أحمد عبد العزيز: المسرح المصري بحاجة إلى معجزة ولا أنتظر تكريماً من بلدي


مسيرة طويلة أمضاها متنقلا بين خشبة المسرح وشاشة التلفزيون، حتى أصبح ضمن أيقونات المسرح العربي، ولكن حاله كحال المسرح، إذ احتجب وابتعد، رغم أنه أحد الأبطال الذين يسأل عنهم الجمهور دائماً. إلا أن غيابه لم يحل دون إفراد مساحة له في التكريمات، آخرها تكريم المغرب له عن مجمل أعماله. حول غيابه وتقييمه لحال الفن اليوم كان القاء التالي مع الفنان أحمد عبد العزيز صاحب أعمال محفورة في الذاكرة.

ما شعورك تجاه تكريمك في المغرب؟


تغمر السعادة أي فنان عندما يرى أن ثمة من يقدر فنه. بالنسبة إلي، ازدادت فرحتي بتكريم المغرب لي، خصوصاً أنه بلد عربي شقيق أفتخر به، وكانت الاحتفالية متميزة من الجانب الفني، لأن «مؤسسة الريان الثقافية» كرمتني عن مجمل أعمالي الفنية.

ألم  يحزنك أن التكريم جاء من خارج مصر؟

على الإطلاق، فأنا لا أنتظر تكريماً من بلدي لأن الجمهور يكرمني على الدوام، خصوصاً عندما أراه في الشارع وأتحدث إليه، وكلما التقيت به أشعر بفخر بما قدمت. ثم تواجه مصر ظروفاً صعبة على المستوى الفني ولا يمكن أن نطلب منها شيئاً، بل علينا الوقوف إلى جوارها ومساعدتها في محنتها لتخرج مما هي فيه.

كيف تقيّم حال المسرح اليوم؟

يعاني من تراكم أزمات طويلة، وهي ليست وليدة اللحظة، لذا يحتاج إلى معجزة ليخرج مما هو فيه، فمسرح الدولة يفتقر إلى نصوص جيدة  تجذب المشاهد، والأعمال التي تعرض على خشبته مجرد محاولة ليقال إن ثمة نشاطاً فيه، لذا عزف الجمهور عن الذهاب إليه وهو أمر محزن للغاية، مقارنة بفترات سابقة سميت بالعصر الذهبي للمسرح.

ما الذي أدى إلى هذه الحال؟

تردي الأوضاع الاقتصادية في المسرح عموماً، ما انعكس على الناحية الفنية. أتمنى أن يبادر المسؤولون إلى علاج هذا الخلل، لا سيما مسرح الدولة لأنهم يملكون الحل لدعمه، وإن كنت لا أتوقع أن تكون ثمة أولوية للمسرح راهناً، باعتبار أن الانهيار يشمل قطاع الفنون من مسرح وسينما وتلفزيون، ويحتاج إلى علاج لفترة طويلة وحزمة من القرارات التي لا بد من أن تصدر.

هل من الممكن أن تعود بنص مسرحي جديد؟

كل شيء وارد، إنما يجب توافر مقومات ليخرج العمل بشكل ناجح ومميز، إذ لا يهمني تقديم عرض مسرحي جديد، ليقال إنني موجود فحسب.

هل لديك مشروع جديد في هذا الصدد؟

بالطبع، وسأتباحث مع القيمين على مسرح الدولة حول إمكانية تقديم العمل تحت رعايتهم، مع العلم أن الاهتمام يجب أن يتم تلقائياً من قبلهم، وأن تكون لديهم نية للعمل كي يعود الجمهور إلى المسرح، لأن ذلك يسهم بتصحيح مسار الفن.

ماذا عن الدراما التلفزيونية؟

الدراما التلفزيونية الأوفر حظاً بين القطاعات الثلاثة الفنية، لتوافر سيولة  فيها، وإن كانت تعرض بشكل خاطئ وتتكدس الأعمال خلال شهر رمضان، فيما تبقى الدراما طوال العام من دون جديد. أتمنى أن ينصلح هذا السلوك الخاطئ، وأن تعرض أعمال مختلفة ومتنوعة طوال العام، لأن المشاهد متاح دائماً، ويتابع الدراما حتى لو كان انجذابه إليها في شهر رمضان أكبر.
وهل ستعود من خلالها؟

سبق أن قدمت أعمالاً تلفزيونية عدة، واليوم تتوقف العودة إلى الدراما على النص الجيد، وطالما أنه سيتوافر فلا أزمة لدي في تقديم مسلسل تلفزيوني جديد.

ماذا عن السينما، لماذا لا نشاهدك على شاشتها؟

ليست المسألة رفضاً مني لتقديم أعمال سينمائية، فأنا لا أغلق باب السينما أبداً، لكني أود أن يتم ترشيحي في عمل جيد ودور يحترم تاريخي وأعمالي التي قدمتها، ويترك بصمة تضاف إلى رصيدي. لكن للأسف، لم أجد هذه العناصر في النصوص السينمائية التي قدمت إلي، ما أحزنني، لا سيما أنني نجحت في ترك أثر لدى المشاهد، بدليل أنه يتذكر الأعمال التي قدمتها سواء في التلفزيون أو المسرح، ما يهمني حب الجمهور في المقام الأول والأخير.

كيف تقيّم حال الفن اليوم؟

بدأنا نضع أقدامنا على الطريق الصحيح، بعد فترة كارثية ألغيت فيها المعالم الفنية لمصر والهوية الفنية، والحمدلله أننا تجاوزنا هذه الفترة وأصبحنا نرتب أوراقنا بشكل صحيح، وأتمنى عودة الريادة إلينا.

 

رولا عسران

http://www.aljarida.com


شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *