تقرير لمركز الشارقة الإعلامي يدعو الى ضرورة إعادة الاعتبار لفن مسرح الدمى

 

/ أكد مركز الشارقة الإعلامي في تقرير أصدره اليوم أهمية مسرح الدمى في البناء النفسي والوجداني داعيا إلى ضرورة إعادة الاعتبار لهذا الفن الذي يهدده شبح الانقراض.

وأشاد التقرير بجهود الهيئة العربية للمسرح وأيام الشارقة التراثية لتخصيص فعاليات تتعلق بمسرح الدمى بما فيها ورش عمل تتعلق بصناعة الدمى وتوفير كافة أدواتها واتاحة الفرصة لتبادل الخبرات ونقلها إلى الزوار.

واكد غنام غنام مسؤول النشر والإعلام في الهيئة العربية للمسرح أهمية إحياء مسرح الدمى لتفعيل المشهد المسرحي كونه موروث شعبي يحمل ذاكرة المسرح العربي والعالمي.. موضحا أن فكرة إعادة إحياء مسرح الدمى انبثقت من الهيئة العربية للمسرح في ضوء شبح الانقراض الذي يهدد هذا الفن المسرحي.

وقال أن الهيئة تعمل ضمن خطط وبرامج مدروسة على إعادة الاعتبار لهذا الفن ضمن خارطة الفنون الأدائية والحفاظ عليه وتوريثه بين الأجيال.

وكشف عن عزم الهيئة العربية للمسرح إطلاق سوق دولي لفنون الدمى يعد الأول من نوعه في العالم ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي خلال دورته المقبلة المقرر انعقادها في يناير من العام المقبل في العاصمة المغربية الرباط.

وأضاف أن الهيئة العربية للمسرح تعمل على عقد دورات وورش عمل بشكل مستمر في العديد من الدول للتعريف بهذا الفن واستقطاب الهواة والمبدعين وإعادة ترويجه بين الناس.. مشيرا الى إن من أهداف ركن مسرح الدمى ضمن أيام الشارقة التراثية نقل الخبرات إلى الزوار وتمكينهم من صناعة الدمى بأنفسهم من قفازية ودمى العصا واتاحة الفرصة لهم لتحريك تلك الدمى التي عملوا على صناعاتها بعروض مسرحية وارتجالية مشاهد مسرحية تنطلق من أفكارهم بهدف زيادة تعزيز المقاربة بين الدمية وصانعها وتوطيد العلاقة بهذا الفن الأصيل.

وأعرب غنام عن تفاؤله بإعادة إحياء فن الدمى لما وجده من اهتمام جماهيري كبير بهذا الفن الذي فاق الإقبال عليه كل التوقعات.

ويؤكد مسرحيون أهمية مسرح الدمى الذي يعتبرونه – أبو الفنون – كونه حجر الأساس الذي انطلقت منه الصناعة المسرحية.

وشدد صانع الدمى المسرحية الفلسطيني عبد السلام عبده على أهمية هذه المهنة التي يقل أعداد أصحابها .. مشيراً إلى مساعي ممتهني الدمى المسرحية في نشر ثقافة هذا الفن لا سيما في المناطق التي تفتقر لهذا النوع من الفنون وبناء نواة لهذا الفن العريق.

وتطرق عبده الى تاريخ فن مسرح الدمى الذي يعود إلى مئات السنين .. لافتا إلى مسرح خيال الظل الذي بدأ بالموصل لينتقل إلى دول العالم العربي وتصنع شخوصه من جلد الجمل وأحيانا من جلد الجاموس .. موضحا أن محرك الدمى المسرحية في خيال الظل يطلق عليه إسم المخايل والفقرة المسرحية بالغرزة.

من جانبه تحدث الأسعد المحواشي عضو المركز الوطني لفن العرائس بتونس عن مساعي المركز في إعادة ربط الصلة مع التقاليد التونسية في مجال الدمى والعرائس لكي يستقطب الجماهير العريضة من الصغار وحتى الكبار.

وقال أن فن الدمى هو فن شامل فيه الممثل ومحرك الدمى ..مشيرا إلى انه عندما تنتهي إمكانيات الممثل بتقديم عروض خارج قدراته تدخل الدمية أو ما يطلق عليها بالعروسة لتؤدي العروض المسرحية.

ويجد القائمون على صناعة الدمى المسرحية أن التحديات التي تواجه مسرح الدمى هي تحديات واهية من الممكن التغلب عليها في ضوء اصرارهم على ترسيخ هذا النوع من الفنون وجهود الهيئة العربية للمسرح في إعادة احيائه لافتين الى أن جمهور مسرح الدمى قائم ويجري العمل على اجتذاب الأطفال اليه من خلال تقريبهم من هذا الموروث الفني.

وحول كيفية اجتذاب الأطفال الذين باتوا أكثر قربا الى التقنيات والتكنولوجيا الحديثة يؤكد المحواشي ان تجربتهم في تعريف الأطفال بهذا الفن وتقريبهم اليه كانت ناجحة ومبشرة داعيا الأهالي إلى زيادة التعاون ودعم هذا الفن المسرحي.

وأكد عبد السلام عبده انه في ضوء ما يبحث عنه الأهالي من متنفس بعيدا عن التكنولوجيا التي غزت الحياة فان مسرح الدمى يجد حظوظا جيدة لما يعانيه الأهالي من سلبيات كثيرة للتقنيات رغم ايجابياتها.

واشار الى الورش الكثيرة المتعلقة بمسرح الدمى التي تعقد لتزويد روادها بخبرات عشرات السنين من قبل القائمين على هذا الفن ما ساهم في استقطاب جمهور كبير ويجري خلالها اكتشاف المواهب في هذا المجال ليتم تبنيها وصقلها.

ويؤكد – العرائسيون – استعدادهم على نشر كامل خبراتهم وعدم احتكارهم للحفاظ على مهنتهم من الضياع لافتين الى ضياع بعض النصوص المسرحية القديمة المتعلقة بمسرح الدمى بسبب احتكار اصحاب المهنة عليها في السابق.

وفي قهوة منى في القدس كان الحكواتي هو السلوة الرئيسة للناس في أوقات فراغهم يأتونها لسماع روايات تتكرر على مسامعهم لكنهم لا يكلون او يملون بينما يتفاعلون معها بذات الحماس وذات المفاجأة في كل مرة لما للحكواتي من دور في جذب الانتباه وصناعة التفاعل والصراع.

ويجد الحكواتي بغدادي عون ان الحكواتي الذي يؤرخ للعديد من الأحداث السياسية بأبعاده الثقافية أخذ حظه في فترة الستينيات عندما انشغل المجتمع العربي في البحث عن ثقافة بديلة لمناصرة اللغة العربية والقضية الفلسطينية.

ويروي أصحاب المهنة عندما كان / المخايلون / يأتون من بلاد الشام خلال شهر رمضان والمناسبات الدينية المختلفة الى فلسطين للاحتفاء بتلك المناسبات.

وترى الاخصائية النفسية حكمت القواسمي أهمية مسرح الدمى في التفريغ النفسي معللة ذلك ان الدمية تولد الايجابية لدى صانعها كونها تعبر عن مكنونات داخلية للطفل والصانع والمتلقي.

وتجد القواسمي التي تدرس الدكتوراه في العلاج بالدمى انه من خلال ابحاثها هناك العديد من الحالات التي يجري علاجها بالدمى وتتم دراسة ظروفهم النفسية من خلال الصورة التي تظهر بها الدمية التي يعملون على صناعتها… مشيرة الى التفاعل الكبير الذي لمسته لدى الأطفال الذين يتم تدريبهم على صناعة دمى المسرح لما تساهم في إطلاق ابداعاتهم وخيالاتهم في فنون مسرحية من صناعتهم.

/ بت /.

 

http://wam.org.ae/


شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *