(الكارثة لا أعرف) .. مسرحية تقرأ النزعات الوجود ية عند »درويش« و»بيكيت«

طغى على بناء مسرحية المخرج الفلسطيني عيد عزيز، «الكارثة لا أعرف» الطابع الأدبي لشعر محمود درويش، فكان التفاعل جله؛ جاء بين المشاهدين ومحمولات القصيدة، ودونما إغفال جمالية البناء البصري، الذي ظهر في استهلالية المسرحية جذابا تعبيريا، لجهة أفكار بيكت من حيث عدم حركة الشخصية الرئيسة، التي جسدها عيد عزيز، في تعميق سكونية الزمن والحركة الدائرية، ولكن بعد ذلك فقد زخمه التعبيري، الذي ظهربه بدايةً، ولكن قفلة المسرحية كانت موفقة حيث انتهى اندفاع الفعل للشخصية إلى حالة سكون مبهم، في نفس مكان انطلاقها في بداية العرض.

لعبت جماليات الإكسسوارت في المسرحية المشاركة في مهرجان عشيات طقوس المسرحية الدولية، في دورتها الخامسة، وقدمت أول من أمس على مسرح هاني صنوبر (المسرح الرئيسي)، بالمركز الثقافي الملكي البناء المسرحي، كما لعبت الأزياء الملابس، والمكياج، في البناء السطحي للمسرحية، في تحويل الشخصية الرئيسة ، كصورة ومؤشر (دال)، في تجريدها من انتمائها لهوية، ومكان معينين، لتصبح كما شاءت رغبات الشخصيتين النسائيتين، الموكل لهما القيام بعمليات التحويل، وقدمتهما (رهام إسحاق، وميرنا نخلة)، إلى صورة أخرى مجهولة غريبة ك(مدلول)، وهذا التحول للشخصية، عمق من الرسالة الأساس للمسرحية في صورة تحويل الشعب الفلسطيني، من مواطنين إلى سكان أصليين، متخلفين، معزولين، في البناء العميق للعرض.
الإضاءة في تأشيراتها على إبراز الشخصية وحيدة معزولة في فضاء قاتم، كانت عنصرا أساسيا في إنشاء الشكل المسرحي. ويمكن اعتبار المسرحية أقرب في شكلها إلى المونودراما منها للعرض المسرحي، إذْ أن الشخصيتين النسائيتين كان فعلهما يمهد ويرفد الفعل الأساس لشخصية العرض الرئيسة، بينما الفعل الأساس كان للشخصية الرئيسية.

 

عمان – جمال عياد

http://www.alrai.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *