المسرحي التونسي توفيق الجبالي: الإمارات باهرة وروحها الفنية أصبحت أعلى

 

اكتمل لقاء المتخرجين العرب من معاهد الفن المسرحي بلقاء الممثل والمخرج التونسي، وصاحب مسرح تياترو توفيق الجبالي. وأكد الجبالي لـ«الاتحاد» أن هذا اللقاء كان مختلفاً، نظراً لزخم التجربة التي عاشها الرجل، سواء في الوطن العربي أو أوروبا. وأشاد الجبالي بما يتحقق اليوم في دولة الإمارات العربية المتحدة على المستوى الفني والمدني، مؤكداً أنه يعود لها بعد عقد ونصف فيجدها على شكل آخر.

الجبالي الذي يحل ضيفاً على أيام الشارقة المسرحية، يتحدث عن تجربته في دولة الإمارات العربية المتحدة فيقول: «عرضت مسرحيتي «كلام الليل» في أبوظبي والشارقة قبل 15 عاماً، وقد فوجئت ساعتها بالاهتمام بالفن الرابع، لكنني حين عدت لها الآن انبهرت بها جداً، انبهار ينبع من رؤيتي لهذا البلد يتمدن دون أن ينسى نفسه وجذوره، يطير ويحلق دون أن ينسى واقعه وشخوصه ورموزه، إننا بصدد حالة عربية استثنائية جداً لابد أن تعمم دراستها في شتى أصقاع الوطن العربي، لكي تكون نموذجاً نقتدي به، ونأخذه مثالاً نحتذي بآلياته، الإمارات تعيش اليوم نقلة نموذجية، لكنها لم تنس الفن والثقافة والفكر وهنا يكمن السر، روحها المدنية والتعدد والاختلاف والنظام يجعلنا نتساءل عن الفوضى في المدن العربية الأخرى، لقد كانت بالنسبة لي صدمة إيجابية.

وعما شد انتباهه في «الأيام» يقول: لم أشاهد كل الأعمال ولكن مسرحية «صاحبي» شدت انتباهي، وأكدت لي أن المسرح الإماراتي بحميميته وإنسانيته ولطف طرحه قوي بالأمل في أن تكون هذه البذور المزروعة في كل فضاءاته صرخة المسرح غداً في الأرجاء كلها، هناك اجتهادات كبيرة وحرص على الظهور في أروع صورة، ومن هذا الحرص ستتشكل ساحة مسرحية في دولة الإمارات، وستقيم الدليل على أن المبادرة والفعل ونقل الخبرات ستقود المسرح الإماراتي إلى أرقى المراتب.

 

وما الذي عكسته المتغيرات العربية على المسرح، يجيب: المد الظلامي سوف لن يؤثر إلا بشكل إيجابي، لأنه سيكون محرضاً على الفعل الفني الذي لا غنى لنا عنه اليوم لتحقيق النهوض الفعلي، فما يحصل اليوم أيقظ في الفنان جذوة الفعل، وجعله يسعى جاهدا لزرع النور في عالم يريدون له أن يكون مظلماً، وقد أثبتت التجربة بعد سنوات قليلة أن الأجيال الجديدة اتخذت الفن سبيلاً لتقاوم به المد الأصولي الإسلاموي الذي لا علاقة له أصلا بحقيقة ديننا الإسلامي الحنيف، ومن هنا سنرى غداً أن الفنانين سيردون الصاع صاعين للدفاع عن معاقلهم، ويعملون من أجل فضاءات تقاوم كل تحجر وتعصب، كثيرون يرون اليوم أن ما يحصل مثير للتشاؤم، ولكن الحقيقة، أنني أرى عكس ذلك تماماً، وهو أن الحركة الفتنية ستنمو من رحم هذه المعاناة، وسينتصر الفن في نهاية المطاف، لأن قدر الفنان أن يصنع الحياة بألوان زاهية ولمسة سحرية بديعة.

 

ومن أجل الوصول بالمسرح العربي إلى العالمية، يعتقد الجبالي، إنه «علينا أن نقتنع بمسرح المؤسسات ومسارح الدولة الداعمة، نحن في الحقيقة لا نستطيع أن نكون ندا لمسارح المؤسسات العالمية الكبرى ومسارح الدول في ألمانيا وفرنسا، وغيرهما من البلدان، علينا أن نغادر مواقعنا الأنتروبولوجية الفلكلورية، لأن هذا لم يعد له مكان في عالم اليوم، وإذا أردنا أن نؤثر في الأجنبي علينا أن نؤثر في أنفسنا أولاً وقبل كل شيء، ولا أخفيك سراً أن الذين أخذوا موقعاً من العرب في الخارج كانوا مقلدين لإرضاء الآخر والاندماج في غماره، ولم ينطلقوا من شخصيتهم الذاتية وهويتهم».

وفي الختام، يشكر المسرحي التونسي الشارقة والإمارات لأنها تقطع خطوات جبارة في الفعل الثقافي بالتوازي مع الفعل الخدماتي والنمو الاقتصادي.

 

ساسي جبيل (الشارقة)

http://www.alittihad.ae/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *