موسم المسرح المغربي ينطلق بانتظارات مختلفة

مع برنامج جديد للدعم أقرته وزارة الثقافة، انطلق رسميا بالرباط الموسم المسرحي المغربي باحتفالية ترأسها وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي، وعرفت فعاليات تكريمية ولوحة مسرحية لخريجين شباب، وعرضا لمسرحية “دموع بالكحل” التي فازت في الدورة المنصرمة من المهرجان القومي للمسرح، الذي يقام صيف كل سنة بمكناس.

 

ووسط قلق شريحة واسعة من ممارسي أبي الفنون من انحسار الإقبال الجماهيري على العروض المسرحية، وفتور نشاط عدد من الفرق المهمة، وضعف الاهتمام النقدي والإعلامي بالأعمال المقدمة، يراهن البعض على الإرادة التي عبرت عنها وزارة الثقافة في الزيادة من الدعم العمومي  للمسرح، كما ونوعا، في إعطاء دفعة جديدة للفن الرابع في البلاد.

وبالفعل، أعلن وزير الثقافة عن رفع الاعتمادات المرصودة لدعم الإنتاج المسرحي، إلى 10 ملايين درهم، مما يشجع الفرق النشيطة عبر المملكة على مواصلة إنتاج عروضها في ظل عجز الشباك حتى الآن عن توفير إمكانية التمويل الذاتي للممارسة المسرحية، على غرار الوضع الخاص بالسينما المغربية التي تستفيد هي الأخرى من نظام دعم مشابه، مكنها من رفع وتيرة إنتاج الأفلام المغربية لتناهز عشرين فيلما سنويا.

لكن جديد الخطاب الرسمي حول الدعم يتمثل في بلورة مقاربة جديدة لمجهود الدولة في هذا السياق، تتمثل في تجاوز الدعم المادي المباشر للعملية الإبداعية، لتشمل أيضا دعم حركة الكتابة والبحث المسرحيين، وتطوير قدرات المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي وكل العمليات المرتبطة بالإبداع المسرحي من كتابة وإنتاج وترويج الأعمال المسرحية في مختلف مناطق البلاد، عبر مشاريع مضبوطة وجادة.

ويبدو رابع الفنون أحوج ما يكون إلى التفاف جميع الأطراف المتدخلة في تنشيط الفضاء المسرحي، من أجل استعادة بريق المسرح المغربي الذي قدم تجارب متميزة على الصعيد العربي، سواء على مستوى الإبداع على الركح، أو على صعيد الدرس الجامعي والعطاء النقدي.

لكن الكثير من الممارسين للإبداع المسرحي يعتقدون أن الدعم لن يحل مشاكل المسرح المغربي، لأن المشكل يرتبط أيضا بسؤال التلقي والجمهور الذي افتقد شهية الذهاب إلى المسارح بحكم متغيرات عديدة، بعضها إبداعي ومعظمها يتعلق بالمتغيرات الاجتماعية والسياسية الحاصلة.


أنشئ مسرح “أنفاس” عام 2010 ويهدف إلى النهوض بالأعمال الثقافية من خلال المسرح وغيره من ألوان الفنون

إيقاع قوي

وقد انطلقت فعاليات الموسم المسرحي بإيقاع قوي جسدته فرقة “مسرح أنفاس” التي تعد حاليا من أنشط الفرق المسرحية بالمغرب. وقدمت الفرقة مسرحيتها المتوجة في الدورة المنصرمة من المهرجان القومي للمسرح بمكناس “دموع بالكحل” التي ترصد مسارات أربع شخصيات تعيش كل منهاحياة متشظية طافحة بالتوتر، من خلال مونولوغات متداخلة.

هي “حيوات” أربع شخصيات يوحدها التشظي الناجم عن الاصطدام بواقع  فاسد وزائف، فكل شخصية تطالها صدمة من اكتشاف حقيقة مرعبة في حياتها غير ما كانت تحلم به وتعول عليه.

ويرسم النص -الذي كتبه عصام اليوسفي بورتريهات لندى وصوفيا ونورا وأحمد- وهم شخوص أصحاب مسارات غير نمطية يخرجون من رحم الكلمة ويبرزون من المداد الأسود للحكاية، والذي يصبغ دموع هذه الشخصيات من خلال إماطة اللثام عن أحلام مجهضة وجراح خفية.

يذكر أن “مسرح أنفاس” هو جمعية أنشئت في عام 2010 وتهدف إلى النهوض بالأعمال الفنية والثقافية من خلال المسرح وغيره من ألوان الفنون.

http://www.aljazeera.net/

نزار الفراوي-الرباط

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *