مسرحي سعودي: المهرجانات المسرحية «حوالينا ولا علينا»

وصف المؤلف المسرحي إبراهيم الحارثي حال الفنان المسرحي السعودي بأنه أكثر الأشخاص نضالا على وجه المعمورة، وشبهه بمن ينحت من الجبال بيوتًا، ويسرق الوقت من الوقت، والحرف من الحرف، بل يسرق الصورة من الصورة حتى يزرعها بين أحضان عرض مسرحي ليبرهن على نجاحه.

وقال الحارثي: إننا في الحراك المسرحي نحاول جميعا أن نشد من أزر بعضنا البعض، لنسير وفق منظومة مثالية للبحث عن ترس قد يسرع حركة السير في عجلتنا المسرحية، ولكن ما حدث في الشهر الماضي أمر يثير الاستغراب فقد تعددت المهرجانات المسرحية «حوالينا ولا علينا» في كل الدول الخليجية بدأت بالتوالي «البحرين، الكويت، الإمارات، سلطنة عمان، قطر» فكل  دول مجلس التعاون أقامت مهرجانات لفرقها الداخلية، وبشكل مختلف وأخاذ، وهذا يساهم في خلق تنافسية عالية بين المسرحيين، إلا أن المسرح في وطننا كالغيمة البيضاء تكتفي بأن تتكور كالجنين داخل الرحم، يخاف الضوء، ولا يريد أن يبرح مكانه خشية الموت، فاكتفى بالاختباء بعيدًا عن الأضواء، وخجلًا مما يحدث على حدوده من كل الجهات.
وأضاف الحارثي: إن «مهرجان المسرح السعودي» تعطّل، ولا نعرف السبب خلف توقفه، فنحن نمتلك ميزانيات جيدة، وإمكانيات قد تسهم في إقامة المهرجانات، لكننا نفتقد حتى الآن لمهرجان حقيقي يصقل تجاربنا من خلال احتكاكنا ببعضنا ونقل خبراتنا التي اكتسبناها في الفترات الماضية.
وتساءل الحارثي: من يستطيع أن يخرج هذا الجنين ليفخر به وبجماله الأخاذ؟، هذا التأخير في إقامة الفعالية قد أفرز عدداً كبيرًا من السلبيات، مما أفقدنا التنافسية التي تبعث التطور داخل جسد حراكنا الغض، وحرمنا اكتساب الخبرات وتبادلها مع الآخرين، كما أنه جعل البعض يلجأ لإقامة عروض مسرحية مترهلة وخالية من كل المعايير الفنية التي تؤهل هذا العرض لتسميته «مسرحية».
وقال الحارثي باستجداء: هل من يد تستطيع إلينا سبيلًا وتنشلنا من الغرق الذي نتعرض له كمسرحيين، وهل ستتحذ المؤسسة الثقافية قرارًا يقضي بإقامة تظاهرة سعودية تجمع المسرحيين تحت مظلة واحدة؛ ليعود الحراك ناضجًا وممتلئًا بالحيوية والابداع، مشيرا إلى قرب انعقاد الجمعية العمومية لجمعية المسرحيين السعوديين وهو ما سيبعث لها الحياة من جديد، متمنيا أن يتم توضيح موعد انعقاد الجمعية بشكل واضح حتى يعرف الجميع ما له وما عليه، لا سيما وأن المسرحيين مطالبون بتجديد العضوية التي تخولهم لحضور الجمعية العمومية.
تجدر الإشارة إلى أن المؤلف المسرحي إبراهيم الحارثي قد حقق المركز الثالث في مسابقة التأليف المسرحي التي تنظمها وزارة الثقافة والإعلام سنوياً لنصوص الكبار بمسرحية بعنوان (جياع)، عطفا على تحقيقه العديد من الجوائز في كثير من المهرجانات بأعماله المختلفة والتي من أبرزها مسرحية (وباء)، ومسرحية (سيد الجماجم) ومسرحية (أنامل من رماد)، ومسرحية (مسافة من نور).

 

http://www.alyaum.com/

عبدالله الشهري – نجران

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *