مسرحية «حلم ليلة ربيع عربي» .. تتناول الواقع المعاش

قدمت فرقة رؤى المسرحية للثقافة والفنون العرض المسرحي «حلم ليلة ربيع عربي»، مساء يومي الأحد والأثنين الماضيين في المركز الثقافي الملكي على مسرح هاني صنوبر «المسرح الرئيسي»، والمسرحية بطولة الفنان زهير النوباني والفنانة نادرة

 

عمران، الفنان محمد الأبراهيمي والشابة ركين سعد والشاب عمر عرفة، والشابة ميري مدانات، بمشاركة موسيقية لعازف الكمان عبدالرحيم دخان، تأليف نادرة عمران، إشراف المخرج علي شبو، وبدعم من بنك المؤسسة العربية المصرفية، وبرعاية إعلامية من تلفزيون رؤيا.

وتدور أحداث المسرحية وسط ديكور متقشف يحمل دلالات كبيرة، مقعد متحرك، مقعدان عبارة عن مكعبين، لا يكادان يظهران على الشاشة، راديو يمثل الذكريات الجميلة، استخدمه النزيل (الفنان زهير النوباني)، حقيبة صغيرة استخدمتها النزيلة (الفنانة نادرة عمران) لحمل ذكرياتها من الزمن الجميل الذي كان، و(أطلس الأطالسة) الذي يحمل الكرة الأرضية بهمومها وقضاياها المعاصرة، محمد الأبراهيمي، والمرأة الحامل المفجوعة بغدر حبيبها (ركين سعد). وتدور أحداثها داخل مستشفى للأمراض النفسية، حيث يتسلط المدير (عمر عرفة) والممرضة (ميري مدانات) على النزلاء، الذين تتحول حياتهم إلى جحيم، ويحرمون من كل حق لهم في الحياة، بما فيه الاستماع للراديو، كما يتم الاعتداء عليهم، بالضرب، وقص الشعر، والحرمان من الخروج لأي مكان.

والمسرحية المشحونة بالإسقاط السياسي، قدمت بتقنية عالية، وبانسجام هرموني متقدم بين الفنانين، فبدت حركتهم الصعبة والمدروسة على خشبة المسرح وكأنها معزوفة موسيقية مؤلمة، وبالمناسبة لعبت الموسيقى دورها في المسرحية، عبر كمان الموسيقي دخان، الذي ظل في خلفية المشهد، بوصفه نزيلا- اختار العزلة عن الانخراط في الحديث، واعتصم بكمانه، الذي ظل يظهر بملابس النوم – بيجاما مماثلة لتلك التي ارتداها الفنان النوباني- الذي ابدع في حركاته الرشيقة التي تمزج بين الجد والهزل، لاجئا إلى الذاكرة، وأول مرة استمع فيها إلى الراديو، في إشارة إلى مرحلة الحرب، لا تقول المسرحية اية حرب، ولكنها أي حرب، حتى التغيير المنشود الذي يهلل له البطلان، يبدو وكأنما هو في الأسماء فقط، وهي لها دلالتها، حين يعلن عن تغيير مدير المستشفى، بعد الانقلاب عليها بقوله: ‹سنقدم لكم المدير الجديد سام- عفوا وسام›، وهي إشارة واضحة إلى النظام العالمي الجديد الذي تقوده امريكا، ومنذ البدء كما قلنا، فالمستشفى يمكن ان يكون أي دولة عربية، ومديره/ رئيسه يعلن ‹كل من يعبث بأمن المستشفى سيضرب بيد من حديد›.. الشعب/ النزلاء يبتهجون ويهللون للتغيير ‹لا وجع ولا ضرب ولا خوف ولا مسكنات›، والمفارقة ‹القادم الجديد/ الرئيس/ المدير الجديد/ لا يختلف عن الذي أطاحت به الثورات العربية، لتختتم المسرحية بالرحيل نحو الطفولة وذكرياتها كمخلص من الواقع.. والانسحاب من المشهد مرددين عبارة ‹هل نحن في حلم ام علم›….

وتمثل مسرحية (حلم ليلة ربيع عربي)، هذا الربيع بكل أحلامه وتداعياته على الإنسان والمحيط، وهي ثيمة موضوعية في أن يحتفي المسرح بها، وفقاً لأدوات العمل ذاته.

تشكيلات

مخرج مسرحية (حلم ليلة ربيع عربي)، العراقي علي شبو أكد في تصريح صحفي أن رؤيته تقوم على البساطة: أحاول في التشكيلات السمعية والمرئية على المسرح أن تظهر بعيدة عن التزويق بالاعتماد على أداء الممثل في خلق المناخات والأجواء التي تخدم الرؤية الإخراجية.

وصرح الفنان زهير النوباني الذي يقوم ببطولتها إلى جانب نادرة عمران، قال: إن الشخصية التي أقدمها، تتأسس على التقمص التام، لمزاجها وهواجسها وثقافتها، وكل ما يمور في وجدانها، من خلال المقولات التي تطرحها هذه الشخصية، والمعالجة تطال معاناة الإنسان العربي، الذي يحلم بتحقق الحرية والديمقراطية، ولا يشعر بالأمان الاقتصادي والاجتماعي، موضحا: حاولنا صياغة حكاية من خلال الأحداث الدرامية في مستشفى الأمراض النفسية، تجسد نفسية هذا الإنسان العربي، الذي يعاني من القهر والظلم الفادحين، وفي سياق الأحداث يحاول التمرد على هذا الواقع السيئ بكل معطياته، إلا أن هذا التغيير الذي يتم، لا يطال ما كان يحلم به هذا الإنسان .

وقالت نادرة عمران، وهي ممثلة نصها الدرامي، حول جهدها في هذه المسرحية: عادة نقدم ادوارا تطرح الرسائل الأساس العميقة غير الرسائل السطحية لنص العرض، ولكن في هذه المسرحية تريد إيصال الرسالة مباشرة وفق لمسة فنية خاصة، وختمت أن أحداث المسرحية تكشف في تطورها، بأن هذا الربيع العربي، ليس ربيعا، وهذا ما تنهمك تداعيات المعنى من طرحه في مختلف المشاهد واللوحات.

 

 

 

http://www.addustour.com

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *