باليوحة دافع عن انتقال فعاليات المهرجان من «ندوة الثقافة» إلى «مول الإمارات» «دبي للشباب».. رهـان على المستقبل

 

«كنت أتمنى ألا أستبق ما سيفصح عنه رفع ستائر العروض الخمسة لمهرجان دبي لمسرح الشباب بتصريحات قد يظنها البعض دعائية، والأفضل أن ننتظر انطلاقته في الأول من شهر أكتوبر المقبل»، تصريح ربما يفصح عبره مدير المشاريع في هيئة دبي للثقافة والفنون سالم باليوحة، عن ارتفاع سقف توقعه لعروض ذات مستويات فنية جيدة، في الدورة السادسة لمهرجان دبي لمسرح الشباب الذي سينطلق يوم الاثنين المقبل في مسرح دبي الاجتماعي في «مول الإمارات».

 

تكامل مسرحي

قال مدير الفعاليات في هيئة دبي للثقافة والفنون سالم باليوحة، إن «هناك تكاملاً وليس تنافساً بين المؤسسات المعنية بالشأن المسرحي في مختلف إمارات الدولة»، مشيراً إلى أنه في حين أن إمارة الشارقة تعنى بمسرح المحترفين ومسرح الطفل عبر مهرجانين عريقين، فإن الفجيرة أضحت ذات صيت عالمي رفيع في «المونودراما»، ليشكل «دبي لمسرح الشباب» عبر هيئة دبي للثقافة دعماً للحراك المسرحي وتجديد دماء «أبوالفنون» في مختلف الفرق المسرحية بالإمارات. ولفت باليوحة إلى قدرة المهرجان الشاب بشكل متواتر على صقل تجارب وُلدت على خشبته، وإمداد الساحة بطاقات ومواهب جديدة في الوقت ذاته، مشيراً إلى أن وجود أسماء تمارس العمل الإخراجي لأول مرة، في ظل وجود إشراف ومتابعة وتقويم، سواء من الفرق المسرحية العريقة أو من لجنة المشاهدة ذاتها، من شأنه أن يثري المهرجان بتجارب جديدة، فضلاً عن وجود مخرجين سبقت لهم المشاركة في دورات سابقة. وناشد باليوحة الجمهور الإماراتي، ومن مختلف الجنسيات العربية وكذلك الأجنبية، إلى دعم التجارب الشابة من خلال الاستمتاع بالعروض، لاسيما في ظل توافر ترجمة فورية لأول مرة في مسيرة المهرجان الذي سيفتتح الإثنين المقبل.

وقال باليوحة لـ«الإمارات اليوم»: «رغم أن الحديث الفني عن عروض لاتزال في طور الإعداد والتجهيز أمر غير واقعي، لأسباب كثيرة، منها أن ردة الفعل الجماهيرية والنقدية تبقى دائماً بمثابة شيفرة لا تفك دلالتها تماماً إلا مع العرض، الذي يعتمد أيضاً على متغيرات كثيرة مثل حالة الممثلين، وتعامل المخرج الشاب معهم على خشبة وراءها جمهور بعيداً عن كواليس التدريبات، إلا ان الثقة الشديدة في لجنة المشاهدة التي مارست عملها انطلاقاً من ثوابت واستراتيجية محددة للنهوض بالمهرجان، وودعت صيغة قبول أعمال مبتسرة أو غير ناضجة فنياً بعد مضي خمس سنوات من عمر المهرجان تؤشر إلى دورة استثنائية للمهرجان تشكل ما يشبه البانوراما المسرحية التي تجمع الوان طيف المسرح الإماراتي، وهي قطعاً بانوراما تستحق المشاهدة، وجديرة بإمتاع جمهورها».

الجودة

سياسات «الباب المفتوح» التي كانت متبعة سابقاً من أجل استيعاب كمي لاعمال الشباب، حتى وإن كان على حساب النوع في جانب منها، بدوافع تحفيزية وتشجيعية، لم تعد قائمة في الدورة المرتقبة للمهرجان، بحسب باليوحة، الذي أضاف: «لم يعد مقبولاً بعد توصيات كثيرة متواترة من لجان التحكيم المتعاقبة أن نغفل تطبيق تلك التوصيات من أجل مصلحة المسرح الإماراتي، ومصلحة شبابه الموهوبين بالتبعية».

ونفى باليوحة أن تكون لجنة المشاهدة التي تضم كلاً من حسن رجب رئيساً، والفنانين عبدالله صالح، وإبراهيم سالم، والمسرحي المخضرم يحيى الحاج، تعاملت مع المواهب بمعايير احترافية صرفة، مضيفاً «ما تسبب في استبعاد ثلاث مسرحيات، واعتذار مسرح أبوظبي للشباب عن أخرى رابعة، لأسباب موضوعية تتعلق بكل مسرحية على حدة، وليست أسباب فرضتها لجنة المشاهدة والتقويم».

وأكد باليوحة أن «دبي للثقافة» لم تتدخل من قريب أو بعيد في قرارات لجنة المشاهدة، لكنها تمسكت بتطبيق معايير معينة لضمان رفع سوية المشاركات، واختارت نخبة من الفنانين والمسرحيين القديرين الذين لهم إسهاماتهم في انجازات المسرح الإماراتي، ومعروفون بخبرتهم الواسعة في الإبداعات الشبابية خصوصاً.

استبعاد

ذكر باليوحة أن معظم أسباب استبعاد الأعمال المقدمة يتعلق بعدم جهوزية العرض، وعدم وضوح الرؤية الإخراجية أو نضجها، إضافة إلى سوء اختيار النصوص والاهتمام بنصوص بعيدة عن القضايا الشبابية التي يحث المهرجان على تناولها عبر منصته السنوية، وهي توجهات معلومة لدى مختلف المسارح، وجرى التأكيد على عدم التجاوز بشأنها بشكل خاص في هذه الدورة مسبقاً، كاشفاً عن أن أسباباً اجرائية، وليست فنية، حالت دون اشتراك فرقة مسرح أبوظبي للشباب الذي اجتهد للمشاركة بباكورة أعماله المسرحية عقب إشهاره، دون أن يسعفه الوقت لذلك.

الدفع بالشباب هدف جوهري أيضاً لمهرجان الشبابـ ليس فقط على الخشبة، بل في مختلف مفاصل المهرجان، حسب باليوحة الذي أكد أن «إدارة المهرجان رفضت منح أي استثناءات لمشاركة فنيين، فضلاً عن ممثلين تجاوزوا السن المحدد وهو 35 عاماً، من اجل منح فرص حقيقية للشباب في مختلف مجالات العمل المسرحي، مضيفاً أنه «تم الدفع ايضاً هذا العام بشباب في لجنة التحكيم على نحو غير مسبوق في المهرجان في سياق الدفع بمهرجان ينهض به بالكامل» .

موقع

ودافع باليوحة عن قرار نقل فعاليات المهرجان من ندوة الثقافة والعلوم الذي اعتادت الفرق المسرحية والجمهور على عرض المسرحيات على خشبته، لاسيما أن بعض الممثلين والمخرجين تخوفوا من هذا الانتقال، مضيفاً: «كان هناك تخوف أيضاً من البعض عقب الدورة الأولى التي أقيمت في مسرح دبي الشعبي، ورغم ذلك قدمت الفرق لأربع سنوات متتالية عروضاً رائعة في مسرح مغاير في ندوة الثقافة والعلوم، والآن حان دور تجربة جديدة تتعلق بمسرح له شروط احترافية ومقاييس من المحتم أنها ستصادف من سيصبح منهم ذا تجارب دولية خارجية، فضلاً عن أن «مول الإمارات» سيشكل جذباً لجمهور مختلف، لاسيما أن فكرة ترجمة الأعمال المسرحية ترجمة فورية ستكون جاذبة لجمهور الجاليات الأجنبية، يضاف إلى ذلك سهولة الوصول إلى هذا الموقع الذي تم حجز شقق فندقية قريبة منه لتوفير مزيد من الاستقرار للفرق المسرحية المشاركة.

يذكر أن لجنة التحكيم هذا العام تأتي برئاسة د. يوسف عيدابي، وتضم في عضويتها كلاً من مدير إدارة الفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وليد الزعابي، والكاتب المسرحي جمال السميطي، والفنانين مرعي الحليان، وحميد سمبيج.

 

المصدر:

  • محمد عبدالمقصود – دبي

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *