الفنانون .. هل يقعون في فخّ «خالف تُعرف»؟

تذهب الى المسرح فتجد المخرج قد ألبس الممثلين ملابس غريبة واقنعة وكانهم كائنات من كوكب آخر. وحين تسأل عن ذلك ، يُقال انك لم تفهم « الدلالات» ولا « المعنى الذي يختفي خلف الفكرة».



ويصدمك أحدهم ـ المخرج او الكاتب او الممثل ـ بعبارة : انت السبب في عدم ايصال الفكرة اليك كتلقي لأنك لم تبذل جهدا يكفي لفهم ما يُقدّم.

هذه المشكلة تتكرر في بعض الاعمال الفنية الدرامية والتلفزيونية واللوحات التشكيلية والمسرحيات والافلام السينمائية. أي في الفن عموما.

وبخاصة لدى الشباب الجدد المتحمسين لتقديم اعمال تنافس ما يرونه على الشاشات الغربية او في المسارح الاوروبية او المدارس الفنية الامريكية. وينسى هؤلاء او بعضهم ان لكل مجتمع ثقافته وتقاليده وتراثه ، وما ينفع للمشاهد الامريكي لايناسب المواطن الاردني او سواه من دول العالم. وهذا لا يقلل من قيمة هذا او ذاك.

التغريب والتقليد والمبالغة في التجريب، سؤال طرحناه على عدد من الفنانين وهذه آراؤهم:

زهير النوباني: إقناع وإمتاع

الفنان زهير النوباني قال: الفن إمتاع وإقناع. هذه المقولة هي أساس العمل الفني. فالمهم ان تُقنع النس بما تقدم وياسلوب بسيط وحتى لو كانت الاشياء معقّدة. اي ان « الفن أسلوب بسيط لقول أشياء معقدة وليس العكس».

وزاد النوباني: اذا ما كان الفن قريبا من الناس ومنهم فان التواصل بين المسرح وجمهور الصالة ينعدم. وكذلك الحال بالنسبة للوحة التي لا بد ان تكون مرتبطة بروح الانسان. واكد الفنان زهير النوباني انه لا مانع من التجريب ولكن ضمن العلاقة البسيطة والسهلة بين المرسل( الفنان ) والمستقبل( الجمهور). كما ان الفن لا بد ان يخرج من تراب المجتمع ومن خصوصيته.

قمر الصفدي: فقد البوصلة

وقالت الفنانة قمر الصفدي هناك فرق بين التغريب والتجريب في المسرح. التجريب مطلوب والتغريب مرفوض. واضافت :ما يهمنا ان تكون الفكرة وادوات توصيلها مناسبة لمفاهيمنا ونهجنا بعيدا عن التقليد الاعمى. واشارت الفنانة قمر الصفدي ان التغريب يسبب فجوة بين المتلقي والفنان / المخرج / المؤلف.

وقالت قمر الصفدي: الجمهور نوعان: نوع اعتاد الحضور الى المسرح ضمن المواسم المسرحية العادية وهناك من ياتي من باب التسالي ومن باب الفضول وهو غير معني بما يجري على خشبة المسرح. وغالبا ما نجد الجمهور المسرحي هو ذاته الذي يحضر دائما. وهنا ينتاب هؤلاء او بعضهم التعب والملل واحيانا يعانون من الصداع بسبب رتابة العمل المقدّم اليهم.

وهم غير معنيون بما يريده المؤلف او المخرج الذي ينأى بنفسه ويطالب الجمهور بمطاردته لفهم ما يريد قوله.

وهناك نوع آخر من الجمهور وهو جمهور النخبة وهم قلة قليلة ربما اتاحت لها الظروف الدراسة الاكاديمية او حضور تجارب غربية وعالمية او ان يكونوا من المثقفين مسرحيا.

واشارت الفنانة الصفدي ان ذلك يتسبب في فقد البوصلة من قبل المتلقي وهروبه من المسرح. ودعت السيدة الصفدي الشباب المسرحي الى التواضع وان يهبطوا الى مستوى المتلقين بحيث لا يغرقوا في التغريب.

وحول ما يُقدم خلال التلفزيون قالت الفنانة قمر الصفدي: تشعر احيانا ان ما تراه وما يكتب في الدراما غير واقعي والقائمين عليها لا يغوصون في الشخصيات التي لا تكون نابعة من المجتمع بل من خيالهم. اضافة الى انك تشعر ان الشخصيات من الخيال اداء الممثلين مصطنع وليس هناك بروفات وتحضيرات جيدة وفهم مشترك بين المخرج والممثلين. وفي خضم منافسة الفضائيات لجمهور المسرح يغدو الامر صعبا، وعليك بذل جهود لتنال رضى الجمهور. واكدت الصفدي ان المطلوب التجريب وليس المبالغة في التغريب.

هيلدا الحياري: المهم ذكاء الفنان

الفنانة التشكيلية هيدا الحياري اشارت الى ان المهم ذكاء الفنان في استخدام ادواته وطرح القضية التي يريدها عبر الفن.

واضافت: لا حدود للفنان في طرح ما يريد من رؤى وقضايا ولا بد ان يعبر الفنان عن بيئته باسلوبه الخاص. وهذا لا يعني عدم مواكبة العصر والتطور العالمي. واكدت هيلدا الحياري انها ليست مع التقليد الاعمى والفنان الاصيل لديه دائما قضية يطرحها بادواته الخاصة.

الدستور ـ طلعت شناعة

http://www.addustour.com

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *