افتتاح المهرجان الدولي السابع للمسرح الجامعي بطنجة

دقات متوالية على خشبة مسرح، أدخلت الوافدين على سينما الريف في جلبات دوَّت عميقا في قلوب الفنانات، والفنانين، والأدباء، والباحثين، ورجال الإعلام

والسياسة والمجتمع والجامعة والاقتصاد من كل الجنسيات والأقطار والأعمار والحساسيات كي ينصهروا طواعية في شعار “المسرح يلهمنا..والمهرجان الدولي للمسرح الجامعي بطنجة يجمعنا” بفضل إصرار جمعية العمل الجامعي بطنجة والمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على مد الوصال مع أبي الفنون للملمة شظايا الأرواح بالجمال الذي يمنحه المسرح.

“جواز سفري أخضر/جواز السفر قد يكون أزرق، وقد يكون أحمر/ بجواز السفر لم يعرفوني، فكان المسرح، يا سادتي جوازي، تعرفني كل زوايا الخشبة/ وكل الأقنعة، وكل الأدوار، وكل الستائر..يا سادتي لا تسألوا الأضواء عن نورها/ كل المسارح جنسيتي..” بهذه المقاطع بدأ عرض الافتتاح الذي استثمر محكي الحلقة وقوافيه، وتألقا في لف حكاياته طلبة المدرسة بعد عرض صور البدايات انطلاقا من كرونولوجيا صوتية وبصرية، نقلت الحضور الذي غصت به جنبات القاعة عن آخرها إلى طنجة ملتقى الحضارات والثقافت والفنون. كلمة عمدة طنجة فؤاد العماري رحبت بضيوف المهرجان المولعين بالمسرح، منبها في الآن نفسه، إلى ضرورة دعم مثل هذه التظاهرات التي تتغيا مجابهة الانغلاق الدوغمائي والتطرف الفكري والديني بوصفهما تهديدا يمس العقلانية والفكر والتعايش والسلم والحرية، “فكلما ضاقت مساحة الحرية تفتقت أبواب الفن في السجون”.

وقد أكد على قوة الروح التي تحرك هذه المبادرة، ودور المهرجان في تعزيز البعد الدولي لمدينة طنجة. أما كلمة عبد الله الجبوري مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير أكدت على الرعاية السامية التي تميز المهرجان، وتفتح أبوابا جديدا في عالم الفرجة المسرحية المتجددة، النابعة من أعماق تطلعات طلابية مفعمة بالشباب والقوة مبرزا أن هذه الدورة تأتي بنفس جديد يقوم على فلسفة النهوض بالعمل الجمعوي والثقافي، من خلال تمكين طلبة المؤسسة من مجموعة من المهارات والقدرات الموازية للتكوين الأكاديمي.

أما كلمة محمد مزيان عن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب الراعي الرسمي، فقد ركزت على أهمية الماء وحماية البيئة، وما يلعبه الفن المسرحي في التحسيس بقيمته وضرورة المحافظة عليه. كلمة مدير المعهد الثقافي الفرنسي ألكسندر باجون أكد على أن فكتور هيجو يرى المسرح مهمة اجتماعية ووطنية وإنسانية؛ لأن هذا الأخير، كان يلاحظ كل مساء شعبا ذكيا ومتقدما جعل من باريس مركز التقدم تلتف حول ستارة المسرح كما تلتف حول الفكر.

حفل تكريم الفنان صلاح الدين بنموسى صاحبته زغاريد، وبمجرد ما نودي على اسمه حتى وقفت القاعة كلها احتراما وتقديرا لمسار وسيرة هذا الرجل، الذي وشم ذاكرة المسرح والتلفزيون المغربي بعديد من الأعمال على مدى عقود من دون توقف، فتم استقباله على إيقاعات الدقة المراكشية، وقال كلمته التي شكر فيها مدينة طنجة وطلبتها، مسترجعا رحلته الطويلة مع المسرح، ومع مؤلفين طبعوا بدياته:تشيخوف، وموليير، وشكسبير، وسارتر وعبد الصمد الكنفاوي، والطيب لعلج، والطيب الصديقي..معتبرا أن المسرح يجعل الإنسان حالما، ويمنحه لحظة حقيقية لإبلاغ عدد من الرسائل أثناء المسرح “مادام المسرح حيا..ما دام الطلبة فيهم روح”.

ليتوقف الحضور بعد ذلك عند الملصق الإشهاري الذي صممه الفنان التشكيلي والمخرج السينمائي عمر سعدون كرة كونية ملتهبة بألوان متعددة تجتمع فيها قيم كونية: الحرية والحلم والخيال والسلم والتعايش والاختلاف والانفتاح والجمال.. لتتوالى كلمات الجامعات المشاركة التي تمثل كل من المغرب، والجزائر وتونس وليبيا ومصر ولبنان والمملكة العربية السعودية وفرنسا والكامرون وبلجيكا وإسبانيا. ويتعلق الأمر بفرقة “مجانين الركح” من جامعة قسنطينة (الجزائر)، وفرقة “جازان” من المملكة العربية السعودية، والمسرح الجامعي لداشانغ (الكامرون) وفرقة “سي تياترون” من جامعة لورين، وفرقة جامعة بوردو 3 (فرنسا)، وفرقة الجامعة الأمريكية لبيروت، وفرقة المسرح الجامعي لجامعة بنغازي (ليبيا)، والمسرح الجامعي الملكي للييج (بلجيكا) وجمعية المسرح الجامعي للمنستير (تونس)، وجامعة عين شمس (مصر)، وفرقة بيفويس دو اولافو باسبانيا، وفرقة “فنطازيا” لجامعة الحسن الثاني، وفرقة “أوريبيد” لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وفرقة مختبر ” أمال” للمسرح بجامعة القاضي عياض، ومحترف الفنون بجامعة مولاي اسماعيل، وفضاء المسرح بالمدرسة الوطنية للتجارة والتدبير بطنجة. ليتم الإعلان عن لجنة التحكيم التي تكونت من الباحث والفنان المسرحي والسينمائي المغربي جمال السوسي، والفنان المصري أحمد راتب، والفنانتين المغربيتين نادية العلمي، ولطيفة أحرار، والسوسيولوجي مصطفى شكدالي، والدكتور الدراماتورج يوسف الريحاني. كلمة أحمد راتب اعترف أن المهرجان أعاده إلى الستينيات أيام الثورة، وقال”المسرح غاب عن الساحة بفعل الأمريكان، ولكنه عاد بإذن الله”. لتنطلق طبول العيطة الجبلية لترتقي بالحضور إلى مدارج أخرى من البوح المسرحي.

http://www.alapn.com

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *