في يوم المسرح العالمي .. تكريم الفنان يوسف العاني وعرض مسرحية الصامتات

أقام  المعهد الثقافي الفرنسي بالتعاون مع المركز العراقي للمسرح احتفالية  خاصة  عن يوم المسرح العالمي ,كرم فيها فنان الشعب ورجل المسرح يوسف العاني تثمينا لدوره في تأسيس المركز العراقي للمسرح . واحتفال العراق لأول مرة بمناسبة يوم المسرح العالمي  في عام  1970.

 

 

ثم ألقيت كلمة رسالة يوم المسرح التي كتبها  هذا العام ( دار يوفو) وألقاها الفنان القدير يوسف العاني رغم تعبه وكبر سنه.. لكنه كان مرحا وترك العصا التي يتكأ عليها وقال ( لن اصعد على خشبة المسرح بعصا !  )

ثم قرأ الفنان عزيز خيون رسالة  المركز العراقي للمسرح ,بعدها ألقى الفنان  سامي عبد الحميد  كلمة عن انجازات  الفنان المحتفى به  العاني  وعدد أعماله  الناجحة  في المسرح والسينما والتليفزيون .. ثم عرضت مسرحية الصامتات تأليف وإخراج د. عواطف نعيم التي اعتبرت المسرحية ( تجسيدا لأحزان المرأة أينما كانت وترجمة لمعاناتها من كل أشكال القمع والتهميش ) وجسدت ادوار المسرحية  الفنانات اقبال نعيم وسمر محمد وسوسن شكري والإشراف الفني لسهيل البياتي  وإضاءة علي السوداني وأزياء  ومكياج  عماد غفوري  وساعد  في الإخراج بهاء  خيون وموسيقى  ومؤثرات  صالح ياسر  وإدارة  مسرحية لسلام سكيني  وبوستر  بسام فريد وإشراف  الفنان عزيز خيون .ثم ألقى  المخرج الدكتور  حسين علي هارف  كلمة  تناول  فيها  نبذة  عن حياة  دار  يوفو  باعتباره  كاتبا  ومخرجاً وممثلا  في المسرح .

وقرأ العاني  رسالة ( دار يوفو ) بيوم المسرح العالمي  التي  ترجمها د. سامي عبد الحميد  وقال=:ـ

مر زمن  طويل على  قيام السلطة بتدبير  التعصب ضد ممثلي  الكوميديا  دي لارتا بمطاردتهم  خارج البلاد . اليوم  يواجه الممثلون  والفرق  المسرحية

صعوبات  في إيجاد  مسارح عامة ومتفرجين بسبب الأزمات ,لم يعد  الحكام يهتمون بمشاكل التحكم بأولئك الذين يعبرون عن أنفسهم بالسخرية والتهكم  حيث لايوجد للممثلين مكان ولا جمهور  يواجهونه .. بالعكس وخلال عصر النهضة وفي ايطاليا  بذل  المتربعون على السلطة جهودا مهمة  من اجل  الاحتفاظ  بالكوميديين ضمن  حوزتهم لكونهم  يمتعون جمهورا غفيراً … معروف ان هجرة ممثلي الكوميديا  دي لارتا الكبيرة حدثت في قرن الإصلاح المضاد الذي حكم يتفكيك جميع  أماكن  المسرح  وخصوصا  في روما لاتهام  تلك المسارح  بالإساءة  للمدينة  المقدسة .

في عام 1697 قام البابا الطاهر  الثاني عشر  وبفعل  ضغوط  الطلبات  الملحة  من أكثر  الجهات  البرجوازية  تحفظا  ومن المناصرين  الرئيسيين  لرجال الدين  قام  بإصدار  أمر  بتهديم ( مسرح توردنيونا )  لانه  وفقا لآراء دعاة الفضيلة  قدم اكبر  عدد من العروض الفاحشة .. من ذلك الزمان – زمن الإصلاح  المضاد – التزم الكاردينال ( كارلو بوروميو ) وكان من الناشطين في شمال ايطاليا بإصلاح ( أطفال  ميلانو ) مرسخا  التفريق الواضح بين الفن صيغة عليا من صيغ  التهذيب  الروحي .. والمسرح كمظهر من مظاهر التجديف والخيلاء

.. في رسالة وجهها الى  المتعاونين معه والتي سأقتبس منها عبارات محددة.. عبر فيها بشكل أو بآخر عن نفسه قائلا ( باهتمامنا  باجتثاث  طحالب  الشر  بذلنا  أقصى ما يمكن  من جهد من اجل  حرق تلك  النصوص  التي تحتوي  مقاطع كلامية  شائنة  وأزالتها  من ذاكرة  الناس  ,وفي ذات  الوقت  مقاضاة  أولئك  الذين  يفشون أسرار تلك  النصوص  عن طريق  طباعتها  .. واضح  على كل  حال .. كنا  نائمين  عندما  فعل  الشيطان فعله بمٌكر  متجدد .. فما  هو مدى  التوغل  في الروح ؟ وما هو  مدى مايمكن للعين  ان تراه  مما يمكن قراءته  في مثل  تلك الكتب ؟ واي  مدى لإفساد  عقول  المراهقين  والفتيات الشابات بالكلمة   المنطوقة  والإيماءة المناسبة  أعمق  من تلك  الكلمات  الميتة  المطبوعة  على صفحات الكتب .. وعليه  أصبح من الملح جداً ان  تبعد صانعي  المسرح عن مدننا كما نفعل مع الأرواح  الكريهة ) ( انتهى الاقتباس من الرسالة).

يبقى الحل الوحيد  للازمة كامناً في أملنا بأن هناك ترحيلا كبيرا ينظم ضدنا وبالأخص ضد الشباب الراغبين  في تعلم فن المسرح .. هنالك سبي جديد للكوميديانتي  ولصانعي  المسرح الذين  بذلك  العبء الثقيل  يحصلون بلاشك على منافع لايمكن  تخيلها  لصالح  رسم صورة  جديدة .

ثم ارتقى  خشبة المسرح  الفنان سامي عبد الحميد  ليقدم  هدية  المركز العراقي   وهي  عبارة  عن نصب صغير يمثل  شعار المركز العراقي للمسرح .

قحطان جاسم جواد

http://www.almadapaper.net/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *