بيرت بيلى فى ذكرى اليوم العالمى للمسرح: الفن يبدد الحدود بين الثقافات

 

قال المسرحى بيريت بيل بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين، ليوم المسرح العالمى “فلنبدد بالمسرح الحدود التى تفرّق بيننا” بجنوب إفريقيا للفت النظر إلى دور المسرح فى التحرر وتغيير الشعوب.

وكان المخرج والممثل الفرنسى “جان كوكتو” هو من استهل تقليد الكلمة فى اليوم العالمى للمسرح وألقى كلمته فى الاحتفالية الأولى للمسرح عام 1962 وتوالت بعده أسماء مهمة فى عالم المسرح، “آرثر ميلير”، “بيتر بروك”، “أريان منوشكين”، “داريو فو”. 
وينشر “اليوم السابع” نص الرسالة التى ترجمها عن الإنجليزية الدكتور يوسف عايدابى (السودان): 
“فتّحت الأشجار فى صغريات القرى، بل وفى مسارح المدائن عالية التقنية، وفى قاعات المدارس، وفى الحقول والمعابد، فى أحياء الفقراء وفى قصور المدن، وفى السراديب الداخلية وفى مراكز الأقليات، فإن الناس ينجذبون بعضهم إلى بعض متجمعين حول عوالم مسرحية نقيمها نحن لنعبّر عن تشابكاتنا الإنسانية، وعن تعدّدنا، عن جراحاتنا، عن أجسادنا الحية وأنفاسنا وأصواتنا.

نلتئم لننتحب ونتذكر، نضحك ونتألم، نتعلم ونقرّ ونتخيل، ننظر البراعة التقنية ونشخص عن الآلهة؛ لنلتقط نفسنا المشترك من قدرتنا على الجمال والشفقة والوحشية.

نأتى لنتزود بالطاقة لنستطيع أن نتمكن من الاحتفال بالثراء فى مختلف ثقافاتنا، ولنبدّد الحدود التى تباعد بيننا.

أينما وجدت مجموعة من البشر، فإن روح العرض المسرحية سوف تظهر، تولدها الجماعة واضعة أقنعتها ولابسة أزياء بعدد تقاليدنا، بل وتواشج ما بين لغاتنا وإيقاعاتنا وإيماءاتنا، وتفسح لها مكانة بيننا. أما نحن، أهل المسرح الذين نعمل بهذه الروح الخالدة، فنشعر باضطرارنا لأن تسلك “الروح” عبر أفئدتنا حتى يمكن لأفكارنا وأجسادنا أن تفصح عن واقعنا فى دنيويّته وفى لمعانه السديمى الغامض.

ولكن، فى هذا العصر الذى تناضل فيه الملايين العديدة من البشر لأجل البقاء، وتعانى تحت نير أنظمة قمعية ورأسمالية ضارية، فإنها لتشعر بالصراعات والشدائد، وأن خصوصياتنا مخترقة بالوكالات السرية والاستخبارات، وأن كلماتنا تتمّ مراقبتها بواسطة حكومات متعسفة؛ بل إن الأحراش لتتمّ إبـــادتها، والأنواع تمحق، والبحار تسمّم؛ فمـــا الذى سنضطر نحن للكشف عنه؟

فى هذا العالم غير متكافئ القوى، والذى تحاول فيه قوى بطش متعدّدة أن تقنعنا أن أمة واحدة، جنسا واحدا، نوعا واحدا، أو تفضيلا جنسيا، دينا واحدا، أيديولوجية واحدة، أو إطارا ثقافيا واحدا هو الأعلى والمعلّى على غيره؛ فهل هو دفاع الحق، ولا شىء غيره، أن نشدّد على أن الفنون لا يجب البتة أن تُفصم عن روابطها الاجتماعية؟

هل لنا نحن أهل فنون المسارح والحلبات، وفقا لمهامنا المطهرة من السوقية، ونحن الذين نقبض على القوى التى نمتلكها، هل لنا أن نفسح لنا مكانة فى قلوب مجتمعاتنا وعقولها، لنجمع الناس حولنا، لنلهم ونسحر ونعلّم ونبدع عالما من الأمل، وتعاونا بمحبة فيما بيننا..؟!”

 

 

كتبت إيمان عادل

 

http://www1.youm7.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *