محاولة لإنقاذ المسرح

لا يمكن إنكار الوضع المزري الذي آل إليه المسرح في الخليج والعالم العربي وتراجعه الملحوظ فأنا أعد الواحدة بعد المليون من الذين رددوا هذه العبارة ولست هنا بصدد البكاء

على الأطلال وتفسير أسباب تراجع المسرح ومحاولة انعاشه المستميتة التي يقودها بعض مجانين المسرح في البحرين على وجه الخصوص إذا كنت أريد أن أتحدث عن واقع ألمسه بشكل متكرر لأكون أكثر مصداقية في طرح رأيي.

فعلى الرغم من هذا التراجع إلا أن هناك من يحاول أن يعيد الحياة إلى المسرح، منهم من تربى على حبه للخشبة من رواد المسرح البحريني والذين تأثروا بالمدارس العربية آنذاك في نظرتهم وشغفهم بالمسرح، حيث تتلمذ أكثرهم على أيدي فنانين منهم من رحل ومنهم من لايزال يتنفس حب المسرح، إلا أن وجود طاقات ومحاولات شبابية في المسرح أمر كفيل ببث روح التفاؤل بمواجهة غبار التشاؤم والتهكم.
فعلى سبيل المثال كان واضحا في مهرجان الصواري المسرحي التاسع -الذي انتهت فعالياته قبل أيام- شغف الشباب الذين شاركوا في الأعمال المسرحية والتنظيم لهذه الفعالية بالمسرح، على الرغم من أن أكثرهم عمل متطوعاً، خاصة في ظل الاوضاع المادية الصعبة التي يعاني منها أي مسرح أهلي يريد أن يقيم مهرجاناً فهو إما بالاعتماد على علاقاته او تدابيره «من هنا وهناك» حتى يستطيع الخروج بمهرجان يحمل حداً أدنى من العروض!
وبالطبع ستتساءلون عن الحل، فأنا كمشاهدة برأيي أنه إذا كان الدعم المادي حالياً لم يتحول لأرض الواقع بعد النداءات الكثيرة التي سبقتني من أجل انقاذ إمكانيات المسارح الأهلية مما هي عليه، فلماذا لا يتم تخصيص قسم أو لجنة رسمية للتسويق لتلك المهرجانات وبالتالي البحث عن أسماء ضخمة لرعاة معروفين من أجل الخروج بأعمال ذات جودة وإمكانية مادية؟ ربما تجود أيدي الرعاة بما لم تجد به الأيدي المسؤولة! مع ضرورة إدراك واستيعاب معنى التسويق بمفهومه العلمي وعدم ممارسته على «بالبركة» كما هو حاصل في الكثير من الجهات!
أتمنى أن تكون فكرتي معقولة لتجد حيزا من التفكير والتخطيط ومن ثم التنفيذ، ونطيل بذلك نفس المسرح الذي ربما يلفظ أنفاسه الأخيرة قبل نشر هذه الأسطر.

 

سكينة الطواش

http://www.alayam.com

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *