«مدينة الثلج» فرجة بأحداث بين الحقيقة والخيال

عرض مسرح خور فكان للفنون، أول من أمس، على خشبة مسرح قصر الثقافة بالشارقة، مسرحية الأطفال “مدينة الثلج” من تأليف عبدالله مسعود، وإخراج عبدالله زيد، ضمن مشاركته في الدورة التاسعة لمهرجان الإمارات لمسرح الطفل، في أجواء مفعمة بالحيوية والحركة ظهر فيها الممثلون مع الفرقة الاستعراضية وسط الحضور في القاعة، اعتلوا خشبة المسرح إيذاناً ببداية العرض المسرحي.

 

 

بين الحقيقة والخيال

يتوجه (الأب) إلى شباك التذاكر ويقطع تذكرة الدخول إلى مدينة الثلج في رحلة ترفيهية وبصحبته أولاده (سالم)، و(خالد) اللذان يستمتعان باللعب في الأجواء الثلجية مع بقية الأطفال، إلى أن يحين موعد الإغلاق، يغادر الأطفال مدينة الثلج، وأثناء ذلك يختفي سالم ويقوم الأب وابنه بالبحث عنه في المدينة ولكن دون جدوى، ويحاول سالم الاستعانة بوسائل الاتصال الحديثة كجهاز الكمبيوتر في عملية البحث عن أخيه في إشارة إلى الدور التي باتت تلعبه هذه الوسائل في حياة الأطفال.

وأثناء ذلك يظهر لهما (رجل الثلج) الذي يتفاجأ به الأب معتبراً ذلك خرافة وبعيداً كل البعد عن الحقيقة، إلى أن يقنعه رجل الثلج أن شخصيته حقيقية ويساعده في عملية البحث عن ابنه حيث يخبره عن تعرضه للاختطاف ،أثناء التجول في مدينة الثلج، من قبل (بركان) الرجل الشرير الذي يكره الأطفال، وأثناء ذلك يظهر لهم بركان ومعه أفراد العصابة (محطم)، و(معكوس)، و(بوبي)، و(المدرب) يحاول فيها القضاء على رجل الثلج والمدينة.

بينما يظهر ابنه المختطف المعروف بشقاوته، ويتضح فيما بعد أن ما حدث لم يكن سوى مقلب تم ترتيبه مسبقاً من إدارة مدينة الثلج وأن الشخصيات لم تكن سوى أشخاص حقيقيين تقمصوا دور شخصيات خرافية، ويتم إخبارهم عن وقوع الاختيار عليهم في (مسابقة العائلة المتميزة) في إشارة إلى أهمية البقاء بالقرب من الأطفال في الأماكن العامة وعدم تركهم بمفردهم كي لا يتعرضوا لمكروه، ويتم تكريمهم وتقديم الهدايا لهم لترابطهم وقربهم من بعضهم أثناء وجودهم في المدينة، حيث تتخلل الأحداث إشارات تربوية موجهة للطفل.

تجربة أولى

وأكد المخرج عبدالله زيد في الكتيب الذي تم إعداده من قبل إدارة مسرح خور فكان أن الطفل “وضع أمانة في أعناقنا، فتربيته واجبة، وسعادته هدف، وتعليمه غاية، تجربة هي الأولى من نوعها لي شخصياً مع مسرح الطفل وفرجة تستحق المشاهدة، أمتعتني قبل أن تمتعكم فنبش في داخلي حنين الطفولة وذاكرة الأمس فاستمتعت وشكلت في داخلي هذه الصورة مدينة الثلج”

أما كلمة المؤلف عبدالله مسعود، فجاء فيها: ” حكاية ربما تكون حقيقة وربما خيالا، نعيش من خلالها مواقف هي أصل التجربة، وهي دعوة للصفاء والحب والجمال..كالثلج الأبيض الذي تشاهدونه”.

البيئة المكانية

شدت البيئة المكانية الحضور الذي أبدى إعجابه بها، حيث تم إشغال خشبة المسرح بمجسمات معبرة وألعاب وديكورات نقلت أجواء مدينة الثلج بكل تفاصيلها كالأشجار والمرتفعات ووسيلة النقل (التلفريك) الذي لفت انتباه الجمهور والأراجيح وغيرها، وهو ما أدى إلى تقييد حركة الممثلين والفرقة الاستعراضية إلى حد ما، وبالرغم من ذلك استطاع المخرج أن يتحكم بحركة الفرقة ويوجهها جيدا. عقب انتهاء العرض أقيمت ندوة تطبيقية حول المسرحية أدارها حميد سمبيج تحدث فيها كل من المخرج عبدالله زيد، وعادل الجوهري رئيس مجلس إدارة مسرح خورفكان عن التجربة المسرحية الأخيرة.

 

طاقم العمل

شارك في العرض كل من علي القحطاني في دور (الأب)، ومثل عادل سبيت دور (رجل الثلج)، وأحمد الجرن (خالد)، عبدالله نبيل (سالم)، وعلي الشحي (بركان)، وعيسى الظهوري، ومحمد فهد، والممثل جوهر، وراشد النقبي (أفراد العصابة)، بالإضافة إلى الفرقة الاستعراضية.

وضم الطاقم الفني يوسف الظهوري فني إضاءة، حميد الرمسي الموسيقى الاستعراضية، عماد الجمل فني صوت، سعيد الناعور الماكياج، مشاري الحمادي اكسسوارات، محمد توفيق مدير الفرقة الاستعراضية، مخرج العمل عبدالله زيد تصميم الديكور والملابس والإضاءة، علي الحمادي مدير الإنتاج، والإشراف العام عادل الجوهري.

 

المصدر:

  • الشارقة- عبدالقادر سالم

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *