“عشتار” ينهي الاستعدادات لتنظيم مهرجان “مسرح المضطهدين الرابع”

تنطلق يوم السبت المقبل، فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان “مسرح المضطهدين”، الذي يقام بمبادرة من مسرح “عشتار”، وستتواصل فعالياته في الضفة وقطاع غزة حتى الحادي عشر من الشهر القادم.

وستجري فعاليات المهرجان -الذي سيحتضن قطاع غزة جانبا من عروضه للمرة الأولى-، تحت شعار “اكسر صمتك ..شارك بقصصك”، وسيشتمل على تسعة عروض، معظمها تم إنتاجه حديثا.

وحسب المديرة الفنية لمسرح “عشتار” إيمان عون، فإن الدورة الحالية للمهرجان تكتسب أهمية استثنائية، مضيفة “في كل دورة هناك ثيمة للمهرجان، وفي العام الحالي فإن الثيمة تركز على المرأة، عبر تناول هموم وقضايا تظهر الاضطهاد الذي تتعرض له، وهو ما ستبرزه العروض المختلفة، لا سيما مسرحية “حتى في بيتي”، و”كوتا”، و”روز تكسر صمتها” وغيرها.

وقالت عون: “بما أن مسرح المضطهدين، هو صوت الناس الذين يعانون، وبما أننا نفتقر في مجتمعنا إلى المساواة الاجتماعية، التي تمثل شرطا أساسيا لسوية المجتمع والارتقاء به، كان لا بد أن نركز في الدورة الحالية على ملف المرأة”.

وأضافت: “مما يزيد من وجاهة وأهمية تناول الاضطهاد الذي يلقي بظلاله على المرأة، حقيقة أنه حتى يكون هناك نضال سياسي حقيقي، لا بد أن تحظ المرأة بدور فاعل ونشط على كافة الصعد، وأن يكون بمقدورها المشاركة في عملية صناعة وصياغة الفكر والرؤى، وليس التعاطي معها كتابع للرجل”.

وأوضحت أن معظم عروض المهرجان، أنتجت من قبل مسرح “عشتار”، لافتة بالمقابل إلى أن هناك عرضا لمسرح “نعم” في الخليل، علاوة على آخر لفريق نرويجي.

وبينت عون أن أحد مزايا المهرجان زخم الإنتاجات التي أعدها “عشتار”، وذلك في إطار اختصاصه بحقل مسرح المضطهدين.

وأوضحت أن تنوع العروض، التي ستحتضنها مدن نابلس، والخليل، ورام الله والبيرة، وجنين، اضافة إلى مخيم “شعفاط” بالقدس، وبعض القرى والبلدات في الضفة، فضلا عن عروض قطاع غزة، سيضفي على المهرجان رونقا خاصا.

وبينت أن عقد المهرجان للمرة الأولى في قطاع غزة، يمثل اضافة نوعية، لافتة إلى أن ذلك حصيلة عمل استمر سنوات.

وقالت: “لدينا فريق مسرحي في قطاع غزة، يعمل منذ العام 2009، وقد أنتج ثلاثة أعمال مسرحية خلال العامين الماضي والحالي، بالتعاون مع منظمة “يونيسيف”، وبالتالي نأمل أن تكون هناك مشاركة جماهيرية كبيرة، خاصة أن الأعمال تتناول قضايا تهم المجتمع الغزي، مثل العنف في المدارس، وعمالة الأطفال، وغيرهما، الأمر الذي نتطلع إلى أن ينشط الحياة المسرحية في القطاع.

وتوقعت أن تشهد فعاليات المهرجان الذي تقام دوراته بمعدل مرة واحدة كل عامين، اقبالا كبيرا أسوة بالدورات السابقة.

وقالت عون أن الإقبال الجماهيري على العروض مميز دوما، خاصة أن الناس ترى نفسها فيها، وتلمس مشاكلها، وبالتالي فالمهرجان ليس نخبويا، بل شعبيا من الدرجة الأولى، خاصة أنه يخاطب الجمهور في المناطق النائية والمهمشة.

وتابعت:” أحد عناصر قوة المهرجان، هو أنه يساعد الناس على التحاور فيما بينهم بصوت عال، حول قضايا مهمة، ودعوته إلى إحداث تغيير، إلى جانب مساهمته في تنشيط الحياة الثقافية، لا سيما في مناطق لا تشهد فعاليات فنية وثقافية إلا بصورة محدودة مقارنة مع محافظات مثل القدس، ورام الله والبيرة، وبيت لحم”.

وبينت أن طبيعة مسرح المضطهدين، الذي يقوم على التفاعل بين الممثلين والجمهور، سيمنح المهرجان دفعة اضافية، لتحقيق أهدافه، لجهة رفع الوعي والترويج لمواضيع عديدة، تتصل بحقوق شتى الفئات، خاصة النساء، والشباب، والأطفال.

وأضافت عون:” نحن كمسرح نرى دورنا في تسليط الضوء على القضايا المسكوت عنها، مثل قضايا القتل على خلفية ما يعرف بالشرف، أو التحرش الجنسي، أو عمالة الأطفال، وغيرها، وبالتالي عندما شعرنا أن تجربة مسرح المضطهدين التي بدأناها العام 1997، قد تراكمت ونضجت بالصورة الكافية، حتى أننا كنا أول من أدخلها إلى العالم العربي، عمدنا إلى اطلاق فعاليات المهرجان العام 2007″.

وقالت:” صحيح أنه ليست لدينا قاعدة كبيرة من جمهور المسرح، لأنه لا توجد هناك عروض يومية في بلادنا، ورغم أننا نتوجه بأنفسنا إلى الجمهور، إلا أننا نجد تفاعلا نشطا وحيويا منه خلال العروض، وبالتالي هو دائما يطلب المزيد منها، ويقدم مقترحات حول المواضيع التي تتناولها”.

 

http://arabic.pnn.ps

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *