“حارتنا تراث” تحتكر جوائز العرض والتمثيل

ناقشت العروض مشاكل مجتمعية وطرحت العديد من الأفكار المسرحية الهادفة كما كشفت عن العديد من المواهب الشابة التي من الممكن أن تسهم بشكل فاعل في الحركة المسرحية



بعد أربعة أيام قضاها جمهور اللقاء الرابع للعيد بنزوى من خلال عروض المسرح التي أحيتها 4 فرق مسرحية هي سيجا من ولاية سمائل وسيما من ولاية إزكي والصمود من ولاية نزوى وشباب الديرة من نيابة بركة الموز حيث قدمت هذه الفرق 4 عروض مسرحية على مدى أيام اللقاء تمكنت خلالها فرقة المسرح بفريق الصمود بنزوى من الظفر بالمركز الأول من خلال مسرحية حارتنا تراث وحضارتنا للمؤلف والمخرج سعيد بن محمد الراشدي المشرف الفني بفريق الصمود كما حصل على جائزة أفضل أداء تمثيلي ناصر بن أحمد الشريقي عن دور حمد في مسرحية حارتنا وحصل أسعد بن مسعود الراشدي على جائزة أفضل أداء تمثيلي ثان عن دور سمير في نفس العرض كما تميز العديد من الشباب الذين لفتوا الانتباه أمثال علي بن جمعة الريامي وعبد الحميد بن السو الريامي من فريق الصمود وفاتك بن ربيع الرواحي من فريق سيما وأسعد اليعربي من فريق سيجا.

ناقشت العروض المقدمة مشاكل مجتمعية وطرحت العديد من الأفكار المسرحية الهادفة رغم التشتت في بعضها كما برز العديد من المواهب الشابة التي من الممكن أن تسهم بشكل فاعل في الحركة المسرحية حسب ما أشار رئيس لجنة التحكيم الكاتب المسرحي سالم بن سليمان المسروري والذي أضاف في قراءة سريعة للأعمال المقدمة: إن جميع العروض عدا عرض مسرحية حارتنا خلت من النصوص المسرحية ذات البناء الدرامي حيث غلب عليها طابع الارتجال العشوائي دون فهم العناصر المسرحية والأهداف والقواعد العامة للمسرح التي يجب أن تكون لدى جميع المتعاملين مع المسرح والتعامل معها ببساطة دون التكلف والمبالغة حيث غابت العديد من نقاط القوة التي قد تجعل من المشهد مستساغا لدا الجمهور وكذلك يمكن أن تجعل من الممثل راقيا بأدائه. وقال المسروري: أقترح على هؤلاء الشباب المشارك التواصل مع الخبرات المسرحية من أجل توضيح القواعد العامة للحركات والأداء التمثيلي دون الإخلال بها وفهم المسرح وأبعاده الأدبية ووضع الأقدام في الطريق الصحيح حتى وإن كانت بداية بسيطة فليس المهم أن نبدأ بداية قوية ولكن المهم أن ننتهي نهاية عظيمة كما أن حسن اختيار النص هو في الواقع روح العمل المسرحي فبه وله سوف يعمل الجميع فيجب أن يكون هناك نص ذا بناء درامي جيد ولو كان بسيطا كما إن فهم الكوميديا الخاطئ لدى البعض أثر سلبا على العروض المقدمة التي غلب عليها الكاريكاتيرات الخاطئة التي لم توظف بطريقة صحيحة كشخصيات كبار السن وكذلك الملابس التي ظهرت في بعض المشاهد بطريقة غير منطقية وبعض الحوارات التي خرجت عن الطابع العام للبعد المكاني للعرض. وقال المسروري أيضا: وفيما يتعلق بالعرض المسرحي لمسرحية حارتنا تراث وحضارتنا والذي شهدها اليوم الأخير للملتقى فقد ظهر فيها شباب لهم خبرة واضحة في مجال المسرح بدءا بالنص المسرحي الذي حوى فكرة واضحة وحبكة جيدة وبتسلسل درامي منطقي استطاع من خلاله شخوص المسرحية لعب الأدوار بكل أريحية دون التكلف ودون الحشو الزائد الذي لا منطق منه كما في العروض السابقة فحقا تعامل مخرج المسرحية مع هؤلاء الشباب بطريقة جيدة منطلقا من التكوين الجسمي وقربه من دور الشخصية فظهر الممثلون متناسقون وكأنهم لوحة فنية عكست الإبداع الفني لعناصر المسرح كما أن الحركة أضفت على الحوار شيئا من التناسق المنطقي وبعيدا عن الخوض في مناطق التمثيل بعشوائية واللافت في الأمر حسب ما اتضح أن الفريق جاء إلى مكان العرض بطاقم متكامل من فني صوت خاص بالفريق وعامل ماكياج وفني تصوير ومساعدون في مجالات أخرى الشيء الذي وضح إن هذا الفريق يعمل بشكل منظم وهذا ما يغفله العديد من المسرحيين.
هذا والجدير أن لجنة التحكيم قد تكونت من الفنان خميس الرواحي والمسرحيين سالم المسروري وعبدالرحيم الشكري كما حضر العروض المقدمة عدد من الفنانين العمانيين البارزين أمثال شمعة محمد ووليد الغداني وإبراهيم القاسمي وغيرهم من أسرة الدراما العمانية.

 

نزوى – ش

http://www.shabiba.com

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *