«العيارين..».. لنكن أسياد أنفسنا

يارين.. العرائس أيضا يحكمون» نص مسرحي جديد طرحه مؤخرا الكاتب والناقد بدر محارب في كتاب، ويأتي الكتاب الجديد ليشكل إضافة للمكتبة المسرحية المحلية التي تفتقر إلى الكتابات الجادة والنصوص المسرحية، وسبق لمحارب أن طرح كتابا ضمنه عددا من نصوصه المسرحية التي عرضت على خشبة المسرح في السنوات الأخيرة، وبينها «حدث في جمهورية الموز، دراما الشحادين، تاتانيا».

إعادة الموازين

قدم للكتاب الجديد الدكتور علي العنزي، أستاذ النقد والأدب المسرحي في المعهد العالي للفنون المسرحية، وجاء في تقديم العنزي «.. محارب يعيد في نصه الرزين والمميز في لغته، توزيع الشخصيات والأمكنة والأحداث التي كانت مصدر الحكاية، مشيدا مادته الأدبية على المفارقات الكوميدية التي تحف وخزاته السياسية»، مضيفا «استعمل محارب الحكاية والشخصيات الأصلية استعمالا رمزيا سياسيا خالصا، يتغير مضمونه ودلالاته وفق الأطر والسياقات التي تنمو خلالها الأحداث وتتطور، حيث ينحو بالحكاية منحى صلته وثيقة هيكليا ببعض تقنيات المسرح السياسي، مولدا في نفس المتلقين على يد القراقوز 1 والقراقوز 2، شعورا بارتباط ما يرونه ارتباطا وثيقا بالواقع الاجتماعي والسياسي الذي يحيونه».

ويؤكد العنزي «النص كوميديا سوداء، نشتم منها رائحة بعض التقنيات الملحمية التي طعمه بها محارب، ربما للحيلولة دون استدرار عواطف وانفعالات متلقيه، وهو نص متشائل بامتياز، حيث أن الكوميديا الساخرة وسيلته للتعبير عن مأساوية تناقضات بنية السلطة، وعلامة جدته اعتماده الفصحى لتوصيل أفكاره إلى الأذهان، أعمال كويتية خالدة استخدمت دوما الفصحى الموشاة ببعض العامية، تبعا للموقف الكوميدي والأسلوب».

مزج الحكايات

أهدى الكاتب بدر محارب نصه إلى «كل حر وإلى كل حرة فقط»، ويتكون النص من مقدمة وفصلين، كل فصل يقع في أربعة مشاهد، ثم خاتمة، وقد استوحى أحداثه من حكاية المحتالة دليلة التي ذكرت في كتاب «ألف ليلة وليلة»، ويمزجها بحكاية البطل الاسطوري علي الزيبق.

ويقدم الكاتب في استهلال نصه شخصيات القراقوز 1 والقراقوز 2، وهما مهرّجان يقومان بدور الراوي، مما يحدد شكل العرض المسرحي.

في الفصل الأول يقدم المؤلف شخصيات مسرحيته الرئيسية، وهم علي الزيبق ورفيقه همام، والشهبندر، والمقدم وزوجته، وينتقل المؤلف في المشهد الثالث من الفصل الأول إلى السوق، الذي يجعله ساحة لكشف المزيد من الأحداث عبر حوارات بين شخوص الحكاية علي الزيبق وزوجة المقدم والعطار عقيل.

ويواصل الكاتب عبر حوارت جميلة ومعبرة طرح العديد من القضايا الساخنة من واقعنا الذي نعيشه، غلفها بمفردات عامية، وقدم من خلالها رؤيته لما يجري في الوطن العربي عبر شخوص تتحرك بعمق.

وينتهي الفصل الأول بفوضى عارمة بعد حوار ساخن بين المقدم وزوجته والشهبندر.

حوارات ساخرة

يبدأ الفصل الثاني بأغنية قصيرة قبل دخول المهرجين، القراقوز1 والقراقوز2، ويتابع الكاتب تقديم حوارات كوميدية ساخرة بين شخوص المسرحية، ولا ندري هل نضحك مع هذه الشخوص أم نضحك عليها.

وينقل الكاتب الحدث في المشهد الثاني إلى السوق ليكشف المزيد من القضايا، ويركز على هموم الشعب بعد أن أجرى الوالي تعديلا وزاريا.

في المشهد الثالث ينتقل المشهد إلى دار الشرطة بعد سرقة حمار وضرسي ذهب من صاحب الحمار، وينتهي المشهد بدخول القراقوزين الأول والثاني.

تتابع أحداث المسرحية وسط حوارات كوميدية خاصة، من خلال شخصية السلطان الذي لا يجيد الفصحى، أما الخاتمة فقد جاءت على شكل مشهد قصير بطله علي الزيبق، الذي يظهر وسط بقعة ضوء ليقول: «العرض سيبقى مستمرا.. ما دامت الحياة مستمرة.. ولكن.. لنقطع الخيوط التي تحركنا ولنكن أسياد أنفسنا. حكمة بالغة في معناها يلخص فيها الكاتب أحداث المسرحية ويعطي أملا بالتفاؤل بمستقبل أفضل لنا».

ملاحظة: عنوان الكتاب «العيارين.. العرائس أيضا يحكمون»، ونعتقد أن الأصح أن يكون العنوان «العيارون» وليس «العيارين»، لكن ذلك لا يقلل من قيمة الكتاب على أي حال.

 

عبدالمحسن الشمري

http://www.alqabas.com.kw

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *