برعاية “الشبيبة” إعلاميا … الجمعية العمانية للمسرح تفتح باب الحوار مع المسرحيين

– محمد بن سيف الرحبي: شعارنا خلال المرحلة الحالية هو “نعمل لنرحل، فيأتي المسرحيون بعدنا لبناء جمعيتهم الجديدة على أسس علمية سليمة”

 

 

– صالح زعل: يمكن وصف النشاط المسرحي فيها بأنه معدم، والسبب يعود إلى عدم وجود المقرات وصالات العروض، بخاصة أننا مقبلون الآن على مهرجان المسرح العماني

– عبد الغفور بن أحمد البلوشي: طموحاتنا أكبر من الحاضر،أمنياتنا كثيرة،وطموحاتنا كبيرة ،فالجمعية ملاذ للفنانين المسرحيين،حتى يستطيعوا من خلال هذه الجمعية أن يعبّروا عن مشاعرهم ومكنوناتهم وما يتطلعون إليه للمستقبل

– خالد الضوياني : ما يهمنا الآن أن نستمع إلى المسرحيين، لنعرف ماذا يريدون من الجمعية، لذلك أجد أن اللجنة المؤقتة مستمعة أكثر منها مبادرة

– هود الهوتي :حسب المعطيات الحالية ، أرى أن الجمعية العمانية للمسرح تحتاج إلى تكاتف من جميع الفنانين ، وأن تكون هناك وقفة صادقة من الكل

 

 

 

في أجواء لامست الجو العائلي المفعم بالإيمان الصادق لمن لديه حس الموهبة، وبرعاية إعلامية من صحيفة “الشبيبة”، امتلأت قاعة “قصر الأمراء” ليلة أمس الأول بفنانين مسرحيين ومخرجين وفنيين في احتفال نظمته الجمعية العمانية للمسرح برعاية مستشار وزارة الشؤون الرياضية سعادة م. خلفان بن صالح الناعبي.

 

في بداية الاحتفالية ألقى نائب رئيس الجمعية المؤقت محمد بن سيف الرحبي كلمة الجمعية، ثمن من خلالها دور صحيفة “الشبيبة” في رعاية الحفل وجهودها السباقة في دعم المواهب المسرحية قائلاً: “إنني سعيد بوجودي معكم الليلة في حدث مسرحي جميل، لأجد نفسي متورطاً في الوقوف على عتباته، فالمسرح هو مسرح الجميع ومرحباً بكم، حيث أمامنا الآن المهمة الأكبر، وهي أن نضع نصب أعيننا كيف يجب أن تكون الجمعية العمانية مستمرة بعطائها وإنجازاتها، ومن خلال الأشهر المقبلة، أمامنا مرحلة تأسيس مهمة، فجاءت أمسيتنا اليوم كجزئية سابقة لما نظمته الجمعية العمانية سابقا في شهر رمضان، وأشكر صحيفة “الشبيبة” لوقوفها ورعايتها لهذا الحفل، وأشكر قصر الأمراء لاستضافته الحفل”.

 

ولأن المناسبة تخص المسرح، وفي الجهة المعنيّة به، ولأن الحدث يقدّم المسرح، فقد كانت الأجواء العامّة التي صاحبت ما قبل بدء الحفل وحتى بدئه بمثابة خلية أداء مسرحيّ عام، بدأت من خلال ما يتبادله الحضور من حوارات متداخلة بين المسرح وهمومه، والثقافة المسرحية المرتبطة بكون الكل مهجوس بدراماه وإنتاجها، فضلا عن أسئلة الحاضر والمستقبل، وما بينها يدور حديث المضيذ والاستمرار، كما أن واقع الرواد والمؤسسين في بيئة المسرح المحلّيّ كان حضورا، يتبادلون حوارات أخوية وفنية على طاولات مستديرة مختلفة، هناك حضر الفنان القدير صالح بن زعل الفارسي، والفنانة القديرة أمينة بنت عبدالرسول خميس، والفنان القدير عبدالغفور بن احمد البلوشي، والفنانة القديرة شمعة محمد، كما حضر أيضا الفنانون الذين كانوا وجوه رمضان في الشاشة في (ود الذيب 2) و(نظر عيني)، إضافة إلى فنانين من الجيل الشاب والجيل الذي قبله، كل هذه الأجواء وغيرها تأصلت في ذلك المساء في قاعة (الأمراء)، وانبنى المسرح على خطابه بين المعنيين به، والمشتغلين فيه، والبانين طموحات جمة على ضفافه.

 

الحفل شهد عددا من الفقرات، بعضها أخذ جانب الشعر الذي نادت به حنجرة مسرحية، أما المشاهد التمثيلية المسرحية فقد أداها مجموعة من المواهب التي شاركت في ورشتين مسرحيتين تبنتهما وزارة الشؤون الرياضية، ومن خلال الجمعية العمانية للمسرح، حملت تلك المشاهد مناخات عكست المستويات الفردية للمثلين والممثلات المواهب، التي تنوعت في أعمارها السنّيّة ما بين الصغيرة والشابة، وكان نتاج تلك الاسكتشات ابتسامات وضحكات ارتسمت على وجوه الحضور؛ في حين كان المشهد التمثيلي الصامت عاكسا لمناخ تدريبي حركي، الهدف منه بناء علاقة تأسيسية بين قدرة الجسد والتعبير المتصلة به على إيصال رسالة بصرية عبر الأداءات الفردية؛ وقد تم تكريم تلك المواهب التي صعدت على خشبة المسرح بعد ان كانت في ظل الحلقة المسرحية، تتلقى التعليمين، النظري والتطبيقي، بعيدا عن عيون المشاهدين، فكيف الحال وهي تعرض أمام أجيال مختلفة من المسرحيين العمانيين؟ تلك كانت حكاية التكريم التي يضع على عاتق جميع من استلموا الشهادات مسؤولية الاستمرار، وعدم التوقف عند زاوية (الحلقة التدريبية فحسب)..

 

بعد حفل التكريم، تمت دعوة الحضور إلى تناول وجبة العشاء التي تم إعدادها خصيصا لهذه التجمع المسرحي..

بعد تناول العشاء، عمل مجلس الإدارة المؤقت في الجمعية العمانية للمسرح على فتح باب الحوار بينه والمسرحيين، من مختلف الأجيال في البيئة الفنية العمانية، من أجل تلمّس طريق الحلم المستقبلي، الذي يفترض المجلس المؤقت أن تأسيسه ينبني على ما يريده المسرحيون من الجمعية وليس العكس، فدارت حوارات مختلفة، حوارات تناقش حال المستقبل، وحال الحاضر، وما ينبغي أن يكون عليه الوضع في الـ “ما بعد” ..

 

المسرحيون، من حضور التظاهرة الرمضانية الاجتماعية، إلى الجيل الشاب الذي مثّل بعد أن أعلن خروجه من دائرة الحلقة التريبية إلى فضاء التمثل أمام الجمهور، جميعهم يلتقون تحت سقف الرأي المسرحي، الكل أبدى رأيه، “الشبيبة” كانت هناك.. تنقل تلك الرؤية والرأي والصورة..

 

تأسيس النهوض

محمد بن سيف الرحبي نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للمسرح المؤقت أكد على دور المجلس المؤقت بقوله: نعمل حاليا على التحضير لانتخابات مجلس إدارة الجمعية، وذلك من خلال فرز أسماء أعضاء الجمعية للوصول إلى من لهم الحق في التصويت خلال الانتخابات المقبلة. ونعمل حاليا على وضع لائحة للجمعية تكون محايدة وبعيدة عن الأهواء الشخصية التي أضرت بالجمعية خلال الفترة الفائتة، فنحن لا ننوي البقاء في مجلس الإدارة أو الترشح للمجلس المقبل، بقدر ما نطمح إلى تشكيل مسار صحيح تسير عليه مجالس الإدارات المقبلة، وذلك من أجل النهوض بالجمعية العمانية للمسرح. وشعارنا خلال المرحلة الحالية هو “نعمل لنرحل، فيأتي المسرحيون بعدنا لبناء جمعيتهم الجديدة على أسس علمية سليمة”.

 

وأضاف الرحبي: إننا نسعى إلى الخروج من دائرة أعضاء مجالس الإدارات غير المؤهلين علميا، أو أصحاب المستويات التعليمية دون شهادة البكالوريوس، وذلك من أجل النهوض بمستوى الجمعية، حيث إن أعضاء مجلس الإدارة يمثلون المسرحيين العمانيين في الاحتفاليات الدولية، لذلك يجب أن يكونوا مؤهلين لهذا العمل، فالشخص المتعلم أكثر قدرة على التعامل مع المواقف المختلفة.

 

ونوه إلى أن المسرح العماني لم يؤسس على الجماهيرية واستقطاب المشاهدين، فهو عمل اجتهادي فردي، لم يؤسس من قبل مؤسسات مستقلة، لهذا نسعى خلال المرحلة المقبلة إلى تأسيس رؤية مسرحية صحيحة، يمكن العمل من خلالها على النهوض بالمسرح العماني، ووضعه في مصاف المسارح العربية الكبرى.

 

تضافر الجهود

الفنان القدير صالح زعل الفارسي كان موجودا كعادته في مثل هذه المناسبات التي يكون المسرح فيها بطل الموقف، يقول: هذه بادرة طيبة من الجمعية العمانية للمسرح والمعنيين بالجانب الفني فيها، على تجميع الشباب المسرحيين، ونتمنى أن تتكرر، وأن تتفعل على أرض الواقع مستقبلا من خلال أعمال مسرحية مقبلة.

 

وحول رأيه في الاسكتشات المسرحية التي تم تقديمها بوصفها نتاج دورة مسرحية من تنظيم الجمعية ورعاية وزارة الشؤون الرياضية أكد بالقول: هذا شيء جميل ومميز، خاصة وأن الحلقات المسرحية هي التي تساعد على اكتشاف المواهب التمثيلية والطاقات عند الشباب؛ لأن الحلقات هذه هي التي تعمل على تفعيل استمرارية المسرح على مدار العام، وهذا شيء ضروري، ونتمنى من المخرجين المسرحيين المتخصصين المبادرة إلى عمل حلقات تأهيلية وتدريبية من هذا النوع، وما رأيته اليوم يعكس الحماس لدى الشباب على تقديم مواهبهم عبر المسرح، ولكنهم يبحثون عمّن يهتم بهم، ويحفزهم، ويعتني بهم، ويبرز مواهبهم وقدراتهم، لذلك نحن نتمنى التوفيق للجمعية، ونتمنى أن تفعّل الجمعية نشاطها بصورة مستمرة.

 

وحول مرئيته لدور المسرح في المحافظات الأخرى في السلطنة قال: المسرحيون في المحافظات قد تكون لهم ظروفهم الخاصة التي لا أعرفها بشكل دقيق، ولكننا في المجمل لدينا أكثر من 30 فرقة مسرحية، المشكلة هي أنه لا يجمع هذا الزخم العددي مقر، والمفترض أن يكون لكل محافظة مقر مسرحي، وصالة عرض مجهزة بكل ما تحتاجه صالات العرض المسرحية المتكاملة، تخيل أنه لا توجد لدينا في مسقط صالة عرض بمواصفات تتناسب مع العروض المسرحية، لذلك يكرر الشباب المسرحيون رواية مأساتهم المتعلقة بعدم وجود مقر، وبالتالي فنحن نتمنى من الجهات المعنية، دعم هذه الفرق، دعما ماليا وماديا ومعنويا، حتى يظل النشاط المسرحي مرئيا وملموسا وموجودا طوال العام، مقارنة بالفترة الحالية، التي يمكن وصف النشاط المسرحي فيها بأنه معدوم، والسبب يعود إلى عدم وجود المقرات وصالات العروض، بخاصة أننا مقبلون الآن على مهرجان المسرح العماني، لذلك نتمنى أن تتضافر جهود الجميع، لإبراز دور المسرح، سواء على مستوى الفرق الأهلية أو تلك التابعة للجهات الحكومية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

مآزرة.. واستمرارية

“بالنسبة للمستقبل من خلال مرئيات الواقع الذي نعيشه الآن هو مستقبل مجهول”، هذا هو واقع الحال الذي علق عليه الفنان القدير عبدالغفور بن أحمد البلوشي، ولكنه استدرك: لكن الموجود في الحاضر الذي نلمسه على أقل تقدير، هو مبشر للمستقبل، وطموحاتنا أكبر من الحاضر، وأمنياتنا كثيرة، فالجمعية ملاذ للفنانين المسرحيين، حتى يستطيعوا من خلال هذه الجمعية أن يعبّروا عن مشاعرهم ومكنوناتهم وما يتطلعون إليه للمستقبل، والتغييرات التي حصلت في الجمعية لها تأثير كبير على نشاطها واستمراريتها، ويهدد بقاءها، والفنانون يستشعرون بهذا الوضع، كما أن الجمعية بوقوفها هذا يعني رغبتها في استمراريتها، الإدارة الحالية صحيح أنها مؤقتة، ولكننا نتمنى من جميع الفنانين مآزرة هذه الإدارة المؤقتة، والوقوف معها، ليس الموضوع شخصيا، بل اجتماعي، ويهم المجتمع، ونجاح الجمعية هو نجاح للفنانين، وليس نجاحا لفرد محدد أو مسمى إداري محدد، وعلى الفنان أن يؤمن بأن الجمعية له هو، ورديف لما هو موجود في الجهات المختصة، وعلى مجلس الإدارة والفنانين أيضا أن يعوا أن الجمعية رديفة ومساندة لجهات الاختصاص الرسمية، سواء على مستوى وزارة التراث والثقافة، أو زارة الإعلام، أو الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، فهذه الجهات لها علاقة بالمسرحيين والفنانين العمانيين في مجالَي الدراما والمسرح،

 

وهذه الجهات المختصة تحتاج إلى من ينفذ أعمالها التي تدور في دائرة اختصاصها، والجمعية هي أفضل ما ينفذ هذه الأعمال ويقوم بدوره من خلالها، وهي تساعد الجهات المختصة على تفعيل وتطوير الحراك المسرحي، من خلال بناء ومد جسور تواصل طيبة مع جميع المسرحيين والفرق المسرحية الأهلية ومع المسارح الأخرى مثل المسرح المدرسي وفرقة المسرح في جامعة السلطان قابوس ومسرح الكليات التطبيقية، كلها ينبغي أن تأخذ مكانها ودورها المجتمعي من خلال العلاقة التي تربطها الجمعية مع جهات الاختصاص التي تحتوي تلك الكوادر المسرحية، فنحن نبني آمالنا وطموحاتنا من خلال عدم وقوفنا ساكنين، على الرغم من وجود ركود حالي فني درامي ومسرحي، في الوقت الذي نتمنى فيه أن يكون لدينا حراك مستمر، والحراك لا تفعّله الجهات الرسمية، بل مفعّلُه الأساسي هو الفرق الأهلية من ناحية، والجمعية من ناحية أخرى، ونحن نتمنى التوفيق للجمعية، ونشكرها على إقامة مثل هذه الاجتماعات والتجمعات، التي تجعلنا نلتقي في المهتمين بالمسرح والمعنيين به والمشتغلين له وفيه.

 

وحول حضوره المسرحي والدرامي قال: في العام الفائت كانت لي مسرحية اسمها (زهرة)، وهي من إخراجي وقدمتها في الهواء الطلق في إحدى الحدائق، كما كان لديّ مشاركة في مسلسلين، ولكن في العام الجاري ليس لديّ شيء، لا في المسرح ولا الدراما، ولكن هناك تعاون مع فرقة مسرح الشباب في مسقط، ولدينا حاليا استعدادات من خلال نصوص موجودة تتم قراءتها، وربما سيتم تنفيذها خلال العام الجاري، وكما أنني مشارك معهم في حلقة مسرحية، ولديّ اهتمام بالتنظير المسرحي والكتابة المسرحية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

نحن مستمعون

أما الفنان خالد الضوياني من فرقة الرستاق المسرحية وعضو مجلس الإدارة المؤقت المكلف بتسيير أعمال الجمعية العمانية للمسرح إلى حين فترة الانتخابات، فقد تحدث حول الأحلام التي يحملها مجلس الإدارة المؤقت من أجل الجمعية لتأسيس مرحلة مقبلة :نريد أن تكون الجمعية في الفترة المقبلة بيتا حقيقيا للمسرحيين كلهم، يحتضن الكوادر والطاقات والمبدعين والمهتمين بالمسرح، سواء على مستوى الإخراج أو التمثيل أوالسينوغرافيا أو الديكور أو الإضاءة أو كتابة النصوص، لنكوِّن قاعدة مسرحية تُكمِل ما قام به السابقون، من أجل تقديم الأفضل، وتمثيل المسرح العماني سواء في الخارج أو الداخل، بأن يكون تمثيلا لائقا، تعكس مقام ومكانة المسرح في عُمان.

 

وفي سؤال لـ “الشبيبة” حول مرئيات المجلس المؤقت المتعلقة بخطة انتشار للجمعية على مستوى المحافظات والولايات الأخرى قال الضوياني: مختلف الأفكار مطروحة على طاولة النقاش، ومن بينها أن يكون هناك مكاتب معينة للجمعية في بعض محافظات السلطنة، ولكنها أفكار تطرح ويتم تداولها ومناقشتها، ما يهمنا الآن أن نستمع إلى المسرحيين، لنعرف ماذا يريدون من الجمعية، وما الذي يأمله المسرح العماني من خلال شخوص المسرحيين من الجمعية، لذلك أجد أن اللجنة المؤقتة مستمعة أكثر منها مبادرة، ومن خلال ما تستمع إليه تضع الرؤى والأفكار المستشرفة لمستقبل المسرح في عُمان.

 

وحول ما إذا الاستماع والإنصات يتم من خلال حوار مباشر أو عبر وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي المعاصرة مثل التويتر والفيس بوك أوضح الضوياني أن: اللقاءات الحالية مباشرة مع المسرحيين، وقد قمنا بعمل لقاء مع المسرحيين والمهتمين والعاملين في الحقل المسرحي في محافظة ظفار، من رؤساء الفرق المسرحية إلى الممثلين وغيرهم من شرائح العمل المسرحي، وصولا إلى المهتمين بالشأن المسرحي، ولقاء الليلة هنا هو الثاني الذي يجمع المجلس المؤقت للجمعية مع المسرحيين، ونأمل أن نخرج برؤى ونقاط وأفكار تساعد على النهوض بمسرحنا وإعادته إلى واجهة المنافسة، ويحدونا أمل بأن يعود المسرح إلى سابق عهده وأن يكون في المستوى الأفضل دائما.

 

وعلى المستوى الشخصي، وما يحضّر له الضوياني خلال الفترة المقبلة أجاب: فرقة الرستاق المسرحية تعكف حاليا على تقديم عمل مسرحي كوميدي خلال عيد الفطر المبارك، في ثاني وثالث ورابع أيام العيد، ستكون لدينا مسرحية وستعرض على مسرح كلية العلوم التطبيقية في الرستاق، بمعدل ثلاثة عروض متتالية، ولدى الفرقة خطة ثابتة سنويا، وهي تقديم ثلاثة عروض للصغار في عيد الفطر، وثلاثة عروض للكبار في عيد الأضحى، ولكننا في هذا العام سنقدم عروضنا المسرحية الثلاثة للكبار في عيد الفطر، وسيكون عنوان العمل (يا فرحة ما تمّت)؛ أما على مستوى التلفزيون فحاليا أنا مشارك في المسلسل التلفزيوني الرمضاني (نظر عيني)، الذي يعرض على شاشة تلفزيون السلطنة، تأليف سعيد عامر وإخراج يوسف البلوشي، وأتوقع أن المسلسل حصد إقبالا جماهيريا جميلا، وإن كنا نتمنى أن يكون توقيت عرضه في فترة مناسبة؛ لأنه يعرض حاليا في فترة متأخرة ليلا، ومتزامنة مع صلاة العصر نهارا.

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

محاورة.. ونقاش

هود الهوتي هو أحد كُتّاب الدراما في السلطنة، وعلى صلة وثيقة بالمسرح وأهله، وهو يرى أنه “بحسب المعطيات الحالية، أرى أن الجمعية العمانية للمسرح تحتاج إلى تكاتف من جميع الفنانين، وأن تكون هناك وقفة صادقة من الكل، بحيث إن يكون هناك محاورة ونقاش للرقي وتطوير هذه المؤسسة المجتمعة، من أجل صنع خشبة مسرح في السلطنة، وبحيث نرتقي لكي ننافس الدول المجاورة، ونتمنى وجود دعم مالي لهذه المؤسسة، وبالتالي لا بد من تجسيد طموحات الشباب إلى واقع، فهناك طموحات كبيرة، والمواهب تحتاج إلى صقل من خلال الدورات والحلقات التدريبية، وهو دور مأمول من الجمعية، وستؤتي هذه الدورات ثمارها، من خلال استقطاب محاضرين مهتمّين معنيين في المسرح، لإعطاء وقواعد ومبادئ المسرح.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

بداية .. مع الكبار

يقول الفنان الشاب جلندي بن محبوب البلوشي: هذا هو العام الأول الذي نشارك فيه مع الجمعية العمانية للمسرح، وجميعنا مبتدئون، وقد استطعنا تطوير مهاراتنا المسرحية من خلال النصائح والتوجيهات التي حصلنا عليها من قبل الفنانين عبدالله شنون وخالد الوهيبي، اللذين حرصا كل الحرص على تدريبنا ووضعنا على طريق الفن المسرحي الصحيح. وقد شرحا لنا خطط واستراتيجيات مسرحية تؤهلنا لنقل مهاراتنا الفنية خلال المرحلة المقبلة – بإذن الله-.

 

ويضيف الجلندي: إن التشجيع والمآزرة التي نجدها من قبل الجمهور العماني العاشق للمسرح هما الدافعان المحركان لنا في مشوارنا الفني الذي بدأناه بالفعل، ولكننا نطمح إلى دعم على المستوى الرسمي، من قبل الجهات الحكومية المعنية بالفنون المسرحية، حتى نستطيع الارتقاء بالفن المسرحي العُماني في المستقبل.

 

وأشار إلى أن التقاء الفنانين الشباب بالفنانين الكبار في السلطنة من خلال فعاليات مشابهة بالتي نحن فيها الآن، يعد من أكبر الحوافز التي يمكن تقديمها إلى الفنانين من جيل الشباب، خاصة وأن الفنانين الكبار لا يألون جهدا في تقديم الدعم للجيل الصاعد.

 

عودة الروح

تقول الفنانة شمعة محمد إحدى نساء الزمن الجميل في تاريخ المسرح العماني: نستطيع الآن أن نقول عادت إلينا روحنا مرة أخرى، ونشكر معالي وزير التنمية الاجتماعية على قراره الصائب بتشكيل مجلس إدارة مؤقت للجمعية العمانية للمسرح، الذي يعمل على الإعداد لانتخابات مجلس إدارة دائم، بحيث تعمل الجمعية إلى جانب وزارة التراث والثقافة المعنية بالجوانب المسرحية العمانية على الارتقاء بالفنانين المسرحيين العمانيين، وتأثيث قاعدة فنية قوية من الوجوه العمانية الشابة، مدعومة من نجوم المسرح العماني القدامى، للنهوض بالفن المسرحي خلال المرحلة المقبلة.

 

ولأول مرة يجتمع الفنانون المسرحيون المؤسسون للفن المسرحي في السلطنة، من أمثال الفنان الكبير صالح زعل وسعود الدرمكي وسالم بهوان والزميلة أمينة عبدالرسول في فعالية لدعم الفن المسرحي، وأنا أتوجه إليهم جميعا بالشكر على ما قدموه من دعم ومساندة للفنانين المسرحيين الشباب. وكذلك أشكر وزارة الشؤون الرياضية على الحلقة الفنية التي قدمتها للشباب المسرحيين.

 

وأضافت: نحن كمسرحيين عمانيين في حاجة إلى خشبة مسرح نقف عليها، ونقدم أعمالنا إلى الجمهور العماني، فمن غير المنطقي أن نبحث عن تطوير المسرح العماني ونحن لا نملك خشبة مسرح.

 

الدافع.. والموهبة

أما الفنان الشاب أشرف بن علي الجوابري فيؤكد على أن “هذه الفعالية بالنسبة لي تعتبر من أكبر الفعاليات التي شاركت فيها خلال مشواري الفني؛ لأنها تتبع الجمعية العمانية للمسرح، والتي أعتبرها بمثابة بيتي الثاني الذي أعتز به كثيرا، حيث إنني أقوم بالتمثيل على خشبة المسرح منذ الصغر، إلى أن التقيت الفنان عمار آل ابراهيم الذي منحني الفرصة الفنية التي طالما بحثت عنها، حيث أعطاني دورا في مسلسل “المال للعيال”، الذي أعتبره من أهم الأدوار التي قمت بها على الإطلاق. وهذا اليوم أعتبره بمثابة الدافع الأكبر على استكمال المسيرة الفنية، خاصة بعد الدعم الرائع الذي وجدته من فنانينا الكبار الذين حرصوا على الحضور لتقديم الدعم والمساندة لنا كشباب صاعد في المجال المسرحي.

 

وأضاف أشرف: لقد أسست فرقة أصدقاء النور لتنظيم الحفلات، وقمنا بتقديم مجموعة من الفعاليات التطوعية في عدد من الكليات والجمعيات الخيرية، وهو ما ساهم بشكل فاعل في صقل موهبتي الفنية المسرحية.

وأشاد أشرف بالدعم والمساندة من قبل النجوم المسرحيين العمانيين للشباب الذي ما زال يتحسس طريقه الفني المسرحي.

 

 

شكر.. ودعم

وقد عبرت الموهبة الصاعدة ليلى بنت مراد البلوشية عن سعادتها بدورها المسرحي الذي مثلته كنتاج للحلقة المسرحية التي شاركت فيها، قائلة: “إنها تجربة جميلة لي في الجمعية، فأنا عضوة فيها، وسعيدة بهذا الدور الذي قدمته الذي كان يمثل الأخت التي تدخل على أخيها فتجده مرتديا البشت، فتنزعج منه وتحاول ردعه عن ارتدائه، وأضافت: يسعدني أن أشكر صحيفة “الشبيبة” على احتضانها هذا الحفل، وأتمنى أن يزيد الدعم لنا في المستقبل”.

 

إنماء موهبة

بينما الموهبة المسرحية لميس بنت مراد البلوشية، وعلى الرغم من صغر دورها، إلا أنها أضحكت الحاضرين، وهذا دليل على قدرتها في إقناع من يشاهدها على انها تمتلك طاقة تمثيلية جيدة، وقد عبرت عن فرحتها بنجاحها في تجربة المسرح في هذه الاحتفالية الذي نظمته الجمعية بالقول: يسعدني أن أشكر كل من ساهم في دعم هذا الحفل؛ لأن المواهب المسرحية الجديدة في حاجة إلى هذا الدعم، ودوري الذي كان صغيراً إلا أن هناك رسالة نريد إيصالها، وهي أن (البشت) ليس أكثر من رداء، يرتديه الغني والفقير، واحتفالية الليلة نمّت لديّ الموهبة أكثر، لأقدم المزيد من المشاهد المسرحية مستقبلا.

 

وعن أعمالها الفنية المقبلة قالت نحن حاليا في مرحلة الإعداد إلى عمل مسرحي بالتعاون مع فريق السويق ومن المتوقع أن يرى العمل النور بعد عيد الأضحى المقبل بإذن الله

 

 

 

مسقط – عبدالله الشعيبي – محمد فهمي رجب – آية شاهر

 

http://www.shabiba.com

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *