الملابس في العرض المسرحي

تلعب الازياء والملابس دوراً كبيراً ومهماً في العرض المسرحي وهو مساعدة المشاهدين على الفهم والتعبير للخصائص المسرحية المميزة، كما تساعد في التعرف على

 

الفترة الزمنية والمكان الذي حدثت فيه المسرحية ويمكن للملابس تحديد الوقت من اليوم وتحديد الفصل والمناسبة وتقديم معلومات عن الشخصيات مثل العمر والمهنة والسمات الشخصية والمكانتين الاجتماعية والاقتصادية، كما يمكنها توضيح العلاقة بين الاشخاص والتعرف على الفئات المتحاربة وتعبر عن الجو العام للمسرحية واسلوبها والجو العاطفي السائد في كل مشهد. يدرس مصمم الازياء النص بشكل دقيق للتشاور بشأنه مع المخرج ومصمم الديكور والاضاءة للتأكد من ان افكاره تتناسب مع التفسير الصحيح للمسرحية. كانت ملابس التمثيل في الاحتفالات الدينية لدى معظم الامم الاولى رمزية الى ابعد حد فكان لكل إله من الالهة المشخصة زي نمطي خاص اما ممثلو المأساة الاغريقية القديمة يستعملون الى جانب الاقنعة والاحذية نوعين من الزي (تشيتون) وهو رداء طويل وفضفاض يمتد من الكتف حتى الكاحلين، كما كانت هناك ملابس تصنع للملوك والرعاة والشحاذين والمحاربين وفي الملهاة اليونانية كان الممثلون يستخدمون الرداء المنتفخ او لباسا ضيقا له لون جلد الادمي، كما كانت تستخدم بعض الملابس والاقنعة التي تمثل بعض الحيوانات والطيور والسحب وفي المأساة الرومانية كان الزي اليوناني هو المستعمل في الغالب وفي الملهاة الرومانية كان هناك خليط بين الطابع اليوناني والرمزي فقد كان اللون الابيض للعجائز من الرجال والرمادي للطفيليين والاصفر للبغايا، اما في العصور الوسطى فالشخصيات العادية ترتدي زي الحياة اليومية والشياطين تتقمص اشكالا حيوانية.

وملابس الملائكة لها اجنحة وكان اللون الابيض يدل على الرحمة والاخضر على الحقيقة وفي العصر الاليزبيثي كان الممثلون يحصلون على ملابسهم المسرحية بم يتفضل عليهم من ملابس ملوك وامراء ونبلاء البلاد مع اجراء بعض التعديلات فيها لكي تناسب الشخصية التي يجسدها الممثل على خشبة المسرح ولم تكن هناك ملابس تخاط او تصنع للمسرحيات التي كانت تقدم انذاك وهذا يدل على مدى بذخ الملابس التي كانت تستخدم في العصر ذاك، اما في القرن السابع عشر فقد تم استخدام نفس الملابس العصرية ولكن بعد اجراء بعض التعديلات عليها لتظهر بشكل تاريخي تناسب الشخصية وفي القرن الثامن عشر فقد كانت الملابس عصرية الزي وفي القرن التاسع عشر فقد بدأ الوضع يتجه نحو المطالبة بالالتزام الحرفي بالزي المعاصر لأحداث المسرحية الجاري عرضها وفي العصر الحديث بدأ مصممو الازياء يقومون بايجاد مفهومات جديدة لوظيفة الزي ولاتجاه نحو الخيالية او الرمزية او التعبيرية او اية مدرسة من المدارس المسرحية الجديدة.

والسؤال الذي يطرح نفسه هل نحن في المسرح نعير ملابس الشخصيات التي تقدم على الخشبة اهتماماً في عروضنا المسرحية، حيث تعكس صورة وحالة الشخصية المقدمة ام اننا نستخدم الملابس فقط لكي يلبس الممثل ملابس جديدة ولايظل عاريا… هل نهتم بدلالات اللون في الملابس وهل نربط بينها وبين الاضاءة والديكور وحالة الممثل ام انها مجرد قطعة قماش نرتديها من باب ما يسمى (التخريب) عفوا التجريب.

 

 

فهد الباكر

http://www.al-sharq.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *