عبدالستار ناجي: حان وقت تأسيس أكاديمية مسرحية محلية

استثمار اللحظة الراهنة لاهتمام مباشر من قامات قيادية كالذي يحدث في الشارقة من احتضان متكامل لفن المسرح، يدعونا إلى الدعوة مجدداً بتأسيس أكاديمية مسرحية محلية في الإمارات، إيمان أبداه الناقد المسرحي الكويتي عبدالستار ناجي، بأن استمرار المدينة الثقافية وهي الشارقة بإنارة طرق الحياة المسرحية يعتبر منجزاً عالمياً يتوجه هذا اللقاء الخليجي العربي في احتفاء سنوي، ويستدعيه وجوب حضور المعرفة والتعليم لاستكمال ملامح ألفة ومعالجة مستويات تراكميته على مدى 23 عاماً من العطاء المسرحي، مبيناً أن نضال العرض الحيّ العربي لن ينتقل إلى مراحل متقدمة دون الأخذ بعين الاعتبار أمانة وعي الجمهور وتطلعاته ووعيه الثقافي والاجتماعي.

 

 

إعادة استثمار

بحماسة شديدة أبداها ناجي خلال حواره عن زيارته للعديد من المهرجانات المسرحية العالمية، وملاحظته النوعية على الإقبال الجماهيري، أكد من خلالها أنه دون الجمهور فإن العمل الإبداعي يظل مشروعاً مؤجلاً، وبالرجوع إلى تاريخ المسرح فإن كل قامات المسرح عملت من أجل الجمهور، وهذا لا يدعونا إلى البحث عن الإسفاف والاستهلاك في الطرح التجاري، وإنما العودة إلى بؤرة القراءات والتحليل المنسجم عن متغيرات الوعي الثقافي للتركيبة المجتمعية، وهذا لا يمنع إقدام المؤلفين المسرحين من إعادة استثمار أفكار المسرحيات العظيمة والناجحة، وإسقاطها على واقع احتياجات مجتمعاتنا، ولكن بمعايير تصنع للفرجة المسرحية إضافة نوعية وتلمس للبعد الإنساني عبر البيئة الإبداعية في المسرح.

تطوير تقنيات

رأى ناجي أنه قياساً بسكان منطقة الخليج والأعمال المسرحية، فإن الإشكالية تقبع في أن أغلب القاطنين في المنطقة غير مرتبطين بشكل مباشر بالمسارح المحلية وقضاياه، لذلك نرى أن المسرح الإماراتي متعلق بالإماراتيين والمسرح القطري بالقطريين وهكذا. وبالمقابل فإن المسرح الفرنسي هو لكل الأوربيين بل للعالم، لذلك وجب علينا البدء بتطوير تقنيات لغة المسرح على مستوى الفنيات العامة إلى هذا البعد العالمي والإنساني بالدرجة الأولى، والتعرف أكثر على واقع جمهورنا خارج المسرح، الذي يوحي لنا بأسئلة حول أدواتنا وقدرتنا في صناعة منظومة مسرحية متكاملة.

شراكة تعليمية

في أبجديات الحديث عن الشراكات المسرحية في مجال التعليم، لفت ناجي أن المسألة تختلف في الإمارات، هناك تبني حقيقي لمشروع ثقافي واضح الملامح والرؤى، وأن إحداث شراكة تعليمية تأصل لهذا المشروع، ويبدأ ذلك بإنشاء معهد عالي للفنون يتضمن دراسة الفن التشكيلي وجمالياته البصرية وصناعة السينما والسيناريو وبناء بنى تحتية لدراسة الموسيقي وأخيراً التكوين المسرحي عبر دراسة تاريخه وتعاطيه المؤدي مع موهبية الإبداعية. وسيظل مشروع الاهتمام المتكامل بالمسرح مرتبطاً بفكرة تلك المعاهد التي من شأنها أن تعزز المعرفة المسرحية للدارس من جهة، وللأنشطة المسرحية من جهات أخرى، إضافة إلى العمل المؤسساتي وقدرته في تعزيز مستوى الوعي المجتمعي العام للممارسة المسرحية.

أسلوب حياة

 

أوضح الناقد المسرحي الكويتي عبدالستار ناجي أن الذهاب إلى الكليات والجامعات والمدارس، هي الوسيلة والخطوة الجدية لبناء وعي مسرحي متكامل، متسائلا: كم مر تذكرون مسرحية شاهدناها في المدرسة أو مسرح جامعي، مبيناً أن الجواب سيؤكد أنها لن تتجاوز مسرحية أو مسرحيتين على مستوى إجابة لكل طالب واحد على السؤال، لافتاً أن هنا تكمن المشكلة، المسرح أسلوب حياة يجب تحقيقها ضمن أجندة كل منزل يهوى الذهاب إلى السوق السينما وأيضاً المسرح، وهو نشاط إنساني أُسس له الحضور في الفعل وردة الفعل منذ اندلاع النشاط البشري على هذه الأرض.

 

http://www.albayan.ae/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *