نادر القنة: لا بد من إقامة مهرجان مسرحي للعروض الكوميدية

انطلقت صباح امس أعمال الندوة الفكرية التي تحمل عنوان «الكوميديا والمسرح»، بحضور عدد كبير من المسرحيين والأكاديميين الخليجيين والعرب، في فندق «جي دبليو ماريوت» حيث تناولت تجارب المسرح الكوميدي في دول الخليج، وحاضر فيها كلً من الدكتور نادر القنة والدكتورمحمد مبارك بلال.

وانقسمت الندوة إلى قسمين، الأول أداره الدكتور فيصل القحطاني، وقدّم فيها أستاذ الدراما وعلوم المسرح نادر القنة ورقته البحثية المطولة التي حملت عنوان «جينالوجيا الكوميديا بين التركيب الأنثروبولوجي… والبارادوكس السياسي»، استعرض من خلالها نشأة الكوميديا وأنواعها ومدارسها، فقال فيها « ان علماء الدراما قد أرجعوا النشأة التكوينية الجنينية لفن الكوميديا إلى المُركّب الدلالي من الناحية اللغوية والاصطلاحية للمفردة اليونانية ( Komedia) والتي ترتبط جذرياً وفق أرسطو بمفردة ( Comos) وهي المأدبة الماجنة التي كانت تقام في نهاية احتفالات ديونيزوس كمحاكاة تهكمية لها».

وأوضح أن « التسمية هنا لا تتوقف فقط عند حدود التمييز بين فرقتين متجاورتين في مساحة مكانية مشتركة واحدة فرنسية والأخرى إيطالية. وإن كان ذلك مقبولاً من الناحية الشكلانية، غير أن الأمر برمته يعود ظاهراً إلى الصراع على تأكيد الهويات الثقافية المركزية في أوروبا».
وختم القنّة بحثه بعدد من التوصيات تمثلت في ضرورة التفكير بإقامة مهرجان مسرحي للعروض المسرحية الكوميدية. وتجديده الدعوة لضرورة البدء في الإعداد لإنجاز موسوعة مسرحية علمية على غرار الموسوعات العلمية الأكاديمية العالمية التي تصدرها الدوائر النقدية المعترف بها مثل «موسوعة أكسفورد» الصادرة عن جامعة «أكسفورد»، وموسوعة «كامبريديج» للدراما التي تصدرها جامعة «كامبريدج»، بالإضافة إلى الموسوعتين الأميركية والفرنسية. كما اقترح أن يكون محور الدراسة في العام المقبل حول موضوع المسرح والتنمية.
وفي القسم الثاني من الندوة؛ قدم الدكتور محمد مبارك بلال ورقته البحثية «المسرح الكوميدي وخلق التقاليد في الكويت» مستعرضاً فيها مسيرة المسرح الكوميدي في الكويت، وأبرز نجومه والظروف السياسية والاجتماعية التي استطاعوا ترجمتها وتجسيدها على خشبة المسرح، فقال «أؤكد على ضرورة الاعتراف بالدور البارز والمؤثر الذي أسهمت به مرحلة المسرح المدرسي والجمعيات الأدبية وفترة مسرح النشمي التي تلتها في الخمسينات، وذلك بتأسيسها تقاليد بداية المسرح في الكويت، فهذه المراحل يعزى إليها بحق العديد من المؤثرات الفاعلة في ترسيخ تقاليد المسرح في الكويت.
وأضاف «كانت مساهمة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بإنشاء المهرجان المسرحي المحلي الأول العام 1988 هي أحد الحلول العملية الجزئية لمشكلة خلق ثقافة بديلة لمسرح القطب الواحد السائدة، والتعويض عن غياب المسرح الموازي أو النوعي، وقد استُقبلت هذه المبادرة بالمباركة لدى المهتمين بالمسرح، وكإنجاز يضم إلى إنجازات المؤسسات الحكومية لدولة الكويت الثقافية في الداخل والخارج، ومنذ ذلك التأسيس الرائع لهذا المهرجان، والدولة ممثلة بالمجلس الوطني حريصة على استمراره وتطويره.
وختم بلال ورقته البحثية بالقول « إن مشكلة المسرح الكوميدي المعاصر في الكويت أنها مازالت تعتمد على المسارح الخاصة التي تحكمها الظروف الموسمية، حيث إنها لا تنطلق أساساً من منطق أدبي أو فني يهدف بالأساس إلى تطوير الواقع الفني، بل إن هذه الفرق والمؤسسات الخاصة تخضع دائماً إلى مبدأ السوق ونظرية العرض والطلب، وتؤسس أعمالها السنوية سواء في إنتاج المسرحيات أو الأعمال التلفزيونية أو السينمائية، على مواسم المناسبات والأعياد، ولأنها تخضع لمتطلبات السوق فإن القائمين على هذه الفرق يفضلون تقديم الكوميديا الساخنة والهابطة على السواء، ويقسمون مواعيد إنتاجهم بين المسرح التلفزيوني، ثم يعودون لبياتهم السنوي منتظرين الموسم المقبل».

 

كتب علاء محمود

http://www.alraimedia.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *