مهرجان الصواري المسرحي للشباب ينطلق هذا الشهر

 

عندما سئل سعد الله ونوس «لم هذا الإصرار على كتابة المسرحيات، في الوقت الذي ينحسر المسرح، ويكاد يختفي من حياتنا» غضب واعتبره سؤالاً استفزازياً، إلا أنهُ صرخ

بهدوء «إننا محكومون بالأمل، وما يحدث اليوم لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ» قال ونوس ذلك وهو مؤمن بأن المسرح «ظاهرة حضارية مركبة، سيزداد العالم وحشة وقبحاً وفقراً، لو أضاعها وافتقر إليها».

هم كذلك يؤمنون بما آمن به ونوس، وهم كذلك محكومون بالأمل، أملٌ أعاد «مهرجان الصواري المسرحي للشباب» إلى الحياة بعد انقطاعٍ دام ثلاثة عشر عاماً، ليعود بزخم شبابي، وبشابٍ وشابات مدفوعين للعمل المسرحي، وللتنافس على خشبة المسرح التي ستوقظها وقع أقدامهم. وبكمٍ كبير من الطاقات المتنوعة من ممثلين، ومخرجين، وفنيين يتقدمون بإصرار شاهرين عروضهم وإبداعاتهم لتُقدم بالشكل المطلوب، ووفق الإمكانيات المتاحة…
بشعار «المسرح يجمعنا» يعود إذاً «مهرجان الصواري المسرحي للشباب» بنسخته التاسعة، والذي سينطلق في شهر سبتمبر الحالي، وقد بادر «مسرح الصواري» بإعادة هذا المهرجان «لضخ دماء جديدة في المسرح البحريني» كما يقول رئيس المهرجان أحمد فردان الذي سألناه حول مجريات الأمور، والإعدادات لهذا المهرجان. 
حول المشاركين قال بأن «هناك عروضا مشاركة من أكثر من مسرح، حيثُ يشارك مسرح البيادر، ومسرح جلجامش، بالإضافة لمؤسسة الجارح للإنتاج الفني، ومركز الشاخورة، وفرقة رموش المسرحية من السعودية، ويشارك مسرح الصواري بخمسة عروض». وأضاف الفردان بأن هناك اختيارا مشتركا لبعض النصوص من قبل الفرق وإدارة المهرجان. وجاءت النصوص متنوعة، كما ستكون العروض متنوعة بين المسرح التراجيدي، والكوميدي، والمونولوج «مسرح الفرد».
وأضاف بأن أغلب النصوص جيدة المستوى «وحالياً هنالك عشرة عروض ستعرض في المهرجان» الذي لم يرفض أية طلبات للإنضمام، إلا أن عدداً أعتذر لظروفه الخاصة، لافتاً لوجود ثمانية عروض بحرينية، وعرضين آخرين من الخارج.
وأوضح فردان بأن شعار المهرجان «المسرح يجمعنا» والفكرة من ذلك جمع الشباب، وإعادة استقطابهم وجذبهم لفضاءات المسرح» وهذا ما يعتبره أحمد هدفاً نجح المهرجان في تحقيقه من خلال انضمام أكثر من ستين شابا وشابة من ممثلين ومخرجين بالإضافة لعدد من الفنيين في مختلف المجالات المتعلقة بالمسرح. لكنه يأسف لهؤلاء الشباب إذا لم يجدوا فرصهم فيما بعد…
وعن المبادرة أوضح رئيس المهرجان بأن مسرح الصواري أقدم على تلك الخطوة «لضخ الدماء الجديدة في المسرح البحريني» مؤكداً أن ذلك لا ينحصر على مسرح الصواري فقط، فقد لا يروق التوجه المسرحي للصواري لبعض هؤلاء الشباب، فتكون أمامهم الفرص للإنضمام للمسارح الأخرى وفق ما يجدون أنفسهم فيه.
وعبر فردان عن سعادته للتفاعل الذي وجده على صفحات التواصل الاجتماعي، واعتبره «تفاعلا جيدا يبعث على التفاؤل، ويدفعني للقول بأن المسرح بخير…» وحول ما يجري خلف الكواليس قال «أتابع «لبروفات» ورغم أن بعض الممثلين جدد، إلا أنني أشعر بأن هناك حالة من التنافس بين هذه العروض».
وتحدث عن المهرجانات في البحرين التي عادة ما تتميز بطابع العرض فقط «مهرجان الصواري هذا يتميز بطابع المسابقة، بمعنى هناك لجنة تحكيم، ومراكز سيتم الإعلان عنها في ختام المهرجان» وتابع بأن لجنة التحكيم مكونة من أصحاب التخصص، الذين ينتمون لمدارس مختلفة حيثُ يشارك في اللجنة المخرج والفنان جمعان الرويعي، والماكير ياسر سيف، والمخرج عامر الخفش، «وهؤلاء لهم خبراتهم الواسعة في مجال المسرح، وقد تعمدنا اختيار لجنة هي في الأصل خريجة مهرجانات مسرحية شبابية».
مدير متابعة العروض من الجانب الفني في مهرجان الصواري المسرحي للشباب، محمد رضوان، قال بأن «هناك نصوصا مشهورة، لكتاب معروفين، وهناك مشاركات شبابية اشترك شباب في كتابتها، بالإضافة لنص يعود لكاتبة شابة مشاركة في المهرجان» وأضاف بأن هناك شبابا يشاركون لأول مرة، بعضهم يمارس التمثيل للمرة الأولى، وأخرون تعتبر هذه المشاركة أولى تجاربهم في المهرجانات. 
وقال رضوان بأن هدف المهرجان أن يمارس الشباب العمل المسرحي، لكتساب الخبرات، بالإضافة لاختبار أنفسهم، ومؤهلاتهم «لابد للإنسان أن يختبر نفسه ليتعرف على السلبيات والإيجابيات، عندها ستكون تجربته الثانية أكثر نضجاً من ناحية قراءة النصوص، ومساحة العرض، وعلاقة المخرج بالممثل»
وأضاف بأن «بعض الشباب لديهم قلق، ولكن نحنُ نعمل على إزالة هذا القلق، ونحثهم على العرض بغض النظر عن مستواهم، لأنك تقيم نفسك فيما بعد العرض، وليس تخميناً قبل العرض. ونعمل على خلق علاقة بيننا وبينهم، ونحدثهم عن تجاربنا دون أن نفرض أنفسنا عليهم، وذلك لنصل بهم إلى مرتقى أفضل» وأكد بأن الثقة هي أهم شيءٍ في التجربة التي يخوضها الشاب «نشدد على أن يكون واثقاً من نفسه، فقد يكون الإنسان موهوباً ويفتقد الثقة، وما أن يجرب حتى يكتشف نفسه» كما يضيف لها المزيد عبر الإحتكاك بتجارب الآخرين والتعرف عليها، من خلال المشاركة.
رئيس اللجنة الإنتاجية والتجهيزات الفنية، أسحاق عبد الله أكد على جهوزيتهم للمهرجان الذي سيقام في سبتمبر الجاري، حيثُ ستكون الديكتورات بسيطة وخفيفة، معللاً ذلك «الديكورات الضخمة تأخذ وقتاً لا يسعنا تقديمه» وألمح إلى عدم وجود أية صعوبات تذكر بالنسبة للأمور الإنتاجية والفنية.
ويضيف أسحاق بأن الميزانيات المرصودة للأمور الإنتاجية والفنية يتم التكيف معها، مؤكداً «نحن في مسرح الصواري متمرسون على إدارة مثل هذا المهرجان» وقد تم تخصيص ميزانية لهذا المهرجان، «وهي ليست بالميزانية الضخمة».
ويشارك مسرح جلجامش بمسرحية “لعبة الغضب” إخراج عبد الرحمن فقيهي، كما تشارك مؤسسة الجارح للإنتاج الفني بمسرحية “العربة” تأليف وإخراج طالب الدوس. أما مسرح البيادر فجاءت مشاركته بعنوان «اسكت ولا كلمة» من تأليف وإخراج عبد الله الدرازي، كما يشارك مركز الشاخورة بمسرحية «أنا الجاني» تأليف عبد الحسين مرهون، وإخراج علي بدر. ويشارك مسرح الصواري بخمسة عروض منها مسرحية «الزومبي” تأليف عبد الله السعداوي، إخراج عيسى الصنديد، ومسرحية “النافذة” تأليف عبد الله السعداوي كذلك، وإخراج ياسر القرمزي، و “قفص مريم” تأليف دلال عبد الله، وإخراج محمود العلوي، بالإضافة لمسرحية “لمن يهمه الأمر” تأليف وليد إخلاص، إخراج حسن ماجد. كما تشارك مسرحية “رحلة عمر” تأليف إبراهيم خلفان، إخراج حسن الماجد. ومسرحية “الرحيل” تأليف نواف يونس، إخراج محمد شاهين.
يذكر أن «مهرجان الصواري المسرحي للشباب» يعود للمشهد الثقافي والمسرحي في البحرين بعد أنقطاع دام ثلاثة عشر عاماً حيثُ ابتدأ في العام 1993، وأخذ في الاستمرار لثماني دورات متتالية حتى العام 2000.
ويعد المهرجان من أوائل المهرجانات المسرحية التي أعطت وتعطي للطاقات الشبابية فرص عرض إبداعاتها في البحرين. ويأتي المهرجان هذا العام برعاية «وزارة الثقافة». وهو أول نتاجات إدارة الصواري الجديدة.

 

سيد أحمد رضا

http://www.alayam.com

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *