خريجو «الطاولة» يبحثـون عن موقع على «الخشبة»

كشف مدير مجلس إدارة مسرح دبي الأهلي يوسف بن غريب، أنه تم ترشيح سبعة ممثلين اشتركوا في ورشة «من الطاولة إلى الخشبة» التي استضافها على مدار ‬15 يوماً في مقره داخل النادي الأهلي، ليكونوا ضمن الطاقم التمثيلي لمسرحية «الدينامو» التي سيشارك بها في مهرجان دبي لمسرح الشباب خلال دورته المقبلة.

وأضاف بن غريب لـ«الإمارات اليوم» «حسب تأكيدات المشرفين على الورشة، الفنانين عبدالله صالح، وابراهيم سالم، فإن الممثلين السبعة هم بالفعل عناصر واعدة من شأنها أن تثري العمل خصوصاً، وفرقة دبي الأهلي عموماً، لاسيما أن كثيرين من شباب المسرح الآن باتوا يعزفون عن التمثيل لمصلحة فنون مسرحية أخرى أبرزها الإخراج».

جاء ذلك خلال حفل ختام الورشة الذي أقيم أخيراً، وفضل القائمون على الورشة التي قدمت ‬30 موهبة مسرحية إقامة حفل الختام في مسرح دبي الشعبي، بسبب عدم وجود قاعة مسرح مؤهلة لاستضافة كثافة الحضور المتوقع للحدث، وهو ما يعكس أحد ملامح الأزمة المزمنة للمسرح الذي مضى على تأسيسه أكثر من ثلاثة عقود.

وتسيدت أعمال للفنان عبدالله صالح الذي أكد مشروعية أن يبحث خريجو الورشة عن تواجد لهم على «الخشبة الإماراتية»، خصوصاً المشاهد المسرحية التي أداها شباب الورشة في الحفل الختامي، وهو ما برره صالح نفسه بتجنب الملاحقة القانونية لأصحاب الحقوق الفكرية لأعمال كانت ستضفي مزيداً من الثراء والتنوع على حفل التخرج.

واستحق الممثلون تصفيق الحضور الذي كان معظمه ممثلين ومنتمين للخشبة الإماراتية، في الوقت الذي قام بتوزيع شهادات انجاز الدورة، وتقدير المساهمين في إنجاحها رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم سلطان صقر السويدي، ومدير إدارة الاتصال المؤسسي في حوض دبي الجاف أحمد المطيوعي، ومستشار هيئة دبي للثقافة والفنون د.صلاح القاسم، بالإضافة إلى يوسف بن غريب.

طاقات

ما بعد

طالب الفنان عمر غباش الفرق المسرحية باحتضان المواهب الشابة، في المقابل أشار إلى ان الشباب الذين تجاوزوا دورات تدريبية مختلفة هم بحاجة ايضاً إلى بذل مزيد من الجهد من أجل شق طريقهم بجدية وإثبات أنهم جديرون بالصعود على خشبة مسرح حية أمام الجمهور

وأضاف غباش لـ«الإمارات اليوم» «كثيرة هي الورش التدريبية، ومطلوبة أيضاً، لكن خبرة التجربة تؤشر إلى ان (ما بعد الورشة) هو الأهم، وعلى الفنان المسرحي، سواء كان ممثلاً أو مخرجاً أو كاتباً، وغير ذلك، ألا يتوقف عن تثقيف ذاته وتجويد ادواته، من أجل أن يستثمر الفرصة المناسبة التي ستكون الحكم الفصل في مدى أصالة موهبته وقدرته على استثمارها».

من جهة أخرى، رصدت «الإمارات اليوم» أن من بين ‬30 ممثلاً مبتدئًا شاباً لا توجد سوى ممثلة وحيدة، هي عذاري الحربي، التي أكدت أنها سعودية وليست إماراتية، ما يطرح بالضرورة سؤالاً مشروعاً عن حظوظ الفتاة الإماراتية في المشهد المسرحي المحلي، خصوصاً في المستقبل.

طالب عبدالله صالح الفرق المسرحية كافة بالاستفادة من طاقات الشباب وتوظيفها، مضيفاً أنه «لا يمكن الحفاظ على مكتسبات المسرح الإماراتي إلا من خلال تجديد دمائه، لاسيما أن هناك حالة من الاعتياد بات بعض المخرجين الإماراتيين يستسهلونها، بسبب ارتباط أسماء معينة بأدوار نمطية، ما يغيب عنصر تكافؤ الفرص، ويحرم الأعمال عنصر المفاجأة والابتكار».

وأكد أن تنويع الإشراف في ما بينه وبين الفنان إبراهيم سالم صبّ في مصلحة المتدربين الذين استفادوا ايضاً من اسماء متعددة أسهمت في إلقاء ندوات وشكلت إضافة نوعية للممثلين، إذ تحدث الناقد المسرحي يحيى الحاج عن أهمية القيمة النظرية التي يستقيها الممثل من «الطاولة»، وقبل وصوله إلى مرحلة التحرك على الخشبة، فيما تناول الفنان الأردني غنام غنام دور الفرجة المسرحية وضرورة إيلاء الممثل أهمية كبرى لمكونها وهو الجمهور. وتطرق الفنان حافظ أمان إلى المؤثرات التي تتحكم في حركة الإيقاع المسرحي على الخشبة. كما ضمت قائمة الاستضافة أيضاً الفنان ناجي الحاي بمحاضرة عن تجربة المزاوجة بين خبرات المؤلف من جهة، والمخرج من جهة أخرى في ذات العمل، وهي التجربة التي تكررت كثيراً في مسرحيات الحاي.

وذكر صالح أن الورشة تم تقسيمها إلى ثلاث مراحل مختلفة، موضحا أن «أكثر تلك المراحل تقدماً بطبيعة الحال هي المرحلة الأخيرة التي تم فيها تدريب المشاركين على أدوار محددة بأسلوب العمل المسرحي المتكامل، ما يمثل ذروة التطبيق والتحدي الفعلي لما اكتسبوه من خبرات أكاديمية وعملية كان ثمارها المستوى الجيد الذي ظهروا به في الحفل الختامي». وطالب صالح أيضاً المسارح المختلفة بمزيد من الصبر على من يلتحقون بأعمالها من الشباب، وقال إن «الورشة ضمت عدداً من الشباب الذين يقفون على المسرح للمرة الأولى، جنباً إلى جنب ممثلين مبتدئين شاركوا في أعمال مسرحية وتلفزيونية بالفعل، لكنها تظل في حدود المشاركات المحدودة، ما يعني أن تلك التجارب لاتزال غضة، وتتطلب آلية خاصة في التعامل بحيث لا يتم إقصاؤها مع أول منحنى تتعرض له، إذ تفرض طبيعة تلك المرحلة مزيداً من التحفيز والتشجيع».

من جهته، رحب مدير الفنون الأدائية في هيئة دبي للثقافة والفنون، ياسر القرقاوي، بمبادرة دبي الأهلي في إقامة الورشة، معتبراً أن «الورش عموماً تشكل إحدى الأدوات التطبيقية المهمة التي من شأنها تجويد أدوات الممثل المبتدئ خصوصاً، لكنها أيضاً لا تقتصر على هذه الفئة، بل يجب ان تتسع لتشمل مختلف الفنون المسرحية، وعلى نحو يجعلها أكثر شمولية من الدورات التي تقدم للمبتدئين، وهو أمر توصي به بشكل دائم معظم توصيات لجان تحكيم دورات مسرح دبي للشباب».

استفادة نظرية وعملية

شارك الممثل أحمد مال الله الذي يمتلك تجربة إخراجية وحيدة في مساعدة المشرفين على الورشة، وهو ما اعتبره احتكاكاً مهماً يساعده على كيفية إدارة الفرق المسرحية، خصوصاً الممثلين، فضلاً عن أنه، على حد تأكيده، استفاد عملياً وأكاديمياً أيضاً من المعلومات التي قدمت في الورشة.

ورغم أنه لا يمتلك سوى تجربة وحيدة على خشبة المسرح خلال مهرجان الطفل، إلا أن المشاركة في الورشة دفعت مطر أحمد لأن يحسم خياراته بأن يكون التمثيل هو عالمه المقبل، مضيفاً «بعد أن كنت أقوم بالتمثيل بشكل تلقائي، أصبح للمرة الأولى لدي أدوات وخلفية عن بعض التقنيات التمثيلية، منها الارتجال، ومعايشة الشخصية، واستثمار الخيال، ومن المؤكد أن مزيداً من الدورات ستعني مزيداً من التمكن من مهنة التمثيل بالنسبة إلي». ورغم أنه غير مرشح للمشاركة في مسرحية «الدينامو» إلا أن فارس ناجي الذي زاوج بين مهام وظيفته في هيئة الطرق والمواصلات نهاراً، وحضور الورشة مساء، أكد أيضاً أن الورشة لن تكون محطة عابرة في علاقته بالتمثيل. وقال «ليس في جعبتي سوى مشاركة وحيدة في فيلم قصير، والورشة هي أول وجود لي على المسرح الذي أعتزم استمرار علاقتي به». وعلى اختلاف رصيدهم السابق، أشار كل من علي حسين ومجد حوري وراشد الفزاري الى أن «من الطاولة إلى المسرح» فتحت لهم آفاقاً جديدة في فهم واجبات وأدوات الممثل، لكنهم جميعاً أجمعوا على أن «الالتزام، ومعايشة تفاصيل الشخصية» أهم مكتسباتهم من هذه الدورة.

المصدر:

    محمد عبدالمقصود – دبي

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *