فهد المحسن: المسرح لا يخضع لثقافة الاستهلاك

يعد المخرج والكاتب المسرحي الكويتي الدكتور فهد العبد المحسن من الشخصيات المسرحية الأكاديمية البارزة في الكويت والعالم العربي. شارك في الملتقى الفكري المصاحب لأيام الشارقة المسرحية بحيوية حيث قدم محاضرته “راهن المسرح العربي .. التحوّل، الاستهلاك، والأخلاق”،

 

وكشف فيها عن الأزمة الحقيقية التي تعاني منها الحركة المسرحية العربية في علاقتها بالابداع والفكر والأخلاق والاستهلاك، وقدم رؤيته الخاصة في استشراف الآفاق المسرحية التي من شأنها أن تكون أكثر فاعلية في تأثيرها على الجمهور. البيان التقته وطرحت عليه بعض محاور أطروحته الفكرية عن المسرح العربي.

هل تعتقد أن التغييرات التي طرأت على العالم العربي منذ 2011 تؤثر على المسرح؟

بلا شك، نحن نعبر عصرا معرفيا صارما، مليئا بالتحولات والمستجدات، وخصوصاً الانتقال الجاري في السلطة منذ مطلع 2011، والذي لا يزال تفسيره وفهم ظاهرته يشكل تحدياً لكل العلوم الاجتماعية. إن الثقافة الشعبية وترسيخها أدى إلى ابتلاع الحضور الثقافي المسرحي النخبوي الباهت وجعل حركة المسرح مشلولة وغير قادرة على التفاعل مع الجمهور.

ثقافة الاستهلاك

هل يمكن تسجيل مرحلة الربيع العربي كعلامة بارزة في تاريخ المسرح العربي المعاصر؟

الربيع العربي يثير أسئلة عديدة، وخاصة في منظومتنا الثقافية، ونحن نتساءل: هل للمسرح دور تنموي حقيقي؟ الفن الحقيقي في نظري هو الفن الذي لا يخضع لثقافة الاستهلاك والتسطيح المبتذلة، ولا يمكن لهذا الفن أن يتطور إذا كانت اهتمامات الناس تافهة وعابرة. نحن نبحث عن مسرح يكون فيه الإنسان هو المعادلة المهيمنة، ونعود بدور المسرح لما كان عليه في سنوات السبعينات والثمانيات.

كيف ترى المسرح العربي عامة بعد كل ذلك؟

بعد أن عمّت ثقافة الاستهلاك وتفشت نزعة الاستيراد ليس في مجال المسرح فحسب بل في مجالات الإبداع الأخرى وخصوصاً التجارب المسرحية والإنتاج السينمائي والموسيقى والتشكيل، لم يعد لدينا ما يمكن اعتباره حقيقيا وأصيلا، لأن التبعية وعدم الابتكار والتسطيح سادت الحركة المسرحية، وأدت إلى النتائج الكارثية التي وصلنا إليها.

رؤية مستقبلية

كيف ترى تطور المسرح العربي؟

حتى يؤدي المسرح وظائفه الأساسية، عليه أن يفصل الحالة الإبداعية عن الحالة المؤسساتية للأنظمة، فالرؤية المستقبلية للعروض المسرحية بعد الربيع العربي يجب أن تكون قادرة على استيعاب هموم وتطلعات الإنسان بصورة أكبر. إن السواد الأعظم من الأعمال المسرحية التي قدمت بعد الربيع العربي اتخذت الشعار والمباشرة سبيلاً لها للتعبيرعن ثورة الشباب وقدمتهم كبيان أو “منافستو” يحوي شعارات جوفاء، الأمر الذي يستحق منا أن نقف عنده حتى لا نعود لمربع الصفر.

ما رأيك بالحراك في أيام الشارقة المسرحية؟

الواقع المسرحي العربي رديء إذا ما استثنينا اشراقة حاكم الشارقة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي يسعى جاهداً لتفعيل الحراك المسرحي ليكوّن حركة مسرحية حقيقية على المستوى العربي.، فلا يخفى على أحد تبنيه لمشروعات ومبادرات مسرحية كان لها أن تضيع لولاه.

 

سيرة

يعمل الدكتور فهد العبد المحسن نائبا لرئيس رابطة أعضاء هيئة تدريس المعهد العالي للفنون المسرحية، أستاذ مساعد بقسم التمثيل والإخراج المسرحي، حصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية 1995 – 1996 قسم التمثيل والإخراج المسرحي. ماجستير في المسرح من جامعة الروح القدس لبنان 2003. دكتوراه في الدراسات المسرحية المعمقة من جامعة القديس يوسف اليسوعية – لبنان عام 2010. مشارك في دورات وورش عمل خاصة بإعداد وتدريب الممثل المحترف(1997- 2011). قدم مسرحيات أبرزها مغامرة رأس المملوك، وموكب السمك، وكرشندو 2 والمهاجر، ودار الفلك.

 

http://www.albayan.ae

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *