يوم المسرح العالمي احتفال بطعم الحزن والبكاء

 

في كل عام يتحسر المسرحيون في الوطن العربي بشكل عام، وفي السعودية بشكل خاص، على حال المسرح وذلك في يومه العالمي، الذي حول المناسبة لاحتفال بطعم الحزن والبكاء، رغم أن خشبات المسرح في العالم تشتعل وتضاء فرحا في السابع والعشرين من كل مارس، لتتناثر العروض والمسرحيات في كل مكان، وتزدحم الصالات من قبل الحضور الراغبين بالمشاركة بهذه الفرحة التي أكد عليها الكاتب المسرحي الراحل سعدالله ونوس بقوله: “المسرح ليس تجليا من تجليات المجتمع المدني فحسب، بل هو شرط من شروط قيامه، وضرورة من ضروريات نموه وازدهاره”.

المسرح والتقشف
أوضح الباحث والكاتب المسرحي علي السعيد أن المسرحيين على الصعيد العالمي، يعبرون عن وجهة نظرهم في اليوم العالمي للمسرح تجاه ما يحدث في العالم من صراع وحروب وتجويع وإذلال لكثير من شعوب العالم، وذلك عبر كلمتهم السنوية، خصوصا وأن كلمة هذا العام تؤكد أن الفن وبشكل خاص المسرح يسعى لإصلاح ما أفسدته السياسة ولإعادة بناء ما دمره العسكر، ويشيرون إلى أن المسرح هو نبض المجتمعات و”ترمومتر” الحياة فيها.
ويضيف السعيد: “أما على الصعيد المحلي فيأتي اليوم العالمي للمسرح مع إعلان حالة التقشف وتقليص الميزانيات لجمعية الثقافة والفنون، الأمر الذي سينعكس حتما على النتاج المسرحي، كذلك تعطيل أعمال جمعية المسرحيين ومحاولاتها لإقامة جمعيتها العمومية المعطلة منذ أكثر من عامين، وهذا يعكس صورة جلية لرؤية الوزارة الحالية تجاه جمعيات المجتمع المدني التي تبنتها في عهد سابق”.
وأكد السعيد أنه لن يمل من تكرار المطالبات حول البنى التحتية، والبعثات التخصصية، ودعم الميزانيات؛ لاقتناعه بأن التكرار الذي قد يراه البعض مملا يعكس حجم التعاطي مع المسرح، وقناعة المسؤولين تجاهه، متمنيا بأن يأتي احتفال جمعية الثقافة والفنون باليوم العالمي للمسرح معبرا عن حالة التقشف. 

تغيير الفوضى
من جهته، تحدث الكاتب عباس الحايك عن كلمة يوم المسرح العالمي لهذا العام قائلا: حين يطلق بيرت بيلي سؤاله “هل سنحاول أن نستغل القوة التي نمتلك لنفتح مساحة في قلوب وأرواح المجتمع، ولنجمع الناس حولنا، لنلهمهم، ولنصيبهم بالدهشة، ولنثقفهم، ولنصنع عالما من الأمل ومن التعاون الصادق؟” في رسالة يوم المسرح العالمي، هو يحاول أن يحرك الخامل، يحاول أن يقنع المسرحيين بقدرتهم على الوصول لمجتمعاتهم، والقدرة على تغيير كل الفوضى والاستهلاكية التي تواجهنا، ويستنهض فيهم عنفوان المسرحي وقدرته على تحدي الواقع.
وأضاف: “نحن في مجتمعات تنهشنا الانقسامات والتحزبات والمذهبيات والقبليات، وتنهشنا الاختلافات، لذلك لا بد أن يوحدنا المسرح، حتى وإن لم يلغ الاختلاف، لكن ليصنع من الاختلاف ألفة، هو سؤال ينطوي على أمل، لذلك لا بد أن تكون كلمة بيلي شعاراً لنا كمسرحيين، كما كانت ولا زالت كلمة سعد الله ونوس في رسالته ليوم المسرح العالمي (نحن مسكونون بالأمل) حاضرة وشعاراً للمسرح”.  

رسالة أمل
ويذكر المسرحي إبراهيم الحارثي أن رسالة يوم المسرح العالمي لهذا العام تأتي تعزيزًا لمفهوم الإيمان بالعمل الإبداعي، الذي يمارسه المسرحي، بل وتعزز الرسالة مفهوم “المسرح لسان الشعب به يتحدث وبه يعبّر عن كل ما يدور بداخله” ويحقق جانبًا مهما وهو السعي لتقديم كل ما هو مميز، ليظهر بذلك الجانب الإنساني الذي يسكن داخل المسرحيين، ويسبر أغوار النفس البشرية ليصل لأعمق نقطة صاعدا لاعلى السماوات محلقين بأجنحة طاهرة ونقية ليصل لآخر حدود الكون، لينشروا الأمل في هذه المساحات الرحبة.
واعتبر الحارثي رسالة يوم المسرح العالمي التي وجهها “بريت بيلي”، رسالة للأمل تظهر نقاء المسرحيين الحقيقي، لكونه اليوم الذي يجب أن يظهر فيه المسرحيون لينشروا فعلهم الثقافي والفني عبر القنوات المتاحة لهم، وهو دافع للمسرحي السعودي لتقديم المزيد من العمل والاشتغال على هويتهم الفنية، لتزداد طاقتهم الايجابية في كل عام.
وقال: “ولأن المسرحي فنان رقيق وشفاف من داخله، فهو يستفيد من أي ظرف ويطوعه ويعمل عليه وينطلق من خلاله بوهج فريد ومختلف وهذا ما يحدث في مسرحنا السعودي، فنحن نحاول أن ننطلق بسرعة الضوء لتحقيق كل الأهداف التي نتمنى تحقيقها” .

استوديو الممثل
يستعد استوديو الممثل بجمعية الثقافة والفنون بالدمام، تقديم عرض مسرحي من إخراج معتز العبدالله وتأليف عبدالباقي البخيت، وتمثيل مجموعة من الشباب في احتفالية الفرع باليوم العالمي للمسرح.
وذكر مقرر لجنة المسرح بفرع جمعية الثقافة بالدمام، سعود الصفيان، أن الاحتفالية ستشهد مشاركة من قبل فناني المنطقة المخضرمين والشباب، في تقديم رسالة المسرح، إضافة للعديد من الفقرات المتنوعة، وستختتم بتسليم شهادة دورة إعداد الممثل التي قدمها المخرج البحريني عبدالله السعدواي بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح.

 

هيثم حبيب – الدمام

http://www.alyaum.com/vvvv

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

 

 

 

This will close in 5 seconds