فرق مسرحية تتوارى خلف حرارة الصيف

ما هي الجهة التي يمكن أن تجيب عن سؤال غياب المسرح المحلي في فضاء أنشطة الصيف الترفيهية؟ وهل الإعاقة الحقيقية تكمن في الجهات التنسيقية؟ أم في منهج وطبيعة عمل إدارة المسارح المحلية؟ تأتي هذه التساءلات وغيرها في ظل تزايد الحديث عن تفعيل دور الخشبة وبعدها الثقافي مجتمعياً.

حيث يعد استثمار فترة الصيف مسرحيا فكرة جديرة بالبحث، ومناسبة خصبة لجذب الشباب عبر أنشطة ترفيهية تُعرفهم على أبي الفنون، وتمد جسراً للتواصل إلى ما بعد انتهاء فترة الصيف.

للإضاءة على النشاط المسرحي خلال فترة الصيف، التقت “البيان” مجموعة من المشتغلين في هذا الميدان، حيث أكد ياسر القرقاوي مدير الفنون الأدائية في هيئة دبي للثقافة والفنون أن قلة الوعي بمفهوم الإدارة الثقافية سبب قلة ابتكارها، مبيناً أن آلية عمل الهيئة تتضمن صياغة حوار تنسيقي يدعم الأنشطة ومنها الأجندة الصيفية للمسارح في دبي.

وتبقى مفاتيح مسؤولية تنشيط هذه الفعاليات بيد القائمين عليها، قائلاً: “نطلب من الجهات المعنية وبشكل سنوي، إفادتنا بخططها خلال فصل الصيف، مؤمنين أنها الفترة الذهبية لاستنهاض وإعادة الحماس الإبداعي والفني لتلك النوافذ الثقافية الحيوية، متجنبين دعم الأنشطة المتكررة، وداعمين لكل الورش ذات الأهداف الجديدة في الساحة الثقافية”.

آليات عمل

هناك العديد من المؤسسات الثقافية المعنية بالعمل على أجندة النشاط الثقافي الصيفي، من بينها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وإدارة الثقافة والإعلام بالشارقة، وهيئة دبي للثقافة والفنون، وجمعيات ذات النفع العام، بينما تشكل إمكانية تنشيط ساحة الحراك المسرحي جزءا حيويا متصلا بمشاريع وخطط تلك الجهات من شأنه تدعيم المبادرة الخاصة بإدارات الفرق المسرحية.

وينقسم عمل المؤسسات والهيئات الثقافية في الإمارات إلى عدة آليات منها ما يعتمد على تنشيط السوق الثقافية، دونما تدخل مباشر أو موجه للعمل الثقافي، بأهداف تسعى إلى تحفيز دور القطاع الخاص في الحركة الفنية، والذي يهدف إلى ضمان استمرارية الحراك الثقافي بمفهوم السوق.

وبالمقابل، فإن هناك جهات تنظيمية تسعى إلى وضع الأنشطة وتمويلها بالكامل وبلورتها سنوياً تحت إشرافها الكامل، ما يجعل استمرارها مرتبطا بالدعم السنوي المباشر، فأيهما أجدى في العمل المسرحي أو الثقافي؟ سؤال يحمل إمكانية تطبيقه بشكل نسبي وعلى رؤية كل مؤسسة وأهدافها.

فترة خمول

الورش التعليمية، تمثل أبرز الأنشطة الصيفية لمعظم المسارح المحلية، ومنها ما انطلق مساء أول من أمس، في مسرح دبي الأهلي عبر تقديم ورشة تعليمية بعنوان: “الممثل من الطاولة الى الخشبة” للمبتدئين والمتقدمين في مجال المسرح بقيادة المسرحي عبدالله صالح والمسرحي إبراهيم سالم، حيث أكد ياسر القرقاوي أن اختيار موضوع الورشة يعتمد على معايير عدم تكراره لدى جهات ثقافية أخرى، معتمداً على جذب الشباب.

فضلا عن تحضيرهم للمشاركة في مهرجان دبي لمسرح الشباب 2014″، ورجوعاً إلى أهمية استثمار فترة الصيف، أوضح القرقاوي أن ورش المسرح خلال ثلاثة أشهر قبل بداية موسم المهرجان.

جاءت لتشكل قاعدة من شأنها أن توفر قاعدة معرفية تفاعلية في ميدان المسرح لفئة الشباب، مبيناً أن الفرق المسرحية ما زالت تعيش فترات خمول في هذا الجانب، والسبب يعود إلى عدم التفريق بين مفهوم الفن بحد ذاته والإدارة الثقافية بتفاصيلها المرتبطة بـالتمويل والتسويق والإنتاج والتكوين المسرحي وثقافة العلاقات العامة واستثمار القطاع الخاص، مبيناً أن تحقيق الأفضل في هذا المجال يبدأ في مسألة الوعي فيه.

معايير النشاط المسرحي

في سياق معايير النشاط المسرحي، أوضح المسرحي عمر غباش أن هناك عموميات نتفق عليها في تنفيذ النشاط الثقافي أهمها أن يخدم النشاط المجتمع معرفياً، متضمناً مستوى عاليا من الأكاديمية، ومستهدفا فئة المسرحيين بالدرجة الأولى، وقادرا على الوصول إلى عدد أكبر من المهتمين.

كما أوضح غباش أن احتواء المؤسسات العامة للنشاط الثقافي يظل أفضل مادياً ولوجستيا مقارنة بالفرق المسرحية، وذلك بسبب المعادلة المادية، باعتبار أن الفرق المسرحية لا تتعدى قيمة ميزانياتها السنوية نصف مليون درهم تستثمر عادة في نحو ثلاثة مهرجانات مسرحية، ما يضعف الاهتمام المباشر من قبلها بالأنشطة الصيفية.

اقتراح

 

لفت عمر غباش إلى أن العلاقة بين دعم القطاع الخاص وإدارة الفرق المسرحية مرهونة بسن قوانين تنظيمية من شأنها تفعيل النشاط الثقافي المحلي، متسائلاً: ” لماذا لا تفرض آليات عمل للقطاع الخاص تقدم فيها أجندة سنوية تخدم القطاع الثقافي مع منح مميزات لتلك الشركات “.

 

المصدر:

  • دبي- نوف الموسى

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *