عندما يتحول أبو الفنون إلى ‘مقبرة’ للمبدعين!

حاول المخرج السعودي معتز العبدالله تسليط الضوء على أزمة المسرح العربي في عمله الجديد “سيد الجماجم” الذي تم عرضه في إطار مهرجان الصواري المسرحي في المنامة.

ويحاول العبدالله تقديم تجربة مسرحية جديدة تبدأ بالتحرر من “العلبة الإيطالية” (القاعة المغلقة) والخروج بالعرض إلى فضاء أرحب، حيث تتحول الخشبة إلى حوض مليء بالأسماك (كان من المفترض أن يحتوي على الثعابين أيضا لكن المخرج عدل عن الفكرة).

وفي العمل نشاهد الممثلين معتز العبدالله ووهيب الردمان يغرقان ضمن الحوض للدلالة على أن “أبو الفنون” أو صانع الفنانين تحول إلى مقبرة لهم في ظل محاربته من قبل الأنظمة والمجتمع وغياب الدعم المادي والمعنوي.

ويمعن المخرج في نظرته السوداوية تجاه مستقبل المسرح، حيث يقوم أحد الفنانين بالتمثيل خارج الخشبة (الحوض) لتجسيد دور المجتمع او السلطة المتفرج (السلبي) على مسرح يغرق بمشاكله وأبطاله.

ويكتفي العبدالله بالتأكيد على أن عمله الجديد “على درجة من الرمزية لجعل عناصر الاتصال متحققة من خلال تفاعل الجمهور مع العرض عن طريق قربهم واحتكاكهم المباشر وإمكانية التفاعل ستكون عالية من خلال تقديم المشهدية البصرية وتطعيمها بلوحات ميسوغرافية تساهم في إيصال فكرتنا التي نحاول الدوران في فلكها”.

فيما يؤكد مؤلف العمل إبراهيم الحارثي أن “سيد الجماجم” هو “عرض مسرحي يناقش الحياة بكل أبعادها ويناقش بشكل دقيق فكرة التصالح مع الموت، الجامد يخاطب المتحرك، الميت يتحكم في الحي، جملة من المتناقضات تدور في فلك القضية التي نحاول أن نناقشها ونطرحها”.

لكن هذه “المتناقضات” الحياتية التي يتحدث عنها الحارثي تجد صدى كبيرا على خشبة المسرح المعني بهموم المجتمع بالدرجة الأولى، والذي بات يعاني هو أيضا من مشاكل كثيرة تبدأ بالتهميش الحكومي والاجتماعي ولا تنتهي عن نزيف المبدعين إلى أنواع فنية أخرى “أكثر دخلا” كالدراما والسنين.

يذكر أن “سيد الجماجم” من إنتاج فرقة “رموش” التي قدمت عدة عروض ناجحة منذ تأسيسها عام 2002، أبرزها “خلف السنين” و”سبع كفوف” و”النائمون” وغيرها.

 

http://www.middle-east-online.com/


 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *