الشهر الفرنكوفوني انطلق في المعهد الفرنسي بالفن والضحك ملتقى المواهب التي تضج بالحياة وإغناء الفرنسية في المدارس

 

بساعة من الضحك المتواصل، أطلق المعهد الفرنسي الشهر الفرنكوفوني في سنته الرابعة، بعنوان “فن الضحك”، مع وزارة الثقافة اللبنانية، وسفارات الدول الفرنكوفونية، والوكالة الجامعية الفرنكوفونية. ما شاهدناه في الافتتاح لم يكن عرضاً لشخص واحد “وان مان شو” وليست محاضرة عن الضحك وفنون اتقانه، ليست مسرحية ولا صفاً لتلامذة يبغون الضحك والاضحاك: انه كل ذلك واكثر في ساعة من الوقت، قدمها الكوميدي واستاذ المسرح البلجيكي جوس هوبن، الذي تعلقت عيون الحضور بكل حركة من حركاته هو الذي عرف كيف يلعب على حبال الضحك كلها مستعملاً الضحك بالحركات، والاخبار والمواقف، ومتحدثاً عن النفس البشرية، وكرامة الانسان من خلال المواقف الطريفة .

الافتتاح بدأ بمعرضين، الاول بعنوان “انتقالات” للرسام بينوا غيوم، والثاني صور فوتوغرافية من مجموعة فؤاد دباس، وشارك فيه وزير الثقافة روني عريجي، وسفراء: فرنسا باتريس باولي، سويسرا روس فلنت، رومانيا فيكتور ميرسيا، تونس محمد فوزي بلوط، ومدير المعهد الفرنسي هنري لوبروتون، والمدير العام لوزارة التربية فادي يرق، ومديرة الوكالة الجامعية الفرنكوفونية سلوى ناكوزي، وعدد من الشخصيات الثقافية والاجتماعية.
وقال عريجي في كلمته انه: “يعود مسروراً الى المعهد الفرنسي ملتقى المواهب في مدينتنا التي تضج بالحياة، فشهر الفرنكوفونية يعطينا فرصاً متجددة للقاء فنانين استثنائيين مثل بينوا غيوم، الذي ينقل الذاكرة الحية للمدن والشوارع، او لمشاهدة مجموعة فؤاد دباس التي تحيي الذكريات القديمة لأحيائنا، وتضع على شفاهنا البسمة، وجميعنا مدعوون لنسير في هذه الرحلة الشاعرية، ونستطلع ما فيها”.
واعتبر السفير باؤلي ان “هذا الشهر هو دعوة لعيش الفرنكوفونية بفرح، وهو عيد للغة الفرنسية، وهناك الكثير من المحطات، والنشاطات التي ستقام في المعاهد الفرنسية في المناطق اللبنانية، ومن بينها عروض مسرحية، معارض، افلام وورش عمل لمختلف الأذواق الفنية”. وقال: “لقد قدمت شهادة تعليم اللغة الفرنسية الى مدرسة الروضة- طرابلس، وهي المدرسة الأولى في الشمال، التي نالت شهادة تصديق لجودة التعليم بالفرنسية، وسأسلم شهادة مماثلة قريباً لليسيه مونتانيه جونيه، فشهر الفرنكوفونية هو لتكريم اساتذة الفرنسية الذين يؤدون دوراً مميزاً من اجل مستقبل الفرنسية في لبنان”.
وعددت ناكوزي النشاطات الثقافية التي ستقام هذا الشهر، وقالت: “انه شهر للحلم، للراحة، للقراءة، للتفكير، وللنظر الى الجمال والألوان”، مضيفة ان “العنوان الذي اعطي لشهر الفرنكوفونية “اي الفكاهة” هو لمقاومة اليأس”. واعلنت عن بدء شهر الفرنكوفونية 2014 بعنوان: البسمة والضحكة والفرح”.
وتحدث المدير العام لمصرف SGBL جيرار غازويل عن “التزام المصرف بالفرنكوفونية واهتمامه بتوطيد العلاقات، التي تجمع بين فرنسا ولبنان، ونشر الحوار بين الثقافات”.
واعلن عن “مسابقة شريط مصور لتلامذة المدارس، وتقديم جائزة من المصرف لأفضل عمل”.
والقى رئيس مجلس ادارة شركة “ادميك” ميشال ابشي: وقال ان كل ما ننتظره في لبنان هو الأمن والهدوء والسلام.
وانطلقت بعد ذلك المحاضرة الممسرحة عن “فن الضحك” مع الفنان البلجيكي جوس هوبن، متسائلاً ان كان لدينا خيار الضحك، واعتبر ان الضحك هو ردة فعل. لاضحاك الجمهور اولاً يجب ان نجده، ثم معرفته، فهو يكون متشنجاً ويحتاج الى المزيد من الوقت، قبل ان يبدأ التفاعل، وعند كسب ثقته يبدأ الضحك، ويجب ان نتأكد اننا نتقاسم شيئاً ما مع هؤلاء الاشخاص لاضحاكهم. واعتبر ان الجسد هو اول اداة للاضحاك وهو في وضعية عمودية نتيجة ملايين السنين من التطور، واننا مهووسون في وضعية جسدنا العمودية. وحول هذه الفكرة بنى عرضاً اضحك الحاضرين كثيراً، مستخدماً حركات اليدين والرجلين والكتفين والرأس، والوقوع والتفاعل معه، منذ بدء السير عند الاطفال وصولاً الى المراهقين، مقلداً طريقة سير كل شخصية وفق خصائصها.
وتحدث عن ردات الفعل والتوقيت وحالة التفاعل مع العالم من حولنا ومع الآخرين، مع ايقاع حياتنا وخصوصا وقفتنا، فالجسم يلتزم نشاطاً يحتاج الى القليل من المجهود من شد ودفع، لأن كل حركة نقوم بها تحتاج الى زخم عضلي، اذا تحول الى حركة واعطى النتائج المرجوة يوفر في الحركة. واعتبر ان الهدوء لا يضحك على عكس الخلل في المقاسات والايقاع. افكاره التي قدمها اقرنها بالاداء الجسدي الفكاهي جداً، مميزاً بين المبالغة في اداء الحركات التي تقلق الحاضرين، وبين الاضحاك جراء فقدان التوازن والايقاع السليم.
اضحكنا لساعة من الوقت من دون ان يستعمل كلمة بذيئة واحدة، او حركة فيها قلة احترام، اسلوبه الطريف فيه الكثير من الذكاء، وجهه الى “الجمهور تلامذة الضحك”. وتحدث عن “فصيلتنا” التي تسر بتقليد الحيوانات، وقال: لننجح بتقليد اي شيء علينا مراقبته عن كثب ليدخل الى جسدنا، ومعه كان الضحك تصاعدياً، وزادت رنته في القاعة، خصوصاً عندما قلد الاجبان مشبهاً اياها بالشعوب. واعتبر ان جسد الضحك والضاحك يترك وقفته العمودية، ويلتوي على نفسه، اولاً تبرق العينان ثم بسمة تتطور الى ضحك والمزيد من التنفس، ولكل منا موسيقاه، ولكل ضحكة نغمة خاصة.

 

 

رلى معوّض

http://newspaper.annahar.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *