«ليلى والذئــب».. تخرج من الغـابة إلى «زمن الآي باد»

أعاد الفنان الشامل مرعي الحليان تكوين الحكاية العالمية «ليلى والذئب»، على طريقته الخاصة، لتتماشى مع ليلى المعاصرة، التي تحمل جهاز «الآي باد» معها أثناء تجوالها في الغابة وتنقلها بين أصدقائها الحيوانات، كذلك وهي في طريقها إلى بيت جدتها وعند محاربتها للذئب كما تقول الحكاية الأصلية.

 

 

التزام بالمواعيد

 

الروح الفكاهية التي يتمتع بها الحليان كانت طاغية على شخصيات العمل. الإمارات اليوم

نوه رئيس لجنة تحكيم المهرجان الدكتور حبيب غلوم، بأهمية الالتزام بموعد بدء العرض المسرحي في تمام الساعة السابعة والنصف، إذ سيتمكن الجمهور من الدخول إلى قاعة العرض في تمام الساعة السادسة والنصف مساء، إذ على جميع الفرق المسرحية الالتزام بالموعد والانتهاء من كل التجهيزات قبل فتح الأبواب، وذلك لتفادي ازدحام الحضور أمام البوابات.


غياب واضح

رغم أن الندوات التطبيقية التي تقام بعد انتهاء العرض المسرحي تعد أحد أهم النشاطات التي تقام في المهرجانات المسرحية والفنية بشكل عام، نظراً لأهميتها في تطوير الأعمال المسرحية وتفادي الوقوع في أخطاء يمكن تداركها، إلا أنه يلاحظ غياب الحضور من مسرحيين وممثلين عن تلك الندوات، رغم التنويه المستمر.


جرعة التوجيه

قال الدكتور محمد يوسف في مداخلة له في الندوة التطبيقية حول عرض مسرحية ليلى والذئب، إن «مرعي الحليان متمرس في مسرح الطفل، ولكن جرعة التوجيه في هذا العمل مرت مرور الكرام، ولم يتم التركيز عليها بشكل رئيس، إذ تم التركيز على الاستعراضات والعناصر الفنية والإخراجية التي كانت موفقة».

وبحسب الحليان الذي قدم في اليوم الثاني من مهرجان الإمارات لمسرح الطفل أول العروض المشاركة في المسابقة، مسرحية «ليلى والذئب» لمسرح رأس الخيمة الوطني، فإنه حاول اعادة الحكاية القديمة وربطها بطفل اليوم، إذ كان لابد من تهيئتها بصورة تتوافق ومعطيات ثقافة الطفل الحديث التي يعيشها، قصة ليلى والذئب، ماذا لو أن ليلى دفعها الأمل وحبها للعلم إلى الاعتقاد بأن الشر ينتفي في وجود الهدف النبيل، وماذا لو أن جدة ليلى سعت إلى هذا مع حفيدتها التي تحبها، وماذا لو تم ترويض الذئب، ألا تكفي هذه الرغبة في محاولة التغلب على الشر؟ من هذا المنطلق تأتي مسرحية ليلى والذئب في فرجتها الحديثة، محاولة رفع شعار المحبة والسلام بصورة فيها شيء من البساطة وكثير من الابتسام.

وتمكن الحليان مع الفرقة من تقديم فرجة مسرحية ممتعة، واستطاع خلال ساعة شد انتباه الحضور من الأطفال بل وحتى الكبار، خصوصاً أن الروح الفكاهية والابتسامة التي يتمتع بها الحليان كانت طاغية على شخصيات العمل، الذين ظهروا بمستوى أدائي جيد يحسب لمخرج العمل، لاسيما أن العرض يعد الأول بالنسبة إلى بعض الممثلين الذين أبدعوا في تجسيد الشخصيات.

بدأت مسرحية ليلى والذئب بظهور جميع الممثلين وتقديمهم مشهداً غنائياً يروون من خلاله حكاية ليلى والذئب المعروفة والقديمة، ومع وصولهم إلى جوهر القصة، يتوقف الممثلون ليرتدوا أزياء الشخصيات امام الجمهور، ليعلنوا بدء الحكاية كما أرادها مؤلف المسرحية مرعي الحليان، والتي تدور في وسط الغابة التي جسدها مصمم الديكور محمد الغص بصورة جيدة ومعبرة.

ومثل حال الغابات حيث القوي يلتهم الضعيف، تخشى حيوانات الغابة الذئب الذي يطارد الأغنام والخراف ما أن يتركهم الراعي في الغابة، بل تجاوز الذئب مطاردة تلك الحيوانات الأليفة ليطمع في الانقضاض على ليلى وجدتها، والتهامهما أو تقديمهما لوادي الذئاب ليتمكن الذئب الصغير (عبدالله الحريبي) من الحصول على امتيازات بقية الذئاب، ولكن ليلى الممثلة ذكرى أحمد وجدتها الممثلة سميرة الوهيبي وبمساعدة الراعي الممثل محمد الراسبي وأغنامه في دور (لولو) نورة علي، وفي دور قفاز سالم الراسبي وفي دور نطاح اسماعيل بلهون، أحبطوا خطته.

ولأن الراعي وأغنامه وحتى ليلى، تأذوا كثيراً من الذئب، لاسيما أنه حاول كثيراً القضاء عليهم قرروا أن يتخلصوا منه، ولكن الجدة كان لها رأي مخالف تماماً لهم، إذ أرادت أن تربي وتحسن إلى هذا الذئب الصغير، رغم أنه حاول التهام حفيدتها بعد أن ألقى الجدة في بئر الغابة ونام على فراشها في انتظار قدوم ليلى لزيارة جدتها، وافق الجميع على رأي الجدة بعد أن اخذوا ضمانات كثيرة من ليلى وجدتها، ومن الذئب نفسه بأن يتعلم الخير ويصبح واحداً منهم يلعب معهم ويرعى مثلهم دون أن يتعرض لأحد.

ومع مرور الأيام واندماج الذئب الصغير في مجتمع حيوانات الغابة وبين احضان ليلى وجدتها، اختفت لولو إحدى أغنام الراعي، ولأن الذئب اختفى في الوقت نفسه وجهت أصابع الاتهام إلى الذئب الصغير، الذي لم يدافع عن نفسه بل اكتفى بالقول إنه بريء ولا يمكنه ان يخلف الوعد الذي قطعه للجدة وليلى، ومع مرور الأيام تبين أن الذئب الصغير لا علاقة له باختفاء لولو، وذلك عندما هاجمت الذئاب الغابة بقيادة الذئب الكبير الممثل فيصل ثاني، الذي خطف لولو وأصاب «قفاز» أثناء مقاومته.

ولأن ليلى مثل اقرانها من الجيل الحالي الذي يهتم بالتكنولوجيا الرقمية، ويستخدم الألواح الذكية (IPad) فكرت أن تنقل أصدقائها الحيوانات وجدتها إلى البستان الرقمي في عالمها الافتراضي الذي بنته بنفسها، وما أن يقترب الذئب إلى البستان تغلقه بواسطه أقراص التحكم في الجهاز، وتطلب من الذئب الكبير أن يحرر لولو من قبضته إذا أراد أن يتحرر من قبضتها، ولكن الذئب الكبير اشترط أن يستعيد الذئب الصغير الذي تحول إلى صديق لحيوانات الغابة ويعيده لوادي الذئاب مقابل أن يسترجعوا لولو (النعجة)، فوافقوا لأن الخير الذي غرسوه في الذئب الصغير سينتصر على الشر الموجود في وادي الذئاب.

إلى ذلك، أجمع مسرحيون شاركوا في الندوة التطبيقية الخاصة بمسرحية ليلى والذئب، على أن العمل كان جيداً، إذ تمكن مرعي الحليان من تقديم فرجة مميزة من خلال الاستعراضات والموسيقى التي كانت مميزة وجديدة، سواء الكلمات أو الألحان المصاحبة، فضلاً عن الاهتمام بأداء الممثلين والحركة الجميلة والرشيقة أثناء أداء الأدوار.

ولكن لا يخلو أي عمل مسرحي من الملاحظات التي من شأنها تحسين مستوى العمل، إذ إن النص كان يحاكي مرحلتين دراميتين مختلفتين، ظهر ذلك الاختلاف في النصف الأول من العرض المسرحي والجزء الثاني، كما ان الحوارات كانت بحاجة إلى تكثيف واختزال، إذ إن الطفل المتفرج بات يستوعب ويفهم أكثر مما قد يتوقعه الكبار، فضلاً عن ذلك أن الدروس التعليمية والإرشادية التي أعطيت للذئب كانت بلا جدوى، لأن الكاتب في نهاية العمل ارجع الذئب إلى وادي الذئاب.

 

المصدر:

  • سوزان‭ ‬العامري – ‬الشارقة

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *