السينوغرافيا تطغى على عرض «دراما الشحاذين»

طغت السينوغرافيا على مشهدية العرض في مسرحية «دراما الشحاذين» التابعة لمسرح فرقة بني ياس، رغم تقارب العمل المسرحي الذي قدمت، أول من أمس،

 

في ندوة الثقافة والعلوم، كأول عرض منافس، ضمن فعاليات مهرجان دبي لمسرح الشباب، في دورته السابعة، فيما كانت (التفاعلية الفنية)، عنوان العرض، مثل الملاحظة التي أبداها الإعلامي محمد غباشي خلال الندوة التطبيقية، في مدى إمكانية استثمار مخرج العمل حميد المهري، لعروض سابقة شاهدها، ضمن الفعاليات المسرحية المحلية، مجيباً المهري بالنفي.

وحسب المتابعة الإعلامية للنشاط المسرحي فإن المسرحية حملت روحاً لعروض عدة مثل مسرحية «ألف ليلة وديك» للمخرج مروان عبدالله في دلالات الأقمشة الملونة في العرض، وقد تلاقت إيحاءات الحركة للجوقة الموسيقية مع مسرحية «نهارات علول» للمخرج حسن رجب، ممثلاً ذلك التداخل، وإن لم يكن مقصوداً من قبل المهري، خطوة تفاعلية نحو وعي مسرحي إيجابي، وينبئ عن انفتاح شبابي للتجارب، والبحث عن آليات تراكمية يصوغ من خلالها الشباب عناوينهم الخاصة.

ملجأ مهجور

«دارما الشحاذين» وبالرغم من طغيان السينوغرافيا المبهرة على مشهدية النص وعمق الممثلين في العرض المسرحي، إلا أنها استطاعت تجسيد مسرحية في داخل مسرحية، من خلال توضيح جغرافيا المكان الذي مثل ملجأً للشحاذين في إحدى قاعات العروض المسرحية المهجورة، يحدده إطار زمني في ليلة واحدة شهدت تداعيات الأحداث، بين كل الشخصيات المتباينة في قوة حضور الممثلين المشاركين، والسؤال الأبرز في العرض: بين التمثيل وواقع الشخصيات ومرارة تعاطيها مع صراعاتها الخارجية والداخلية، أين يكمن سر الشفافية في المكاشفة بجعل الشحاذين أبطالاً في دراما الحياة؟ ويظهر التماهي في العرض من خلال بيان (النفس الواحد) بين المشاركين في المسرحية، إلا أن الهارموني بين الصياغة الأدبية للنص والسينوغرافيا بأفرعها كالإضاءة والموسيقى، باتت غير متزنة وواضحة.

دلالات

بالرجوع إلى مشروع مهرجان دبي لمسرح الشباب، خلال الـ6 سنوات الماضية، فإن المطالب الأبرز تركزت نحو أهمية الكتابة عن الهموم الشبابية، باعتبارات أن الفنان المسرحي ابن بيئته، إضافة إلى المناقشة الدائمة حول أهمية امتلاء الخشبة بدلالات أكثر قرباً لمفاهيم الابتكار، والصياغة الاجتماعية، والابتعاد عن مسرح العبث أو التجريد، وما حاول تقديمه المهري، مثل جزءاً من رغبة المخرجين الشباب، في إحداث المفارقة والبحث عن التنويع. واتفق المتابعون لسيرة المهري المتضمنة نحو 23 عملاً مسرحياً، أن «دراما الشحاذين» سجلت تنمية ووعياً مسرحياً مبشراً، سيمثل فيها فريق العمل رافداً نوعياً للحركة المحلية الإماراتية.

ضيوف المهرجان

شارك أبرز ضيوف المهرجان وهم الممثلة الخليجية هدى حسين، وأختها المخرجة نجاة حسين، مجموعة من الباحثين في مجال المسرح والمسرحيين المخضرمين بآرائهم النقدية في الندوة التطبيقية التي تلت عرض مسرحية «دارما الشحاذين» للمخرج حميد المهري، وتأليف بدر محارب من الكويت، معتبرين أن الوجوه الشابة المشاركة تبشر بطاقات منفتحة نحو المسرح، واتفقت الممثلة هدى حسين مع الدكتور محمد يوسف في تركيز المخرج على السينوغرافيا على حساب النص، وتناقض فكرة قتامة الشحاذين مع الألوان الزاهية التي مثلت ألوان الأقمشة المستخدمة، مؤكدين أن الجوقة الموسيقية، كانت روحاً للإبهار أفقدت المتلقي الرسالة الموضوعية من العرض.

القراءة المسرحية

لفت مدير الجلسة النقدية الفنان عبدالله صالح إلى عدة تساؤلات أبرزها: الفنتازيا ودورها في التداخل الملحمي في المسرحية، ومدى قدرة الأسماء الأجنبية في خدمة النص المهموم بالأطروحات العربية، موضحاً بعدها المسرحي يحيى الحاج، أهمية عدم إغفال المخرج درجات الاشتغال على الممثلين، معتبراً أن حميد المهري أبدى تقدماً ملحوظاً في إنتاجه الأخير، ويبقى الدور الأكبر في إدراك كيفية الصناعة المسرحية ومعادلاتها دون طغيان أدوات على أخرى، والاهتمام بشكل خاص على القراءة المسرحية.

 

مشاركة نسائية

نال حضور الممثلة ميرة علي في مسرحية «دارما الشحاذين»، تقدير واستحسان العديد من المسرحيين في المهرجان، معتبرين أن انضمامها للممثلات الشابات، نقطة تفاعلية لتعزيز حضور الدور النسائي في المرحلة المقبلة من الحركة المسرحية في الإمارات، وذلك لما تعانيه الساحة من ضعف للفعل الاجتماعي للمرأة، على مستوى التمثيل والإخراج والكتابة المسرحية، مطالبين ميرة بالاستمرار والوعي تجاه مستقبل مسؤوليتها الفنية.

 

المصدر:

  • دبي ــ نوف الموسى

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *