ياسر القرقاوي: لا مجاملات في اختيارات «مسرح الشـباب»

كشف المنسق العام لمهرجان دبي لمسرح الشباب، ومدير الفنون الأدائية بهيئة دبي للثقافة والفنون، ياسر القرقاوي، هوية الأعمال التي وقع الاختيار عليها من قبل لجنة

 

المشاهدة، لتتنافس في الدورة المقبلة للمهرجان التي تنطلق أكتوبر المقبل، نافياً أن تكون ثمة «مجاملات» قد تمت في هذه الاختيارات، ومدافعاً في الوقت نفسه عن الكثير من القرارات التي أثارت جدلاً في أوساط الشباب في هذه الصدد.

وأكد القرقاوي في حوار لـ«الإمارات اليوم» أن الدورة السابعة للمهرجان «ستغدو فاصلة ومحورية على أكثر من صعيد، في ظل احتفاء هيئة دبي للثقافة بمرور سبع سنوات على هذا المهرجان الذي رفد الساحة المسرحية بالكثير من الأعمال والطاقات المبدعة، التي شقت طريقها في ما بعد، سواء في مسارح المحترفين، او حتى في الدراما التلفزيونية والسينمائية».

زمن ولى

زمن صناعة أعمال مسرحية تصنع فلا يشاهدها سوى المسرحيين أنفسهم وعائلاتهم وبعض أصدقائهم قد ولى.


دعم

المهرجان رفع حجم دعم المسرحيات المشاركة في مهرجان هذا العام إلى 400 ألف درهم، بواقع 80 ألف درهم لكل مسرحية.


لا إقصاء

إيلاء أهمية بالعنصر المواطن لا يعني أن هناك إقصاء للمواهب العربية المقيمة.

وقال القرقاوي إن «اللغة العربية الفصحى بجمالياتها هي العنوان الجديد لإبداعات الشباب هذا الموسم، بعد أن اعتمدت (الهيئة) قراراً مهماً باستبعاد جميع الأعمال التي لا تلتزم باللغة العربية الفصحى أداة وحيدة للتعبير للمرة الأولى»، متوقعاً أن تكون اللغة العربية «تاجاً يثري إبداعات الشباب الدرامية على الخشبة، وليس عائقاً كما يدعي البعض».

واشار المنسق العام للمهرجان إلى أن «الترجمة إلى الإنجليزية ستكون حاضرة للعام الثاني على التوالي أيضاً في المهرجان، ولكن وفق تقنيات وترتيبات أكثر دقة من الدورة السابقة»، وهو ما جعله يوسع نطاق الدعوة إلى الجمهور غير الناطق بالعربية أيضاً.

ووجه القرقاوي دعوة مفتوحة للجمهور للاستمتاع بالعروض ودعم الأعمال الشابة، متوقعاً أن تحظى العروض بقبول من يلبي الدعوة منهم، مضيفاً «هناك إصرار كبير من قبل هيئة دبي للثقافة والفنون على معيار الجودة، وهو أهم ما يطلبه الجمهور للتواجد الآن، ولو على حساب الكم الذي جعلنا نحتفظ بعدد المسرحيات نفسه في الدورة السابقة وهو خمسة عروض، إذ إن هناك إيعازاً إلى لجنة المشاهدة بهذا التوجه الذي يحافظ على ثقة الجمهور أولاً في الأعمال التي تستوعبها خشبة المهرجان».

وشدد على ان الهيئة ستولي عناية أكبر في المرحلة المقبلة بصناعة مسرحية موجهة للجمهور في المقام الأول، وليس فقط النخبة المهتمة بالمسرح، معتبراً أن «زمن صناعة أعمال مسرحية تصنع فلا يشاهدها سوى المسرحيين أنفسهم وعائلاتهم وبعض أصدقائهم قد ولى، والأولى هو التركيز على أعمال جادة من المجتمع وتخاطب أبناءه».

وحول بعض الجدل الذي أثير عن صعوبات تتعرض لها الفرق بسبب قرار إلزامية وجود 50% من عدد المشاركين بالمسرحية من أبناء الدولة، قال القرقاوي إن سبب البلبلة التي أثارها هذا القرار لدى البعض هو الفهم الخاطئ له بأن الأمر يطبق على كل مجال على حدة، بمعنى انه يجب على أن يكون نصف الفنيين من المواطنين على سبيل المثال، وهذا غير صحيح، إذ إنه لا مانع من أن يكون معظم الفنيين الذين يعجز المخرج وجهة الإنتاج عن توفير العنصر المواطن له من سواهم، على أن يتم تعويض ذلك في مجال التمثيل مثلاً، كما ان هناك تجاوزاً في حدود معقولة بالنسبة للأعمال المسرحية التي تحتمل مجاميع وجوقة كبيرة.

واستغرب القرقاوي الدعوات التي تطالب بالسماح بتجاوزات في ما يتعلق بسن المشاركة، مضيفاً «مهرجان دبي لمسرح الشباب هو مهرجان مخصص لفئة عمرية تصنف على أنها من الجيل الشاب، وفي حال السماح بتجاوز سن الـ35، فإن المهرجان سيفتقد بالضرورة مضمون مسماه، فضلاً عن أن ذلك لن يفيد الساحة المسرحية التي نسعى برفدها بدماء جديدة».

ودعا القرقاوي المخرجين الشباب إلى النزول للشارع، والبحث عن عناصر تفيد أعمالهم، خصوصاً على صعيد الأعمال الفنية، مضيفا «ليس معقولاً أن يتم حجب جائزة مهمة في العمل المسرحي مثل الماكياج كل دورة بسبب عدم وجود من ينطبق عليه شروط المسابقة، رغم أن هذا الفن يمكن الاستفادة فيه من طاقات موجودة فعلاً سواء في التلفزيونات المحلية أو المشروعات السينمائية، أو غيرها».

وشدد على أن اللجنة المنظمة للمهرجان يهمها أيضاً مشاركة المواهب العربية المقيمة التي تسهم إسهاماً مهماً في الحركة المسرحية بالدولة «ولا يعني إيلاء أهمية بالعنصر المواطن بأن هناك إقصاء للمواهب العربية المقيمة، بل على العكس، فالمهرجان استحدث جائزة خاصة لأفضل موهبة عربية، كما أن قرار اعتماد العربية الفصحى من المنتظر أن ينعكس إيجاباً على تلك المشاركات التي تعكس حقيقة التنوع الثقافي في الإمارات عموماً، ودبي بصفة خاصة»، لافتاً إلى أن التوجه الجديد لدى الإدارة يأتي استجابة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التي تدعو إلى دعم اللغة العربية الفصيحة في المجالات كافة، خصوصاً لدى الأجيال الشابة.

وذكر القرقاوي أن مهرجان دبي لمسرح الشباب قد رفع حجم دعم المسرحيات المشاركة في مهرجان هذا العام إلى 400 ألف درهم، بواقع 80 ألف درهم لكل مسرحية، وهو ما يعني أن المسارح المنتجة قد حصلت على نسبة أعلى مما تحصل عليه عادة من مشاركتها بنسبة تقدر بـ30 % هذا العام.

وأكد أن هذا التطور استثنائي في دورة هذا العام، مشيراً إلى أن «الهيئة» في طور إطلاق مشروع مهم من المنتظر أن يغير من واقع النشاط المسرحي في الدولة، مفضلاً عدم الكشف عن تفاصيله في هذا التوقيت.

وصرح القرقاوي بأن المسرحيات التي اعمدت مشاركتها فعلياً في المهرجان الذي سينطلق في الـ19 من شهر أكتوبر المقبل هي «دراما الشحاذين» من إخراج حميد المهري وتأليف بدر محارب وإنتاج مسرح بني ياس، و«وجه آخر» من إخراج حمد الحمادي وتأليف عبدالله ، و«الدومينو» إخراج مروان عبدالله وتأليف طلال محمود وإنتاج مسرح دبي الأهلي، و«أصابع الياسمين» إخراج مرتضى جمعة، وتاليف أحمد الماجد، وإنتاج مسرح الشباب للفنون، وأخيراً «صباح ومساء» تأليف غنام غنام وإخراج سعود عبدالرحيم وإنتاج مسرح عجمان.

 

المصدر:

    محمد عبدالمقصود – دبي

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *