«المنديل» لفرقة المعهد.. نضوج مخرج بـ «فكرة» مستهلكة

في اليوم الرابع لعروض المهرجان الاكاديمي الثالث الذي ينظمه المعهد العالي للفنون المسرحية قدمت فرقة المعهد عرض «المنديل» المستوحى من نص «عطيل» لشكسبير، حيث قام الطالب احمد العوضي بإعداده وإخراجه وجسد شخوصه كل من عبدالعزيز النصار وعلي الحسيني ومحمد فايق وسارة التمتامي وروان الصايغ وذلك على خشبة مسرح «حمد الرجيب».

وعلى الرغم من ان فكرة المسرحية مستهلكة، حيث تدور حول الخيانة التي تطرق لها العديد من المخرجين محليا وعربيا، الا ان مخرج العرض العوضي استطاع ان يلفت انتباه الحضور لرؤيته الاخراجية التي جاءت مغايرة، وذلك لاستخدامه العديد من التقنيات الفنية التي أثبتت نضوج فكره الاخراجي، حيث نالت رؤيته الجميلة استحسان الحضور الذين وصفوا عرضه بانه «منافس» بقوة على جوائز المهرجان.

تدور احداث المسرحية حول «المنديل» الذي تولدت من خلاله جميع الاحداث الرئيسية، وبات واضحا ما الذي سيحدث منذ المشهد الأول، وماذا يعني ذلك «المنديل» الذي بيد ديدمونة لعطيل، ويتدخل علي الحسيني الذي قدم شخصية «ياغو» بأفكاره الشريرة، فيأمر زوجته بمساعدته لأخذ ذلك «المنديل»، لتبدأ بعد ذلك المؤامرة التي سعى إليها «ياغو» للتفريق بين عطيل وديدمونة بقتلها هي وكاسياس المقرب من عطيل.

استخدم المخرج تقنيات إيجابية تحسب له مثل الرقصة المستوحاة من المسرح الياباني التي أخذت شكل الثعبان بحركة خفيفة على المسرح واستطاع الممثلون أداءها بحرفية، حيث جاءت متماشية مع اجواء العرض بالاضافة الى مشهد تصوير ما يدور في عقل عطيل بعد وساوس ياغو على الخشبة الأصلية ليصدق ما بين ديدمونة وكاسياس، مما أدى إلى جنون عطيل وإصراره على الانتقام لشرفه الذي أوهمه ياغو بأنه تلطخ بالخيانة فكانت تلك الصورة الوهمية التي شاهدها الحضور على الخشبة في غاية الذكاء والنضج المسرحي لدى المخرج.

ولابد من الإشادة بعناصر العرض الفنية فهي أخذت حيزا من العرض وساعدت في ايصال فكرته بشكل جميل بدءا من مصمم الاضاءة التي تصدى لها عبدالله النصار، حيث وظفت بشكل فني جميل، ولمتابعته الدقيقة لحركة الممثلين على المسرح، وكذلك المؤثرات الصوتية والموسيقى التي جاءت مناسبة لفكرة وأحداث المسرحية بكل مشاهدها، والتي كانت من اختيار وتنفيذ الطالب مشاري المجيبل.

أخيرا..لابد من الإشادة بـ «عطيل» الأصلي الذي ظهر في بداية العرض ونهايته بشكل يدعو للتساؤل لدى المتفرج، وخلق نوعا من التشويق، والإيضاح لما يحدث.

 

Mefrehs@

 

 

إلغاء العرض الإماراتي بسبب تأشيرات الدخول

عبر مدير عام المهرجان الاكاديمي الثالث د.راجح المطيري عن أسفه لإلغاء عرض دولة الامارات العربية الشقيقة متمثلا بجامعة الشارقة ،والذي كان من المفترض عرضه «امس» الاثنين، وذلك بسبب عدم استخراج تأشيرات الدخول من الجهات الأمنية لعدد من الممثلين الأساسيين فيه.

جاء هذا التنويه قبل انطلاق الندوة الفكرية في قاعة الفنان الراحل غانم الصالح بعد ان تصدى لتقديمه رئيس اللجنة الاعلامية في المهرجان مفرح الشمري، مضيفا انه تم تعديل الجدول بعد هذا الاعتذار.

يذكر ان عرض جامعة الشارقة بدولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة كان يحمل اسم «بغض النظر» من إخراج شريف الزعبي ،وهو يعرض للمرة الاولى في مهرجان مسرحي.

 

في الندوة التطبيقية.. إسراء جوهر: أجواء العرض إيجابية

بعد انتهاء العرض المسرحي«المنديل» عقدت الندوة التطبيقية الخاصة به والتي أدارتها الطالبة مريم نصير وعقبت عليها الطالبة اسراء جوهر بمشاركة مخرج المسرحية احمد العوضي وفريق العمل. وقد انطلقت اسراء في تعقيبها على العرض من خلال تطرقها الى كلمة المخرج التي وضعت على «البرشور»، حيث أوضحت أنها لا تفصل بين الكاتب والمخرج، وتساءلت: اذا كان عطيل يرى ياجو كثعبان فلماذا انساق وراءه؟ ولماذا ألبس ديدمونة رداء اخضر؟ ولماذا بدت ثعابين ياجو كالثعابين الافريقية؟

وتابعت: في مشهد التحريض أرى ان ياجو تحول من شيطان اخرس إلى ناطق، ولم يقدم عطيل على القتل الذي لم يزل هو مقتنع أن ديدمونة خائنة ولولا المنديل لم يكتشف أنها طاهرة الذي يعتبر دليل براءتها فهل يريد المخرج أن يقول إن اعز الاشياء قد يكون سببا في نهايتنا.

وأضافت قائلة: أعجبني العرض، وقد نجح في استقطاب عدد من طلاب المعهد، وهذا جو إيجابي والمخرج استطاع أن يقدم رؤيته الخاصة وأرى انه وفق في العرض وملامسة المشاعر.

 

مفرح الشمري

http://www.alanba.com.kw

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *