التنافس يشتد بين الفجوائز مهرجان المسرح المدرسي في دورته الثالثة بالشارقة

تتواصل هذه الأيام بمعهد الشارقة للفنون المسرحيّة فعاليات المرحلة الأخيرة من مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي في دورته الثالثة، وتتزايد في كل يوم أعداد الطلاب والطالبات الذين يزحمون صالات المعهد المسرحي بحراكهم وحيويتهم وصخبهم.

 

المهرجان الذي يختتم الأحد المقبل شهد صباح أمس تقديم ثلاثة عروض لمدارس البنات، أولها كان عرض بعنوان» ذنب الحصان» لمدرسة الطلاع ـ الحلقة الثانية، وهو من تأليف أحمد إسماعيل، وإخراج رانيا عبد العزيز، وضم فريقه التمثيلي عبير يوسف وأسماء عبد السلام وعلياء عبد القادر وأمينة محمد وغالية فيصل.

ويحكي العمل قصة الحصان الذي شاء ان يغالط ما رسخ في أذهان بقية الحيوانات حول مكر ودهاء الثعلب والذئب ويحاول أن يبني علاقة أخوية معهما ويغالب إلحاح بقية الحيوانات عليه ويمضي في مسايرة الذئب والثعلب إلى أن يصلا به إلى وادٍ بعيد ويحاولا الانقضاض عليه ولكن الحصان يصهل ويستنجد ببقية الحيوانات وهي تأتي تنقذه.

وقد اعتمدت مخرجة العمل على أسلوب واقعي في تشكيل صورة الخشبة وعمدت إلى شغل كل المساحات بقطع الديكور الدالة على فضاء العرض: الغابة؛ كما أفسحت مجالا واسعا للحوار بين «الذئب والثعلب والحصان»، في تركيز لافت على الكلمة بمقابل الصورة.

العمل الثاني الذي شوهد جاء بعنوان «العجوز والكوخ» وهو من تأليف محمد صابر وإخراج عبير أحمد وقدما بإشراف ميثاء الطنيجي وعائشة مصبح فيما شارك في تمثيله: جواهر رشيد وشمسة هيثم وشما محمد وعلياء ماجد وريم الجاري وزينب محمود ومريم توفيق وأماني خالد وأمينة هاشم.

ويتناول العرض علاقة شائكة بين أميرة وسيدة عجوز تملك كوخا يتموقع خلف القصر، وتتبرم من وجوده ست الحسن، وهي ابنة الأميرة فتعمد الأخيرة إلى إقناع السيدة العجوز بأن تبيعها الكوخ ولكن العجوز ترفض ذلك، ويتعاظم الصراع بينهما إلى أن تتدخل المستشارة وتحاول هي الأخرى إقناع العجوز ولكن صاحبة الكوخ ترى انه يمثل لها كل حياتها وذكرياتها ولا يمكنها ان تستغني عنه بأي شكل ولأي سبب حتى لو دفعوا لها وزنها ذهباً وسرعان ما تتداعى شعرياً عن قيمة الأرض ورمزيتها وضرورة عدم التفريط بها إلى الأبد.

وأخيرا شهد جمهور المهرجان عرضا تعليمياً بعنوان «عاقبة الغرور» لمدرسة الحور للتعليم الاساسي ـ بنات، ونص العرض من تأليف ابراهيم أبو الخير وأخرجتها ابتسام خليفة عبيد بمساعدة من عائشة أحمد وميرة خليفة وجميلة علي سعيد وآمنة خلفان وضم فريقه التمثيلي: أسماء ناصر، فاطمة علي، شيخة علي، صالحة راشد، آمنة علي، بشرى خليفة، شما راشد.

ويجمع العرض: عصفورة وشجرة ونار وسور ونهر وسمكة وفراشة..، تبدو النار مغرورة لكل تلك الكائنات ويستعرض العرض مظاهر غرورها حين تلتقي العصفور وثانيا حين تتكلم إلى الشجرة وثالثا مع السمكة ثم الفراشة والسور.. ولكنها حين تحاول ان تتعجرف على النهر ينهمر عليها ويهمدها.

قياسا إلى عروض الأيام الماضية تبدو مستويات الأعمال متقاربة لحد كبير على اختلاف الحلقات ولعل ما يلفت في هذا الإطار هو الجمالية الطفولية الجاذبة التي عرفت معظم العروض ان تتجمل بها وربما كان ذلك بفضل الاشتغال الكثيف على هذا الجانب إذ ان البعض يعتقد ان الصورة هي التي تهم التلميذ في كل ما يتلقاه من عروض وقصص وسواه ولكن إدارة المهرجان حصرت جوائزه على اختصاصات التأليف والإخراج والتمثيل على اعتبار ان ما تبحث عنه في هذه المرحلة يرتبط بتلك الخبرات فقط وليس بالديكور أو الموسيقا.

ومن الإشراقات التي تحققت إثر ذلك تحمس بعض المشرفين والمشرفات لكتابة نصوص عروضهم المسرحية.

 

عصام أبو القاسم (الشارقة) –

http://www.alittihad.ae

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *