«رياح التغيير».. تقرير ساذج

مشروع أكاديمية الشباب للفنون الذي تتبناه وترعاه الهيئة العامة للشباب والرياضة مشروع حيوي يتيح الفرصة لذوي المواهب التمثيلية الكشف عن قدراتهم وصقلها من خلال

مشاريع يشرف عليها مسرحيون متخصصون، ويقدمون نتاج تجاربهم في أعمال مسرحية للجمهور، وتأتي مسرحية «رياح التغيير» التي كتبها عبدالكريم الهاجري وأخرجها عبدالعزيز صفر ضمن هذا المشروع الحيوي، حيث قدمت مساء أمس الأول على خشبة مسرح كيفان على هامش مهرجان المسرح الشبابي الخليجي الذي تستضيفه الكويت هذه الأيام.

غياب الحضور الفني

شاركت في بطولة المسرحية مجموعة من العناصر الشابة التي تمتلك الحماس، لكن معظمها، خصوصا العناصر النسائية تفتقد الحضور على خشبة المسرح، ويبدو أن مخرج العرض انتبه لتلك المسألة، فحاول جاهدا تقليل حوارات تلك العناصر من خلال تقديم مشاهد تعتمد على الغناء، وهو أمر لم يكن أيضا في مصلحة تلك العناصر التي تفتقد الموهبة في الغناء، وهكذا تحمل المخرج عبئا ثقيلا طوال الجزء الأول من العرض، لا سيما أن الحوارات فيه اقتصرت على ثلاثة عناصر نسائية تفتقد الخبرة الكافية وتحتاج إلى المزيد من العمل كي تبرز موهبتها في التمثيل.

فكرة جميلة ولكن

الفكرة الأساسية تناقش الربيع العربي والتغيير الذي حدث في عدد من الدول العربية، وتبرز المسرحية بعض مشاهد المعاناة التي يعيشها العرب وبخاصة الشباب العاطلون عن العمل.

وعلى الرغم من أن الجزء الأول كتب بطريقة ذكية تنم عن موهبة الهاجري في الكتابة وقدرته على اقتناص الفكرة فان توظيف الفكرة لم يخدم العرض المسرحي الذي اعتمد على المباشرة في معظم حواراته.

وفي الجزء الثاني حدث هبوط غريب في العرض المسرحي، اذ اعتمد على مادة سينمائية فيها الكثير من المباشرة والسذاجة والضعف في البناء الدرامي، عرض اشبه بتقرير أو روبرتاج صحفي ساذج جدا، غاب عنه الحس الدرامي.

في ظل غياب الأداء التمثيلي لعناصر العرض المسرحي، وضعف النص الذي افتقد فعلا دراميا حقيقيا حاول المخرج إصلاح ما يمكن إصلاحه من خلال قراءة إخراجية تعتمد على جعل الحوار في منتصف الخشبة، وتوزيع الممثلين الذين يشكلون الشباب العربي وقود الثورة الباحث عن الحرية على جانبي الخشبة، مع استخدام السينما وصالة العرض، لكنه شتت نفسه كثيرا، لأن ذلك لم يخدم العرض المسرحي بأي حال.

«رياح التغيير» تجربة لم تكن في مستوى طموحنا، خصوصا أنها تحمل توقيع اسمين نحترمهما كثيرا، لاسيما المخرج عبدالعزيز صفر الذي قدم العديد من التجارب المسرحية الناجحة والمهمة على صعيد الإخراج.

 

 

عبدالمحسن الشمري

http://www.alqabas.com.kw/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *