عبدالرحمن أبو القاسم: المسرح لم يعد يطعم خبزاً

 

يؤدي شخصية يمتزج فيها الواقع بالدور الذي يؤديه أمام الكاميرا . . نجم درامي، يطلق صرخة مدوية في الواقع وفي المسلسل أيضاً: “لو أطعمني المسرح خبزاً لما توجهت إلى الدراما”!

يطالب الحكومة السورية بالجنسية، حيث أنه فلسطيني مقيم في سوريا وفي الوقت ذاته يتناول زيارته منذ سنوات لوطنه الأم بعبارات مؤثرة . . . إنه المخضرم عبد الرحمن أبو القاسم ضيف “الخليج” في هذا الحوار .

* تؤدي دور البطولة في مسلسل “جدي بحر”، ما تفاصيل الشخصية التي تؤديها؟
– “الجد بحر” ممثل مسرحي مخضرم متقاعد يعود إلى قريته بعد سنوات طويلة أمضاها في المدن السورية بعيداً عنها . وفي هذه المرحلة تقع الظروف الحالية في سوريا ما يؤدي إلى نزوح عائلات إلى المنطقة الساحلية التي ينتمي إليها “بحر”، وتتركز أسر في قريته ويسكن أفرادها مدرسة القرية فيقوم بعمل فكري تنموي إنساني مع أولاد هذه العائلات .

* ما العمل الذي يقوم به بحر؟
– نتيجة الفراغ الذي تعيشه العائلات في المدرسة يقوم أولادهم بتقديم عروض مسرحية طفولية هاوية، فيرى الجد “بحر” فيهم مشروع فرقة مسرحية، فيأخذ بأيديهم نحو ذلك ويشكل من خلالهم فرقة تنظم الكثير من العروض، لتكون رسالة إلى المجتمع السوري مفادها أننا من رحم الآلام يمكن أن نولد أملاً يعيشه أبناء الجيل المقهور بما حل بهم .

* قيل إن المسلسل تصوير للواقع السوري الحالي . . هل ترى ذلك؟
– صورة يمكن أن تتحقق في المجتمع السوري القوي والمعطاء والمتماسك . . ليس غريباً مثلاً أن نرى اجتهادات من قبل أفراد يعيشون ظروفاً عصيبة في المعمعة السورية يقومون بأدوار ينتج عنها الكثير من الإضاءات التي يفاخر بها السوريون .
يعني أن نرى مسرحاً من أطفال نازحين يعيشون ظروفاً غير عادية فهذا أمر غير مستغرب لدى شعب كالشعب السوري ناضل في سبيل قضايا شعوب أخرى فكيف حين يكون الألم ألمه والوجع وجعه؟

* أنت ممثل مسرحي بارز ومخضرم . . وفي المسلسل تظهر بهذا المظهر . . إلى أي حد هناك تطابق بين شخصيتك واقعياً وتمثيلياً؟
– تطابق كامل الأركان . . فالحقيقة أن الكثير مما أعانيه في حياتي مع المسرح في سورية منذ عقود أبديه هنا في المسلسل، مثلاً عندما أشرح لأحفادي في المسلسل عن سبب توجهي للدراما وهو فقر المسرح وعدم الاهتمام به، أكون أشرح القضية الرئيسية في حياتي الواقعية مع المسرح، فأنا، وكما يعرف الكثيرون في الفن السوري، لم ألجأ للدراما إلا بعد أن وصلنا إلى مرحلة بات فيها المسرح لا يطعم خبزاً . . .

* هل تعتبر أنك من أبرز نجوم هذه الدراما؟
– لست من محبي الدراما ولا العمل فيها، وما كنت لأدخل ميدانها لو استمر الدعم، أما موضوع النجومية فالحمد لله لي تاريخي واسمي وعطائي لهذه الدراما منذ سنوات طوال، والتصنيف لست من وضعه بل الجمهور والإعلام والنقابة والفنانين .

* معروف عنك إنك من أكثر الممثلين السوريين شغفاً باللغة العربية وقدمت لك مسلسلات بالفصحى وقيل إنك كنت ترتجل أحياناً . . ما صحة ذلك؟
– هذا صحيح . . اللغة العربية في دمي . . هويتي وكياني بل وجزء كبير وغائر من كرامتي، كنت أرتجل أحياناً وأخرج على النص في المسرح أو المسلسلات، وكان المخرجون يراعون هدفي ومأربي من هذه النقطة التي يعرفون إنها حساسة بالنسبة لي .
بالحديث عن اللغة العربية أود أن أعبر عن أسفي واستيائي في الوقت نفسه من رؤيتي لمذيع نشرة أخبار، مثلاً، يرفع المنصوب ويجر المرفوع وهو الذي يفترض به أن يكون طليق اللسان بهذه اللغة . أحياناً أغلق التلفاز إذا استفزتني كلمة أو عبارة تاه بها هذا المذيع أو ذاك .

* أنت فلسطيني الأصل ومقيم في سورية منذ عقود طوال . . أين فلسطين اليوم عندك كواحد من أبنائها؟
– فلسطين داري ودرب انتصاري، مثلما قال الشاعر الراحل الكبير سليمان العيسى رحمه الله . . فلسطين كل شيء في حياتي . بخاصة عندما يعيش في بلد كسوريا، فهنا في سوريا عوملنا سوريين، أو بإمكانك القول إن السوري عومل في بلده سورية فلسطينياً، حيث كنا وما زلنا في سورية نعامل معاملة مواطن درجة أولى .

* ما الرسالة التي توجهها لسوريا وتبدو مطلبا لك؟
– رسالتي أوجهها لسوريا التي أحببتها وعشقتها وأكلت من خيرها وشربت من مائها ومطلبي الجنسية السورية حيث مضى على وجودي بها 65 عاماً . . فأنا هنا منذ النكبة في العام .1948 . والآن بلغت من العمر السبعين عاما .

* ألم تزر فلسطين سابقاً؟
– زرتها قبل سنوات وتحديداً في رام الله ورأيت القرى الفلسطينية محاطة بمستعمرات إسرائيلية .

* هل قدمت لك عروض للخروج من سورية في الظروف الحالية؟
– نعم، ومنذ بداية الأحداث قدمت لي الكثير من العروض نظراً لاسمي وتاريخي في الفن، لكنني اعتذرت . . فلست في صف الموالاة ولا في صف المعارضة . . أنا في صف “سورية” الذي احتضنني منذ أيام مراهقتي وحتى شيخوختي، باستثناء فلسطين، لن أموت إلا في سورية .

http://www.alkhaleej.ae/vvvv

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *