محفوظ عبدالرحمن: أتوقع تراجع الإخوان

محفوظ عبدالرحمن كاتب ومؤلف وباحث مصري، أرخت أعماله الفترات المهمة من تاريخ مصر الحديث، قدم للسينما فيلم «ناصر 56» و«حليم» مع أحمد زكي والذي عرض من خلالهما رحلة كفاح شعب مصر وليس كفاح بطل، كما قدم للتليفزيون السيرة الذاتية لكوكب الشرق في مسلسل «أم كلثوم»،

 

 

الذي أصبح نموذجا لهذا النوع من الأعمال وسلط الضوء علي الحياة الاجتماعية والسياسية التي عاشتها مصر في عهد الخديو إسماعيل من خلال مسلسل «بوابة الحلواني».
حملت أعماله معاناة المصريين وتاريخهم وفي الفترة الأخيرة أعلن «عبدالرحمن» تضامنه مع المثقفين المعتصمين في وزارة الثقافة والمطالبين بسقوط النظام، حول هذا الأمر والسيناريوهات المتوقعة يوم 30 يونية المقبل وتدهور حال الدراما في مصر كان لنا هذا الحوار:
< في البداية نريد أن نعرف ما السيناريوهات المتوقعة ليوم 30 يونية الجارى؟
– لا أستطيع توقع ما سيحدث ولكني أعتقد أنه سوف تكون هناك صدمة للمجتمع ككل، خاصة بعد حالة الاستياء الشديدة تجاه الإخوان ونظامهم، وسوف يظهر ذلك بشكل واضح خلال هذه الأيام، وفي هذه الحالة يمكن أن ينسحبوا فورا لأن الإخوان طوال عمرهم وهم لا يتصفون بالشجاعة فالإخواني ممكن يضربك أو يعتدي عليك أو حتي يقتلك ولكنه ليس شجاعا أن يدخل أمامك في معركة، ولذلك فهم سوف يتراجعون مما يحدث شيئا من الخلل في إدارة الدولة في المرحلة التالية، وبالرغم من  تخطيط بعض القوي السياسية لهذه المرحلة والتغيير سيظهر خلال الأسبوعين القادمين ويوم 30 يونية هو بداية ما يمكن تسميته بالعصيان المدني أو المقاومة.
< هل أحداث وزارة الثقافة هي شرارة الثورة القادمة؟
– اعتصام وزارة الثقافة هو الجزء الترفيهي في ذلك الصراع فهو أمر كوميدي حيث قام النظام بإسناد الوزارة لشخصية درامية قدمها المسرح من قبل مرات عديدة للتخلص من المثقفين والأمر السيئ في هذا الموضوع أنه معظم المثقفين أخذوا الأمر علي محمل الجد ولكنه عكس ذلك تماما فهو مثل الشخص الذي يقول لك اتجه يمينا وعندما تطيعه يعود في كلامه ويقول يسار، وذلك معناه أنه ليس عنده فكرة محددة أورؤية ولا خطة ويرفع شعار مقاومة الفساد دون وجود أي مستند يثبت به كلامه فمنذ أيام سيدنا نوح والفساد موجود والله أرسله ليقاوم ذلك الفساد ولو عدنا للتاريخ سوف نجد أسوأ الفترات والأنظمة التي كانت موجودة هي التي رفعت شعار محاربة الفساد لأنها تريد أن تبعد الناس عن مشاكلها الأصلية.
< وكيف سيؤثر ذلك علي الدراما المصرية؟
– الدراما المصرية سقطت منذ زمن سواء كان ذلك بقصدأوبدون لأنه لم يعد هناك من يهتم بالدراما، والحكومة لا تريد فنا ويفضلون شراء المسلسلات التركية، دون أن يستوعبوا خطورة ذلك الأمر ولا يعي أي شخص الأسباب التي وراء ذلك، فمن يديرون هذا الأمر علي المستوي الحكومي والذي من المفترض أنهم من يقودون هذه الصناعة وذلك الفن أصغر من أن يتولوا أمرا مثل ذلك فأصبحوا غير قادرين علي الأقل أن يتحدثوا عنه، فنحن أمام حالة من حالات الانحدار الشديد، ولا يدرك هذا النظام أن هذه صناعة مهمة للبلد والثقافة فكنا نكسب منها ملايين الجنيهات ويمكن أن أذكر أسماء مسلسلات كانت تباع لأكثر من 10 دول أما اليوم لم يعد هذا موجودا.
< بالرغم من وجود الإخوان المسلمين في السلطة إلا أننا ندخل الموسم الرمضاني بدون أي عمل ديني فما رأيك في ذلك الأمر؟
– الإخوان رافضون لكل الأعمال الفنية خاصة الأعمال الإسلامية لأنه من يشترك فيها كافر وهم يتحدثون فقط ولا يستطيعون تقديم أي عمل وحتي الأعمال التي ستعرض هذا العام لها أسبابها فمعظمها كان متفقا عليها من قبل تولية الإخوان الحكم أو مؤجلة من أعوام سابقة.
< وما رأيك في الأعمال التي تقدم بدون نساء؟
– وجدي العربي يخرج مسلسلا تليفزيونيا بدون نساء وهناك شائعة تقول إنه بعدها يشرع في تقديم عمل بدون رجال علي أساس ألا يتقابل الجنسان مع بعضهما وهذا الكلام أجده يعود للقرن الـ14 أو الـ15 ولم يحدث في مصر منذ بدايات المسرح المصري حيث كان الرجال يلعبون أدوار النساء.
< وأين ذهب المسرح المصري؟
– الي «مقابر الغفير» فالمسرح لم يعد موجودا إلا في المقابر وهو أكثر ما أصيب في الردة الثقافية هذه الأيام فتم القضاء عليه من الداخل والخارج، ويوجد احتمال كبير جدا أن نعيش بدون مسرح لفترة طويلة.
< وما رأيك فيما يقال إن المسرح المصري إهدار للمال العام؟
– هو فيه مال لكي نقول إن هناك إهدارا!! فهذه كلمة قبيحة جدا نابعة من أشخاص لا يعرفون معني كلمة مسرح ففي فرنسا تدعم الدولة المسرح سنويا بمبلغ 3 مليارات يورو وعندما يشرع المسرح الخاص علي تقديم عمل تحسب تكلفته وتدعمه الدولة ونتيجة لذلك تجد الجمهور يستمتع وهو يشاهد المسرح، والشعب راق لا يمكن أن تجد عنده تحرشا أو عشوائية مثلما تجد عندنا.

حوار- علاء عادل:

http://www.alwafd.org

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *