ومضات عن تاريخ المسرح في الهندية

طرحت الأمسية التي أقامها البيت الثقافي في مدينة الهندية التابعة لمحافظة كربلاء العديد من الأسئلة التي تمحورت عن أسباب تراجع الفن والأدب ، لاسيما المسرح ومنه

 

المسرح المدرسي في التأثير بالحياة الثقافية التي كانت سائدة في أربعينات وحتى ثمانينات القرن الماضي، حين كانت المسرحية المدرسية الواحدة تستقطب العوائل
الأمسية التي أقيمت للباحث عبد الرزاق عبد الكريم المتخصص بالشأن المسرحي وهو يقدم أمسيته المعنونة (ومضات من تاريخ المسرح في الهندية )قدمها الشاعر حاتم عباس بصيلة والتي نوه في بدياتها عن موقع الباحث وتاريخه وأهمية ما يقوم به من توثيق للمسرح في محافظة كربلاء منذ بواكيره الأولى فقال : انه باحث متمكن شق طريقه بجهد شخصي للتعبير عن همه للفن كونه كان قد اعتلى خشبة المشرح منذ عام 1947 وقدم 40 عملا مسرحيا وهو عضو نقابة الفنانين منذ تأسيسها عام 1970 وعضو المؤتمر الأول لنقابة الفنانين المركزية ومن مؤسسي نقابة الفنانين في كربلاء ورئيس فرقة كربلاء للتمثيل.
يقول الباحث عبد الكريم : إن المدن لا تكتب عن المسرح إلا القليل إلا أنها توثق الشعر والسرد..وان الهندية أعطت الكثير للعراق من فنانين كبار وهي أيضا أعطت سياسيين كبارا ولها دور في جميع مراحل تاريخ العراق..ويضيف إن المسرح واحد في العراق ولا يوجد مسرح في الهندية أو مسرح في الناصرية بل هناك حركة مسرحية في هذه المدينة تتميز عن غيرها..ويوضح إن المسرح في الهندية بدأ منذ بدايات القرن الماضي وكانت حركته بدائية إلا أنها تكورت في الثلاثينات قليلا حين كان المعلمون هم يقودون الحركة المسرحية والسبب هو دخول المجلات الثقافية والمتخصصة بالمسرح والفن الى المدينة مما جعل عمليتي الاطلاع والتواصل مهمتين، وتنامت هذه الحركة بعد ثورة تموز 1958 وكان من روادها فنانين كبار..ويشير الى إن المدينة شهدت تقديم العديد من المسرحيات إعدادا وتأليفا وإخراجا و  تمثيلا.. 
الأمسية شهدت العديد من المداخلات التي تنوعت بحسب قرب المتداخلين من تاريخ الحركة المسرحية أو من وجهة النقد المسرحي فكان أول المتداخلين الدكتور الفنان علي حسون الذي أوضح ان المسرح في العراق دخل نهايات القرن التاسع عشر وهو في الهندية في ثلاثينات القرن العشرين ولكننا نعيب على الدراسات الحديثة التي لم تذكر الحركية المسرحية في الهندية التي قدمت مسرحيات كثيرة منها ما هو اجتماعي وما هو سياسي وكانت تقدم مسرحيات عن القاع العربي مثل فلسطين التي أخذت حيزا كبيرا من اهتمامات مثقفي المدينة.
الباحث حسن عبيد عيسى قال : المحاضر قدم تاريخا عن المسرح في مدينة صغيرة وهو ما يعني ان المسرح الآن ليس موجودا ولم نر له تأثير كما كان سابقا وإذا ما أراد الباحث ان يقدم أرشيفا عن المسرح الآن لن يجد حركة مؤثرة إلا مهرجانات إسقاط لفرض.ويبين ما معنى ان يقدم معلمون وطلبة مسرحيات في زمن ليس في صور وحين يكون الزمن الآن كله ضوء لا نرى مسرحا وما معنى ان يكون الهواة وليس الأكاديميون يقدمون مسرحا شعبيا والآن مع غزارة الأكاديميين لا نرى مسرحا مؤثرا.ويشير الى ان هناك سلبية في الواقع الذي نعيشه وهو واقع يشهد تراجعا في كل شيء وأولها التراجع في المسرح وهو يعني التراجع في الحياة.
الروائي علي لفة سعيد قال : إن ما يلاحظ عن المسرح والأدب هو إنهما كانا أكثر انتعاشا من الآن وان القرن الماضي كان قرن الفن والمسرح.ويشير الى ان الفن في العراق كان ينطلق دائما من مدن الهاشم لتسرقه مدن المركز فاغلب الفنانين والأدباء والسياسيين والمفكرين تكون منابعهم هي المدن الهامشية او المدن الصغيرة إلا ان الأضواء توجد في المدن الكبيرة دائما..وطرح سعيد تساؤلا.. ما معنى ان يكون الفن في القرن العشرين ولا فن في القرن الحادي والعشرين فهل هناك تراجع في الفن وفي كل شيء أو الان هي الصحوة وان ما كان هو المعوق الاجتماعي للنفس وللذائقة وهل ان الإبداع الحقيقي والتأثر والتأثير تراجع أيضا وأصبح المسرح لا يؤثر كما كان.. 
إلا ان مدير النشاط المدرسي في المدينة أحمد الشيباني يعتقد بغير ذلك ويقول : إن الحركة المسرحية جيدة وان النشاط المدرسي يقيم العديد من المهرجانات ويقدم أعمالا مسرحية ومنها المرح الحسيني
الشاعر صلاح السيلاوي قال : إن ما يحصل الآن من تراجع للمسرح هو خيانة للفن والواقع الاجتماعي ،لان ما قدم كان للماضي ولم يكن للحاضر تأثير وهو ما يعني إن هناك تراجعا في كل شيء.

 

كربلاء /علي لفتة سعيد

http://www.almadapaper.net

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *