علي سالم: المسرح في مصر مثل العنقاء يموت ويحيا من جديد

يجوز عليه نعت إثناسيوس العصر، عرف عنه الصمود والوقوف ضد التيار قيل فيه المثل الشهير «اثناسيوس ضد العالم» وفي حال انتفاء الغضاضة من

عصرنة هذا المثل فلا جناح إن قلنا المثل مع بعض الاستدراك «علي سالم ضد العالم» ضد الظلاميين وأولي الصولجانات الجيلاتينية، والسيوف الخشبية ضد المثقفين المشعوذين وصناديد صندوق الدنيا، وهذه الجرأة التي سيم بها والتي جلبت عليه مضايقات كثيرة، هي التي صنعت منه شخصية جدلية ذات كاريزما آسرة. وقد حصلت منه «اليوم» على هذه «الفضفضة» في زمن تخطى كثيراً فنجان قهوة في أحد فنادق حي المهندسين بالقاهرة، والسبب كان يكمن في بشاشته التي لا تفارقه وكلماته الساخرة التي تطعم الحديث بين الفينة والأخرى لتكسبه نكهة الكوميديان المميزة التي تشهد بها أشهر أعماله المسرحية طراً «مدرسة المشاغبين».
> من يستهويك من الكتاب السعوديين؟
>ـ كثيرون.. وعلى سبيل المثال لا الحصر: عبدالرحمن الراشد ومشاري الزابدي وعادل الطريفي وطارق الحميد.
> .. ومن المصريين؟
>ـ جمال ابو الحسن وعمرو الزنط.
> هل هذه الاختيارات وفقاً لمعايير.. بصيغة أخرى: ما نوع الكتابة التي تروق لك؟
>ـ أهم شيء عندي في الكتابة ليس أن تكون صحيحة أو منطقية ولكن أن تكون ممتعة، الكتابة فن يتناول أفكارا، والأفكار بطبيعتها شيء ثقيل الدم وفي متناول الكثيرين، وهنا تصبح اللوذعية في الإمتاع.. وإذا افتقرت الكتابة الصحفية لجمالالأسلوب عند تناول أي فكرة فليس هناك داع للكتابة بالأساس.
> هل هناك مشروع عمل أدبي تعكف على إتمامه حالياً؟
>ـ لا.. أحياناً تراودني فكرة أن أقوم بعمل عروض مسرحية، لكن المسرح يتطلب قدرا عالياً من المجهود لا يتواءم مع صحتي وسني.
> متى ينتهي عصر اضمحلال المسرح في مصر؟
>ـ المسرح في مصر مثل العنقاء يموت ويحيا من جديد.. اذكر جملة قالها ول ديورانت «يزدهر المسرح في فترات العز القومي». وهذا غير متوافر حالياً.
> كمسرحي مخضرم.. كيف تأتي شرارة الإلهام في الكتابة المسرحية؟
>ـ سأفاجئك، كنت في البداية أقول انها لا تتأتى من المؤلف وإنما من الممثل لأنه يلهم المؤلف.. لكنني مؤخرا اكتشفت أن المسرح يبدأ عند المشاهد.. المسرح فكرة تبدأ داخل عقل المشاهد.. هو الذي يحيي ويميت المسرح، فعندما تكتب روايةفي الواقع أنت لا تكتب رواية واحدة وإنما هناك روايات بعدد قراء الرواية، لأن كلا منهم يصنعها في عقله.. والمسرح المصريفي وعكة صحية؛ لأن الذي يذهب إلى المسرح لابد أن يكون آمناً على حياته.
> أي حصار أخنق، الحصار على غزة أم على علي سالم؟
>ـ «يضحك» أنا حالياً غير محاصر بشدة.. ثم أشياء تفرضها أفكاري.. أنا أكتب في صحيفتي الشرق الاوسط والمصري اليومبانتظام.. لذلك فصلتي بالمجتمع من خلال نافذة الصحافة فقط.. لكن الصحافة ليست عملي الأساسي.. أنا مهندس صواريخ وتم تعييني قسراً سباكاً وعلي أن أرضى بهذا العمل وأتقنه.. إنما أنا «مسرحجي» ومن يرغب أن يكسب في ثواب يساعدني على عمل مسرح وللأسف لا يوجد أحد يفكر في ذلك.

 

http://www.misrday.com


شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *