أنماط مسرحية في معهد أدونيا مستقاة من الشارع السوري

استطاع طلاب معهد أدونيا المسرحي تقديم عرض تخرجهم للمرحلة الثانية عبر أنماط شخصيات تم ارتجالها تحت إشراف الفنان وسيم قزق حيث تمكن ثمانية من الطلاب المتقدمين لفحص القبول في المعهد العالي للفنون المسرحية من رسم كاركترات شعبية لما يشبه توليفة من الحالات والمواقف الكوميدية الساخرة متكئين في

ذلك على دروس التركيز والخيال الثقة والمختبر المسرحي عابرين بذلك مرحلة مهمة من مراحل إعداد الممثل وفق منهج ستانسلافسكي الشهير في هذا المجال.

 

ونجح طلاب أدونيا في مقاربة لارتجالاتهم وفق صيغة عرض التقت فيها تناقضات اجتماعية وثقافية عديدة مركزين في مشروعهم الامتحاني الذي قدموه أمس الأول في استوديو معهد أدونيا بجرمانا على رسم معالم لمبالغات الشخصيات التي اشتغلوا عليها لأكثر من شهر حيث بدت الفروق بين الشخصيات بطريقة سمحت لهذا النوع من التدريبات الأكاديمية من الإطلالة على مناهج التمثيل الموجودة في المعهد العالي للفنون المسرحية بغية تأهيل المتقدم إلى المعهد للوقوف أمام لجان القبول والأخذ بيده للعبور إلى الضفة الأخرى من دراسة فن التمثيل المسرحي.

وقال الفنان وسيم قزق إن طبيعة المواد التي يتلقاها الطالب في معهد أدونيا تنحصر ضمن فن التمثيل من تمارين على الصوت والتركيز والخيال والتذوق الموسيقي والليونة وذلك للعمل على ألف باء فن التمثيل فالدورات التي نقدمها هنا هي عبارة عن نسخ مكثفة لما يأخذه طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية فخلال شهر وخمسة أيام من كل دورة نقدم للطلاب أربع ساعات يومياً من التدريبات التي وضعتنا أمام خيارين إما العمل على قصص قصيرة لتشيخوف أو الشغل على كاركترات أو أنماط لشخصيات شعبية من الجوار فوقع خيارنا بالعمل على الأنماط لما توفره من خبرات لطالب التمثيل تساعده في صقل أدواته وشحذها على مستوى الجسد والصوت وسواها.

وأوضح قزق في حديث خاص لوكالة سانا أنه في البداية تم العمل مع الطلاب على فن التقليد والمحاكاة للحيوانات والأشياء لننتقل بعدها إلى البحث سوية عن أنماط لشخصيات بشرية يستعيرها الطلاب من البيئة حيث تكون هذه الأنماط بسيطة غير معقدة لا تتطور ولا تتعلم ولديها هم واحد وميزاتها الخارجية فاقعة وعالمها الداخلي محدود إلى أن تم الوصول إلى نماذج شعبية من الشارع السوري تم بناؤها جماعياً وفق مبدأ الفرضية الأم التي تتحدث عن قصة ثمانية أعضاء في جمعية سياسية يعملون على تطوير أيديولوجيتهم الحزبية الخاصة في معالجة الواقع وكيف يصطدمون بهذا الواقع في محاولات عديدة لتغييره والقفز فوقه تارة أو مواجهته تارةً أخرى.

وأضاف الفنان قزق أنه خلال العشرين يوم الأخيرة من الدورة التدريبية كان لدينا خيارين إما أن نقدم مشاهد متعاقبة لهذه الأنماط في فن التمثيل أو نقوم بصياغة ما يشبه مشروع تخرج يقترب من صيغة أولية لعرض مسرحي يمكن أن نقدمه في المستقبل وبالفعل تم اختيار صيغة المشروع الذي قدم أكثر من جانب من الشخصيات التي تم العمل عليها من خلال ردود الأفعال لكن بقي هناك مشكلة لها علاقة ببناء النص والربط بين المشاهد وهذا طبيعي في هذا النوع من المشاريع التي تعمل على تطوير أدوات الممثل ليواجه جمهوراً أو لجنة قبول في المعاهد الأكاديمية العليا.

وقال قزق إن المعاهد المسرحية الخاصة تشارك اليوم في كسر احتكار المعهد العالي للفنون المسرحية عبر احتوائها لعدد هائل من المواهب التي لا يسمح احتواؤها داخل الأكاديمية بسبب طبيعة قبول أعداد قليلة جداً من المتقدمين للدراسة في قسم التمثيل في المعهد المسرحي مما يترك عشرات الطاقات الجميلة والرائعة بعيداً عن فرص الدراسة العلمية لفن التمثيل وبالتالي خسارة الكثير من هذه المواهب التي لا تجد لها موطئ قدم فالجميع يعرف أن عدد المتقدمين للمعهد العالي للفنون المسرحية يصل أحياناً إلى قرابة ألف متقدم ومتقدمة لا يتم اختيار سوى 15 طالباً منهم وهذا برأيي يوقع الظلم على الكثيرين ممن يمتلكون مواهب حقيقية في فن التمثيل.

واستطاع طلاب معهد أدونيا الذي يديره الفنان ضياء الشيخ من توفير مساحة جيدة من أجواء الأكاديميات العليا التي تعمل على إعداد طلابها والعمل معهم خطوة بخطوة على طريق الاحتراف عبر دورات مكثفة من التدريب وبإشراف خبراء وفنانين مختصين لتأهيل العديد من المواهب السورية الشابة وتقديم الدعم اللازم لها من أجل دخول سوق العمل سواء في التلفزيون أو السينما أو المسرح حيث تشكل مثل هذه المعاهد متنفساً لجيل الشباب المتحمس لدخول ميدان الفن والثقافة المسرحية في ظل الأعداد القليلة التي يستوعبها المعهد العالي للفنون المسرحية سنوياً مما يترك فسحة من أمل لدى الكثيرين من عشاق الفن ومعتنقيه.

سامر إسماعيل
http://www.moc.gov.sy
تموز 16, 2012


دمشق-سانا

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *