“المصلحة والشللية” وراء تراجع البيت الفني للمسرح

 

أطلق البيت الفني للمسرح مشروع مسرحة المناهج، وبدأ في عرض 3 مسرحيات تتناول بعض المواد الدراسية المقررة على الطلبة في عدة مراحل تعليمية، فإذا نظرنا إلى الفكرة من الخارج سنجدها فكرة مستنيرة لمساعدة الطلبة لتثبيت المعلومات بالصورة الذهنية، والتي لها تأثير أكبر على الطالب، ولكن إذا نظرنا إلى التنفيذ سنجده مشروع يسير بمبدأ ” السبوبة ” التي اصبح اتجاه داخل البيت الفني منذ فترة طويله، حيث غابت العروض الهادفة وانتشر مبدأ ” النحت ” والبحث عن كيفية الاستفادة من أموال الدولة بشكل شخصي.
ومنذ تولي الفنان فتوح أحمد رئاسة البيت الفني وهو يحلم بمشاريع كثيرة لإعادة المسرح مرة أخرى إلى سابق عهده، ومن ضمن تلك المشاريع توقيع بروتوكول التعاون مع وزارة التربية والتعليم، لتربية اجيال على حب الفن والمسرح، ومساعدة الطلبة على استيعاب المواد الدراسية بشكل مبسط، فتم الاتفاق على عرض مسرحية ” الايام ” و” روح جارية ” و” سجين زندا “، وهي عروض تم إنتاج بعضها من قبل البيت الفني للمسرح منذ اقل من عامان، بالرغم من أن القانون ينص على أنه من حق البيت الفني عرض أي نص تم شراءه لمدة 5 اعوام دون دفع أي أموال جديدة، وهذا ليس خطأ رئيس البيت الفني للمسرح أو ايا من الفنانين الذين شاركوا في تلك الأعمال لكنه خطأ الاداريين المتخصصين في تلك العقود ووافقوا على ابرامها دون مراعاة ذلك، والمطالبة بالتحقيق مع فتوح لاهدار المال العام.
فكم من مشروع نبيل افسده الطامعين والانتهازيين، فهؤلاء الاداريين الذين دافع عنهم فتوح أحمد ووقف بجانبهم ضد ابناء مهنته من الفنانين، رافضا المساواة بين الفنان والإداري في مكافأه 200% بحجة أن الاداريين يعملون يوميا على عكس الفنانين الذين ليس لهم توقيع بشكل يومي، وهؤلاء الاداريين انفسهم من يعرقلون اوراق الفنانين، ويتسببون في فقدان الكثير من الاوراق التي تخص العروض، بجانب تعيين اقاربهم في الوظائف الشاغرة بالبيت الفني دون وجه حق في كادر فني وتحويله بعد ذلك إلى كادر إداري حتى اصبح البيت الفني عبارة عن مؤسسة موظفين بلا فنانين، وتراجع المسرح والإنتاج وكل ما نراه الآن سببه إداري البيت الفني.
لذلك اتمني من المسئولين بوزارة الثقافة النظر إلى تلك الهيئة وإعادة هيكلتها من جديد، وعدم تحكيم الإداريين في الفنانين فلا يستطيع أي فنان إجراء أي خطوة دون الرجوع للإداري المسئول عن الفرقة مما ترتب عليه تكوين الشلليه والسبوبة داخل البيت الفني للمسرح، ولن ينهض المسرح من جديد إلا بعد هيكلة تلك الإدارة والاستغناء عن كل من ليس له دور، وعدم التعامل مع البيت الفني على أنه التركة التي يرثونها من أبائهم.

 

 

علاء عادل

http://www.albawabhnews.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *