جمعة علي: روّضت نفسي قبل أن يروّضــني غلوم

اعتبر الفنان الإماراتي المعروف بـ«غول المسرح»، جمعة علي، أن نص مسرحية «سيد القبو» كان متكاملاً ولم يتعجل في كتابته، على عكس ما ظهر أثناء عرض المسرحية ضمن مهرجان «أيام الشارقة المسرحية»، خصوصاً أن المسرحية وصفت بأنها «صنعة جيدة» توافرت لها مقومات جيدة، لكن لم تصل إلى درجة الأداء العالي، لاسيما أن فكرة العمل كانت واضحة.

وأكد علي أن «معالجة النص من قبل المخرج، الدكتور حبيب غلوم، تمت بشكل جيد، وإن كان لدي تحفظات في بعض الأمور، واعتقد أن النص كان عميقاً في محتواه وتفاصيله، إلا أن المخرج قام بإلغاء مجموعة من الحوارات وتحديداً حوارات لأطفال تراوح أعمارهم بين سبع و‬13 سنة، وذلك لعدم وجود ممثلين ينتمون لتلك الفئة العمرية، ما اضطر المخرج إلى الاستغناء عنها».

لافتاً إلى أن «فكرة المسرحية تناقش قضية أطفال الشوارع والاتجار في البشر، والمعاناة التي يعيشها هؤلاء الأطفال من تشرد وغياب للهوية وضياع، وربما انحلال أخلاقي، وبعد عن الممارسات الطبيعية التي يعيشها أقرانهم، لاسيما في وجود من يديرهم ويدفعهم إلى الشوارع والأزقة بحثاً عن لقمة عيش وإن كانت مدنسة، إذ إن المخرج تمكن من تغيير الموقع الأساسي في النص، الذي يدور على شاطئ البحر، واستبدله بالقبو ليعكس المعاناة والسوداوية العيش».

عمل جادّ

عروض فنية

سيظهر الفنان في مجموعة من الأعمال التلفزيونية خلال شهر رمضان، منها مسلسل «القياضة» إذ سيقدم دور أساسي في العمل وهي شخصية مثيرة للمشكلات يكره الآخرين ولا يجب الخير لأحد إلا نفسه، المسلسل من تأليف فيصل جواد واخراج الفنان السوري سلوم حداد وقصة وأشعار محمد سعيد الظنحاني، ويشارك في المسلسل مجموعة من الفنانين الإماراتيين والخليجيين منهم فاطمة الحوسني وبدرية أحد وسيف الغانم ومن الخليج هيفاء حسين وشهاب جوهر وميسم بدر.

وحول مشاركته كضيف شرف في أكثر من حلقة في مسلسل «زمان أول» من تأليف جمال سالم، واخراج بطال سليمان، أكد علي أن «مشاركتي في المسلسل اعتبرها إضافة لرصيدي الفني لاسيما في وجود خبرات فنية وعملاقة الفن الخليجي والمحلي مثل الفنان والكوميديا القطري غانم السليطي الذي تعلمت منه الكثير خصوصاً أنه كان يساعدني ويرشدني، غير أن ترشيحي للمشاركة في العمل جاء من قبل أحمد الجسمي ومخرج العمل، لإيمانهم بقدراتي وموهبتي الفنية».

 

هذا التغيير وإن كان المؤلف، جمعة علي، يوافق عليه، إلا أن نقاداً اعتبروا أن السينوغرافيا كانت طبيعية وواضحة، إذ لابد في مثل تلك الأعمال من اللجوء لنوع من التجريد في السينوغرافيا، والقبو كان يضم تفاصيل كبيرة واضحة تدل على انه قبو، لاسيما أن الديكورات كانت كثيرة والدلالات كان يجب أن يكون لها وظيفة وتوظيف جيد، فيما بقيت حركة الممثلين في مقدمة الخشبة دون الوصول إلى العمق إلا في حركات محدودات.

وتابع علي أن «مسرحية سيد القبو هي عمل جاد وهذه التجربة ليست بالجديدة، على عكس ما يعتقد الجميع، إلا أني لا أفضل أن أحكر موهبتي في مجال واحد، لذلك أفضل التنويع في الشخصيات، غير أني أميل إلى الكوميديا».

تعد مسرحية «سيد القبو» لفرقة مسرح بني ياس، عملاً مسرحياً جيد «الصنعة»، لكنها لم تصل إلى الأداء العالي، وتطرقت لقضية أطفال الشوارع والاتجار في البشر، بذريعة أن ‬85٪ هي نسبة المقيمين في المجتمع الإماراتي، وهم يحملون ثقافات مختلفة، لذلك لا يجب التركيز فقط على الإماراتيين في الأعمال المسرحية، بل إن تلك الفئة تشكل شريحة مهمة يفترض الوقوف عندها، خصوصاً أن هناك قضايا القبض على عصابات «غير مواطنين» تدير شبكات اتجار في البشر وتستغلهم.

كما أن المخرج لم يكن موفقاً في نهاية العمل، إذ تجب إعادة معالجة مشهد القتل النهائي الذي لم يعالج بعمق، فالنهاية جاءت على عجالة ولم تكن بتلك القوة، خصوصاً أنها نهاية متوقعة، كما أن غياب المخرج كان واضحاً، فلم يطرح تساؤلات تشغل المتفرج، لاسيما أن الأحداث متوقعة، ولم يفاجئ العرض إثارة أفكار جديدة.

ترويض الممثل

اعترض علي على مقولة أن «حبيب غلوم المخرج تمكن من ترويض جمعة علي الممثل»، التي ذكرها غلوم بعد انتهاء عرض مسرحية سيد القبو، وأكد أن «نص المسرحية هو من روضني قبل أن يروضني المخرج، فالنص لا يتحمل الخروج والارتجال عنه، وإن كنت قادراً على قلب مجريات المسرحية من السياق الجاد إلى الكوميديا البحتة، في أي وقت، فقد كنت رهن اشارة المخرج».

لافتةً إلى أنه ظهر على غير عادته، وأقصد هنا الارتجالية الدائمة التي اصبحت صفة ملاصقة لاسم الفنان جمعة علي، ما جعل الأخير منبوذاً وغير مرغوب من قبل المنتجين، الذين لا يفضلون العمل معه كونه غير ملتزم بالنص، ما أثار اعجاب النقاد والمسرحيين الذين وصفوه بـ«الغول» الذي سطا على خشبة المسرح، بل إن قدرته واحترافيته خطفتا أنفاس الجماهير الذين تقبلوا العرض بصمت وإنصات.

«الشيطان الأعور»

يستعد الفنان جمعة علي وفرقة مسرح كلباء، التي تضم أكبر مجموعة من الممثلين في كلباء، والبالغ عددهم ‬50 ممثلاً، تقديم مسرحية «الشيطان الأعور» خلال أيام عيد الفطر، المسرحية بحسب علي تصنف «كوميديا رعب»، وتتناول عدداً من القضايا، منها الجن والشياطين والوساوس التي تلاحق الإنسان، كما تعرج على أهداف الشباب من الجنسين، وتطرفهم، وبعض المشكلات الاجتماعية، وطرق التفكير، إذ لم تغفل المسرحية عن جزء بسيط في المجتمع الإماراتي بشكل خاص والخليجي بشكل عام.

وتابع علي أن «المسرحية التي هي من تأليفي واخراجي، مكونة من فصلين، مدتها ثلاث ساعات من الضحك، والكوميديا التي يصحبها شيء من التخويف، يشارك فيها عدد من الفنانين المحليين والخليجيين، إضافة إلى مجموعة من الشباب من مسرح كلباء، اعتقد أن الجمهور متعطش للضحك والفكاهة، من هذا المنطلق نحن نستعد حالياً لبروفات المسرحية التي تضم الكثير من مشاهد واقعية لا تخلو من الكوميديا».

وقال علي «على الرغم من أني قدمت أعمالاً جادة كثيرة، غير أن هذا العام مليء بالعروض المهمة التي قدمت لي، منها مجموعة من المسلسلات التلفزيونية والمسرحيات وحتى الأفلام، وكان آخر فيلم شاركت في تقديمه (حب ملكي) الذي عرض في مهرجان دبي السينمائي، كما تلقيت عرضاً للمشاركة في فيلم جديد إلا أني أفضل أن أركز على الدراما التلفزيونية والمسرح».

 

المصدر:

    سوزان العامري – الشارقة

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *