مسرحية «مطر صيف».. المرأة اذ تصبح شاهدة على مآسي الوطن

 

تختتم مساء اليوم فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان عشيات طقوس المسرحي والذي نظمته على مدى أسبوع فرقة «طقوس» المسرحية وبالتعاون مع وزارة الثقافة ونقابة الفنانين الأردنيين ووزارة التربية والتعليم وعدد من مؤسسات القطاع الخاص، وبمشاركة محلية وعربية وأجنبية.



وكان جمهور المهرجان على موعد أمس الأول مع المخرج العراقي كاظم نصار الذي قدم مسرحية «مطر صيف» على خشبة مسرح هاني صنوبر في المركز الثقافي الملكي، عن نص لعلي عبد النبي، وتمثيل هناء محمد وفاضل عباس.

كما في مسرحيته «نساء في الحرب» والتي عرضها قبل سنوات قليلة في عمان عن نص لجواد الأسدي يعود كاظم نصار كذلك ليعاين وجوه أخرى من المآسي العراقية والعربية، والمرأة في المسرحيتين هي محور القضية والشاهد على كل الألم والخراب الذي أصاب النفوس قبل الأبنية والشوارع والأحجار.

في «مطر صيف» امرأة هجرها زوجها لأسباب مجهولة منذ ما يزيد عن الثلاثين عاماً، وهنا تضعها المسرحية في منزلة الرمز المعادل للوطن.. الوطن الذي مزقته الحروب وهجره ابناؤه مرغمين طلبا للأمان والرزق والعمل، القصة تكررت دراميا وواقعيا في العراق والكثير من البلاد العربية لكن المثير فيها هو أن الزوجة تصر على عودة زوجها حتى ولو تم استنساخه، وعند توافد عدد من الرجال المستنسخين اليها نكتشف مدى تعلق المرأة برجلها الأصلي ورفضها لكل العابرون، انها تتفحصهم تحاول أن تستجدي منهم ما يذكرها بالحبيب المهاجر، تسرد ذكريات وحكايات وتفاصيل عاطفية حميمة لا يستجيب لها سوى زوجها الحقيقي الذي يعود ليظهر في نهاية المسرحية.

فكرة «الانتظار» التي يقوم عليها العرض قد تعيد البعض الى «انتظار غودو» والأسئلة الوجودية العديدة التي تطرحها رائعة بيكيت، الا أن «مطر صيف» تفيض أيضاً برسائل سياسية غير مباشرة واسقاطات على الواقع العربي والعراقي الذي يمور بالصراعات.

لقد برع كاظم نصار في الامساك بخيوط اللعبة الاخراجية وصاغ أجواء درامية ثرية حركت مخيلة المتلقي وقدرته على اتخاذ أحكام عقلانية حول رسائل ومعاني العمل المسرحي، ويجدر التنويه هنا بالأداء الاحترافي الراقي للفنانين هناء محمد وفاضل عباس.

وفي الليلة نفسها عرضت على خشبة مسرح محمود أبو غريب في المركز الثقافي الملكي المسرحية القطرية «الغريب» بطولة الفنانين محمد حسن المحمدي، وشيماء فضالة، عبدالله البكري، عبدالرحيم صالح، وهي تأليف وإخراج سالم المنصوري.

تتناول «الغريب» الراهن العربي، والجدل الدائر حول جدوى الثورات العربية، والسؤال الذي قسم المثقفين العرب الى نصفين: هل هي الخلاص الحقيقي؟ أم أنها مؤامرة غربية؟ وذلك من خلال قصة جنديين يختلفان على وقع صراع بين قوى ثورية وأخرى نظامية، حيث يقول المخرج سالم المنصوري « تهدف المسرحية إلى توصيل رسالة أو صرخة تحذير من الخطر القادم من حيث الصراعات الدائرة في الوطن العربي وفي البلاد التي قامت بها ثورات وأطاحت بحكومتها أو تسعى لذلك».

 

عمان – الدستور – خالد سامح

http://www.addustour.com

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *