فالح الهاجري: قطر تعيش حراكاً مسرحياً كبيراً

 

أكد السيد فالح العجلان الهاجري، مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان الدوحة المسرحي، أن مهرجان 2014 يشهد نجاحا لافتا على نحو ما ظهر به الافتتاح وعروضه المسرحية، خلاف ما سيكون عليه الختام والأعمال الأخرى التي جرى ويجري تقديمها، “ما يجعله مهرجانا ناجحا بكل المقاييس”.

وقال الهاجري في حديثه لـ “الشرق” إن هناك حرصا دائما على تطوير المهرجان “والذي سيشهد تطويرا عاما بعد الآخر”. مشيدا بدعم سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث، للمهرجان.

ووصف الحضور الخليجي والعربي للمهرجان بأنه كان “إيجابيا للغاية، ونعتز به، بهدف تبادل الخبرات”. داعيا إلى ضرورة التعاون بين الدول العربية لإنتاج عمل مسرحي مشترك، “ونحن في قطر تجاوزنا الذاتية وعلى استعداد تام لتأكيد هذا الدعم”.

وقال الهاجري إن قطر لا تبخل عن دعم مبدعيها، داعيا إياهم بالمقابل إلى عدم التقصير في إنتاج أعمال إبداعية متميزة، “فلم يعد لأحد عذر في ظل ما تقدمه الوزارة من دعم للفنانين القطريين”. لافتا إلى أن المشاريع المتعلقة بالعمل المسرحي والتي أعلنها سعادة الوزير في افتتاح المهرجان سترى النور قريبا.

تميز المهرجان

*ما تقييمكم للدورة الحالية لمهرجان الدوحة المسرحي2014، وما يمكن أن تتسم به ويجعلها مغايرة عن الدورات السابقة؟

لاشك أن الصورة التي ظهر بها مهرجان الدوحة المسرحي خلال حفل الافتتاح والإعداد الذي سبقه والعروض التي تم عرضها ولا تزال تعرض وصولا إلى حفل الختام جميعها مظاهر تؤكد أن المهرجان هذا العام مختلف تماما عما قبله، وأنه حقق بذلك تطورا ملموسا، ما يشعرنا بحجم المسؤولية الملقاة علينا، وهذا أمر طبيعي بأن نعمل دائما على تطوير المهرجان عاما بعد الآخر.

ولذلك سنحرص على هذا التطوير دائما، والاستعانة في ذلك بتقارير اللجان التي نتلقاها للوقوف على الإيجابيات والسلبيات، بحيث نتلاشى أي سلبيات، ونعمق ونعزز ما تحقق من إيجابيات، وذلك كما كنا نفعل في كل عام.

وفي هذا العام يبدو المهرجان في نسخة جديدة ومغايرة عما كان عليه من قبل، على نحو ما أشرت من حفل الافتتاح الذي كان مختلفا بكل المقاييس، ما يجعله مهرجانا مبهرا وناجحا بكل المقاييس، وهو ما أشاد به جميع الحضور من دول الخليج والوطن العربي.

ولا أستطيع القول بأننا وصلنا إلى مرحلة الكمال، لأن هذه الميزة لله سبحانه وتعالى وحده، ولكننا نطمح دائما إلى الوصول إلى أعلى درجات النجاح والتطور، لذلك سيبقى مهرجان الدوحة المسرحي متميزا في كل عام، بل وسيكون خلال الأعوام المقبلة أكثر تميزا.

لجنة المشاهدة

*وهل تعتقدون أن تشكيل لجنة المشاهدة أسهمت بصورة أو بأخرى في الارتقاء بالأعمال التي تعرض حاليا بالمهرجان؟

أؤكد أن تشكيل لجنة المشاهدة جاء من أجل التأكيد على تقديم الأعمال الجيدة، فقراءة النص تختلف عن المشاهدة من حيت الجوانب الفنية العديدة، ولذلك استهدفت هذه اللجنة الارتقاء بمستوى الأداء والوصول به إلى مستوى رائع، ولعل ما شاهدناه من أعمال مسرحية في الأيام الماضية يعكس أن هذه الأعمال كانت أكثر من رائعة. وأتمنى أن نصل إلى ما هو أروع ونحن قادرون على هذا، خاصة أن المسرح القطري يقدم نموذجا للفن الراقي.

ولذلك، فإن تشكيل اللجنة في حد ذاته كان تطويرا للمهرجان، فهذه اللجنة كانت مهمتها كبيرة للغاية، بهدف ضمان عرض الأعمال الجيدة.

حضور خليجي وعربي

*وما تقييمكم لطبيعة الحضور الخليجي والعربي لمتابعة فعاليات المهرجان؟

حقيقة هو حضور إيجابي للغاية، ونعتز به كثيرا، فلقد كنا حريصين على أن يتواجد الحضور الخليجي والعربي في داخل المهرجان، ومع حرصنا على أن نقدم تناولا محليا مختلفا في الشأن المسرحي، إلا أننا كنا حريصين أيضا على أن يكون هناك حضور وعربي، ليبقى المهرجان محليا، ولكن مطعم بكوادر عربية فنية، ممن لها باع طويل في المسرح.

*وهل يمكن لهذا الحضور الخليجي والعربي في مهرجان الدوحة المسرحي أن يترجم في عمل عربي مشترك؟

أنا على يقين بأنه سيأتي اليوم الذي نقدم فيه عملا مسرحيا جماعيا، تشارك فيه كل الدول العربية، وهذا أمر أسعى إليه وأعمل له، ومن خلال الندوة الصحفية التي تم تنظيمها قبل أيام بحضور عدد كبير من الفنانين بدول الخليج والوطن العربي، تم مناقشة هذا الأمر، ما يعني أن الأمور تسير إلى الأفضل، وأن هناك بشائر طيبة على الطريق، ويمكن أن تؤتي بثمارها، ونحن في قطر على أتم الاستعداد لتعزيز التعاون العربي المشترك في مختلف المجالات الثقافية والفنية، ومنها مجال المسرح، فثقافتنا بخير وتسير دائما بخطى إيجابية بفضل دعم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، والتي نترجمها في الوزارة بدعم من سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث.

ولذلك، فإننا لا نجد عذرا في التقصير من حيث التعاون المشترك، وأكرر ذلك دائما، ونأمل أن يساعدنا الأشقاء في الدول العربية لنكون معا يدا واحدة نتقدم إلى الأمام من أجل تحقيق التكامل العربي المشترك في مختلف المجالات الثقافية والفنية.

*وفي ظل هذا البعد العربي، هل سيظل المهرجان بصيغته المحلية؟

بالطبع، هو لن يخرج عن البعد المحلي كـ”تيمة” معينة، لأنه بالأساس مهرجان محلي، وسيكون هناك مهرجان دولي للمسرح في دولة قطر، كما سبق وأعلن سعادة الوزير، غير أنه ليس معنى أن يكون مهرجانا محليا أن نتغافل عن الحضور العربي من إعلاميين وفنانين ونقاد، سواء من دول الخليج أو الدول العربية، فلابد للجميع أن يتعرفوا على الثقافة والفنون في دولة قطر، كما لابد لنا أيضا في الدولة أن نتعرف على إبداعات الآخرين، وتبادل الأفكار والآراء معهم.

*سبق أن أعلن سعادة الوزير في افتتاح المهرجان عن حزمة من المشاريع للارتقاء بالعمل المسرحي، برأيكم متى سيتم ترجمة مثل هذه المشاريع؟

سعادة الوزير دائما لديه نشاط وآراء وطموحات ونحن نترجمها بالفعل على أرض الواقع، وهي سوف تتحقق في القريب العاجل، وعلى الجميع أن يتقدم بمقترحاته والمساهمة في تعزيز الثقافة والفنون، فالثقافة ليست حكرا على الوزارة، ولكنها ملك للجميع، ونحن نتحدث عن جزء مهم وهو المسرح، فهو “أبو الفنون”، والذي قد يكون أكثر رحابة عن غيره من الفنون، إذ إنه يشهد حراكا يكاد يكون أكثر رحابة عن غيره من الفنون الأخرى. ولكن كما هو معروف فإنه يستحيل أن نقيم عملا متكاملا في يوم وليلة، ولكن خلال المستقبل يمكن أن تكون لدينا كوادر نعمل من خلالها على تقديم أفضل الأعمال.

 

 

 

طه عبدالرحمن

http://www.al-sharq.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *