يتناول موضوعاً حيوياً يمس الجميع، ويوجه رسالته لكل شرائح المجتمع باللغة العربية الفصحي، حول تأثير الإعلان التلفزيوني وما فيه من رسائل تتسلط على الإنسان لتحوله إلى مستهلك لما يريد وما لا يريد من سلع وخدمات، عبر ثلاثة شخصيات، الأول يأسره الإعلان ويسيطر عليه والثاني يعتقد ان الإعلانات ما هي إلا أكذوبة كبرى في هذا العصر، والثالث لا يستطيع تحديد موقفه من الإعلانات، وتدور المسرحية ذات الفصل الواحد بأسلوب يغلب عليه الكوميديا التي استحسنها الجمهور الكبير الذي حضر العرض.

نواة مسرحية

قال الفنان إبراهيم سالم عضو لجنة الإشراف على العروض المسرحية، إن الحديث عن «مطب إعلاني» الذي ألفه محمد رحيمي وأخرجه علي الحيالي وقام بالتمثيل فيه محمد رحيمي وعيسى الأنصاري وهيم عبدالكريم وخالد الحيدري وآخرون، يجب ألا يخرج عن نطاق أن هذه هي التجربة الأولى لكل فريق العمل، وبهذا المنظور فإنهم بلا شك قدمو عملاً مميزاً، باعتبارهم فريقاً من هواة المسرح، مؤكداً أنهم يمثلون نواة لفناني مسرح جيدين إذا حاولوا صقل مواهبهم عبر الورش المسرحية والدورات التدريبية وغيرها.

وأوضح ابراهيم سالم الذي ساند عرض «مطب إعلاني» فنياً على مدى ما يزيد على 40 يومياً أنه حاول ألا يتدخل في الرؤية الفنية لفريق العمل حتى يحمل بصمات أصحابه، ولكن توجيهاته لهم كانت في إطار المساعدة على وصول هذه الرؤية إلى الجمهور بشكل جيد وبإمكانات الطلبة أنفسهم، مضيفاً أن مهرجان المسرح الجامعي هدفه الأول هو الوصول بفنون المسرح إلى أروقة الجامعات واكتشاف المواهب الشابة في هذا الوسط الذي يموج بالحيوية والرؤى المختلفة التي يمكن أن تمثل ثراء حقيقياً للتجربة المسرحية الإماراتية، مشيراً إلى أن تقييم التجارب المقدمة في هذا المهرجان يجب ألا يخرج عن هذه الأهداف، فـ«مطب إعلاني» يمثل فكرة جيدة لمؤلف واعد ومخرج جيد حاولا أن يصيغا معاً تجربة مسرحية تحمل عناصر نجاحها، ولكنها في حاجة إلى مزيد من الخبرة والصقل، متمنياً أن يكتسب المسرح الإماراتي هذه المواهب خلال السنوات المقبلة.

رؤية شبابية

قالت الدكتورة شيرين موسى، المشرف العام على العمل إن هذا العرض يقدم رؤية شبابية بنظرة كوميدية تحمل رؤية الجيل الحالي للإعلانات وتأثيرها في الشباب، مؤكدة أن العمل قدم إمكانات ثرية للطلاب في كل جوانب العمل المسرحي رغم أنها التجربة الأولى لهم جميعاً، مشيرة إلى أهمية هذه النوعية من المهرجانات التي تفجر طاقات الشباب وتكشف عن مواهبهم خارج قاعات المحاضرات، ولا شك في أن إدارة الجامعة سعيدة بهذه التجربة، خصوصاً بعدما تم اختيار (مطب إعلاني) ليكون العرض الأول في افتتاح مهرجان الإمارات للمسرح الجامعي.

ويتميز هذا العرض بأنه إنجاز شبابي كامل، وقام العاملون فيها ببذل كل طاقاتهم ومواهبهم للخروج بعرض تضافرت فيه الجهود والقدرات ليكون لافتاً ومستقطباً لاهتمام الشباب.

 

 

http://www.emaratalyoum.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *